لاجئ سوري ينجح بالتخرج من كلية الطب في لندن بعد رحلة شاقة بين 4 بلدان و 21 منزلاً !

تخرج لاجئ سوري في كلية الطب بلندن بعد 10 سنوات، وتنقله بين 4 بلدان و21 منزلاً من بداية دراسته للطب.

وذكرت صحيفة “إيفنينغ ستاندارد” البريطانية، أن “تيريج بريمو” (27 عاماً) يرغب بالتخصص في طب الطوارئ أو جراحة الصدمات، وقد احتفى به صادق خان عمدة لندن خلال حفل تخرجه في جامعة سانت جورج بالمدينة.

وقال بريمو، بحسب ما أورد موقع هافينغتون بوست بنسخته العربية: “الآن أعرف ما هو الألم، وجاهزٌ لبدء دوري الجديد كطبيب، ومستعدٌ جداً للاعتناء بأحباء الغير، أعد بأن أقوم بذلك بقلبٍ يملؤه الحب وابتسامةٍ مفعمة بالأمل”.

وبدأ بريمو دراسة الطب في عمر السابعة عشرة في حلب، ثم هرب بسبب الحرب قبل إنهاء أعوام الدراسة الستة بعشرة أشهر، ورحل إلى لبنان، وانفصل عن عائلته وقضى وقتاً في مصر، حيث حاول إنهاء دراسته مرتين قبل أن يُضطر إلى المغادرة.

وصل بريمو إلى المملكة المتحدة قبل 4 أعوام، وقدم أوراقه إلى الكليات الطبية كلها في البلد ليحقق حلمه في أن يصبح طبيباً، ورفضته أغلبها بسبب اختلافات المقررات، وبعضها اقترحت أن يعيد دراسة المستويات الأولى.

لكن جامعة سانت جورج عرضت عليه مكاناً بعد إجراء مقابلةٍ شخصية، وسمحت له بإكمال مقرر الخمسة الأعوام من السنة الثالثة، وتقول فيليبا توستفين، مديرة المقرر الطبي بالجامعة: “أجريتُ مقابلةً مع بريمو حين تقدم للالتحاق بجامعة سانت جورج، ولم أتردد في أن أعرض عليه الانضمام. أذكر شغفه بالطب الذي أظهره في تلك المقابلة، وأنا فخورة للغاية بما حققه. وأنا سعيدة حقاً برؤيته يتخرج هذا العام”.

وقال بريمو، الذي وصلت والدته وأخوه وأخته إلى بريطانيا، للصحيفة: “لقد تعلمتُ أنَّ المملكة المتحدة أرض عدل. إن بذلت الجهد تحصل على النتيجة. أشعر بالارتباط بالمجتمع البريطاني. لقد رحَّب بي، وأحبني وآمن بي”.

وقال الدكتور بريمو إنه يريد أن يتخصص في قسم الطوارئ أو جراحات الصدمات النفسية.

انعقد حفل تخرج بريمو بعد 4 أعوام من اليوم الذي تقدم فيه لطلب اللجوء في بلدة كرويدون، وعن ذلك قال: “أن تنتقل من لحظة انعدام الثقة التي تُرفع فيها بصماتك، إلى لحظة لا تُمنح فيها الثقة فقط، بل تؤتمن على حيوات الناس وصحتهم، هو شرفٌ ومسؤولية كبيرة. أنا فخورٌ جداً”.

ودفع بريمو ثمن دراسته بالعمل كمسؤول عن سحب الدم من المرضى للتحليل أو التبرع بمستشفى جامعة كرويدن، وحصل على قرضٍ دراسي، وهو يعمل الآن طبيباً مبتدئاً بمستشفى المقاطعة في ستافورد.

وقال عن وقته كلاجئ: “ما زلتُ أذكر يوم بكيتُ حين أدركتُ أنِّي فقدتُ كل شيء وأنَّني صرتُ مجرد رقم. أصبحنا كلنا أرقاماً، وليس وحدي فقط”.

 

 [ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫2 تعليقات