ألمانيا : دراسة تكشف كيفية انسياق و انجذاب اليمينيين المتطرفين للأخبار الكاذبة

حصدت مدونة إخبارية أنشأها جامعيون ألمان لأغراض البحث العلمي، جمهورا كبيرا في أوساط اليمين المتطرّف وأنصاره ممّن جذبهم محتواها الإخباري الذي يتّسم بطابع عنصري.

وقام باحثون من جامعة “هوهنهايم” الألمانية بإنشاء المدونة الإخبارية من خلال أربعة حسابات وهمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”؛ خُصّصت من أجل مشاركة الأخبار المفبركة التي تقوم المدونة بإعدادها لغرض إجراء تجرية اجتماعية.

وركّزت القصص الإخبارية التي اهتمت المدونة بمشاركتها مع متابعيها، على تناول قضايا اللاجئين مستخدمة خطاب التعبئة والتمييز العنصري ضدّهم، كما نشرت سلسلة تقارير حول سياسة الهجرة في ألمانيا والجرائم التي نسبتها للمهاجرين وطالبي اللجوء.

ومن بين القصص التي أثارت اهتمام الآلاف من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، تقرير مفبرك حول العلاقات الجنسية للاجئين؛ إذ حقّق التقرير وصولا لأكثر من 11 ألف شخص في غضون أربعة ايام، وتمت مشاركته أكثر من 150 مرة، وفقاً لما ذكره راديو “سور” الألماني.

وبعد أسبوعين على إطلاق واحد من الحسابات الوهمية الخاصة بالمدونة على “فيسبوك”، اجتذبت الصفحة 251 صديقا ومتابعا.

ويقول البروفسور وولفغانغ شويغر، الذي قاد فريق البحث “كان من المثير للذهول أن الحسابات الوهمية على فيسبوك لم تكن موضع شك؛ لا من خلال الموقع نفسه ولا حتى من قبل المستخدمين ومتابعي هذه الحسابات”.

ويبلغ عدد مستخدمي شبكة التواصل الاجتماعي “فيسبوك” في ألمانيا حوالي 29 مليون مستخدم.

وفي نيسان/ أبريل، نشر الموقع نصائح موجهة لمستخدميه؛ نُشرت في الصحف الألمانية، حول التحقّق والتثبّت من الأخبار والمعلومات المنشورة على الموقع؛ ومن بينها تعقّب مصدر الخبر والتحقّق من صحته بواسطة استخدام محركات البحث.

ويعمل “فيسبوك” حالياً مع منظمة تدقيق الحقائق الألمانية “كوريكتيف” لمكافحة انتشار الأخبار الوهمية والمفبركة التي يتم تداولها من قبل مستخدمي الموقع.

غير أن موقع “فيسبوك” انتقد القانون الألماني الذي تم إقراره الشهر الماضي، والذي يفرض غرامات مالية تصل إلى 59 مليون دولارا أمريكيا على الشبكات الاجتماعية التي تفشل في حذف المنشورات والمحتويات التي تشتمل على “خطاب كراهية” أو الأخبار المفبركة.

ويعد التلاعب بالوسائل الإعلامية مصدر قلق كبير في ألمانيا التي تتّجه لانتخابات عامة في 24 أيلول/ سبتمبر القادم؛ إذ تحذّر أوساط سياسية من أن جهات خارجية قد تستخدم أخبارا مزيفة للتأثير على عملية التصويت. (qudspress)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها