ألمانيا : 3 نماذج سورية تعرض متطلبات و صعوبات الاندماج و الفرص التي يجب استغلالها

يعتبر اندماج اللاجئين في المدن الكبيرة، كالعاصمة الألمانية برلين، صعباً جداً ومعقداً في معظم الأحيان.

صحيفة “تاغس شبيغل” الألمانية، استعرضت في مقال نشرته اليوم، 3 حالات تمثل المتطلبات والصعاب والفرص التي تم استغلالها، من قبل ثلاثة لاجئين تمكنوا من الحصول على عمل.

في عام 2015، أي في ذروة موجة اللجوء، وصل إلى ألمانيا قرابة 890 ألف لاجئ، بينهم 54 ألفاً في برلين وحدها، العديد منهم دشنوا حياة جديدة ابتداءً من السكن في مساكن الطوارئ، ومن ثم في شقق وليس نهاية في تعلم اللغة والبحث عن عمل.

تدريب في قطاع النسيج

توني مقرش، لاجئ سوري وصل إلى ألمانيا منذ سنة ونصف، وبدأ بتدريب في أحد معامل الحياكة.

توني عمل كخياط لمدة 15 عاماً في حلب، ولديه كم من الخبرات في مجاله، لكن بالرغم من ذلك صرح بأنه مازال يتعلم أشياء جديدة لم يكن يعرفها من قبل، عن طريق تدريب حصل عليه من مركز العمل، الذي نسق بينه وبين مصنع الحياكة.

فرص توني ليست بالسيئة أبداً حيث دعته شركة نسيج لمقابلة عمل من أجل توظيفه، الأمر الذي سيفتح له باباً أوسع، يستطيع من خلاله تحسين لغته بالتواصل مع زملائه.

بداية جديدة في القطاع الصحي

جورج حداد البالغ من العمر 35 عاماً، وصل إلى ألمانيا منذ سنتين ونصف، وانتظر سنة كاملة في إحدى القرى بالقرب من دريسدن حتى حصل على إقامته.

يقول جورج: “أنا لم أسجل نفسي على الإطلاق لدى مركز العمل”، حيث حاول بجهد شخصي إيجاد تدريب لنفسه، الأمر الذي تحقق بالفعل، وتم قبوله كمتدرب مبدئياً، إلى أن تم توظفيه بدوام كامل بعد حصوله على الإقامة.

جوروج لم يتوقف عند ذلك، بل دخل في تحد مع نفسه، وانتقل إلى برلين التي حصل فيها على عمل كفني أسنان في أحد المخابر الكبيرة المختصة بطب الأسنان.

خبرة جورج التي تبلغ 11 عاماً كفني أسنان في دمشق، منحته امتيازاً لا يوجد عند معظم نظرائه، هذا بغض النظر عن الحاجة الماسة لأشخاص مثله في القطاع الصحي، الذي يعاني من نقص في القوى العاملة.

جورج يحسب من ضمن 20 % من الأكاديمين اللاجئين في برلين، بينما الغالبية (80 %) من دون شهادة، أو لم ينهوا المرحلة الدراسية.

هذا الأمر يشكل أكبر عائق في وجه مركز ووكالة العمل، اللذين يحاولان بشتى الوسائل ضم اللاجئين إلى دورات تعريفية وتدريبات مهنية أو غيرها، ليحصل اللاجئ على حجر أساس يمكنه من خلاله العمل، لأنه لا يمكن للشخص في ألمانيا بأي من الأحوال أن يعمل من دون شهادة في مجال عمله.

الاستقلال في الطبخ

من يريد الأكل عند عمار القصيم فعليه أن يأخذ بحسبانه طول مدة الانتظار، لأن المطعم يكون ممتلئاً تماماً في بعض الأحيان.

عمار القصيم البالغ من العمر 31 عاماً، وصل إلى ألمانيا عام 2015 قادماً من دمشق، وافتتح مطعمه “الدمشقي” الذي يقدم المأكولات السورية التقليدية، في شهر أيار.

عمار لم يوفر لنفسه فرصة العمل، بل إنه أتاحها لـ 40 شخصاً آخر يعلمون لديه.

ليس “الطعام الجيد”، على حد تعبير الصحيفة، هو السبب في كثرة الزبائن، بل العديد منهم يريدون الشعور بجزء من سوريا من خلال الجو السوري في المطعم، والمأكولات السورية فيه.

من دون أي صعاب واجهته لم يكن عمار لينجح، فكأي مستثمر جديد تقف في وجهه تحديات كبرى، أبرزها اللغة والنظام البيروقراطي والقوانين والحقوق المجهولة له كونه أجنبي، حيث أنه خسر الكثير من الأموال لتعرضه لعملية غش من قبل أحد اللبنانيين، الذي تعرف عليه ووثق به لافتتاح مشروع لكنه قام بالاحتيال عليه.

وينصح عمار بناء على خبرته، أي سوري يريد أن يستثمر أمواله بعدم الوثوق بأحد، ومراجعة محام للاستفسار عن كيفية افتتاح مشروع وإدراته، والأمور التي يجب أخذها بالحسبان.

 [ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

تعليق واحد

  1. برافو, بس شتغلو, أي شي!
    الناس عمتلحق الدراسة و مو مستوعبة أن التدريب المهني بألماني في كتير من الوقت
    مردوده أكبر إذا الإنسان تم يتدرب و يعمل فايتربيلدونغ….