ارتفاع غير مسبوق في معدلات الانتحار بين الفتيات

أشارت بيانات جديدة إلى أن معدلات الانتحار بين المراهقات وصلت عام 2015 إلى أعلى مستوى لها منذ 40 عاما.

وأظهر البحث الذي أجراه المركز الوطني للإحصاءات الصحية، أن 524 من الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و19 عاما، أقدمن على الانتحار منذ عامين.

ويذكر أن هذا أعلى رقم وصلت إليه الأبحاث منذ عام 1975، عندما انتحرت 305 فتيات. ولكن هذه الزيادة لم تكن مطردة، حيث يكشف التقرير عن تضاعف المعدلات بين عامي 2007 و2015.

ويبين التقرير أن معدلات الانتحار بين الذكور في العمر نفسه، قد انخفضت بكثير عن الذروة بين الثمانينيات والتسعينيات، وفقاً لقناة روسيا اليوم، ومع ذلك، يبقى الانتحار أكثر شيوعا بين الشبان، بنحو 4 أضعاف، مقارنة بالشابات، حيث بلغ عدد حالات الانتحار بين الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و19 عاما، ما مجموعه 1537 حالة عام 2015.

وفي الوقت نفسه، تعد محاولات الانتحار والتفكير به أكثر شيوعا بين المراهقات، اللواتي يستخدمن الحبوب بشكل خاص للقيام بذلك، في حين يميل الشبان إلى استخدام الأسلحة النارية.

ويبدو أن السبب الكامن وراء ارتفاع معدلات الانتحار بين الفتيات، غير واضح حتى الآن، ولم يحدد التقرير الخلفية السريرية لأولئك الذين انتحروا، سواء كانوا يخضعون لعلاج ما، أو ذهبوا إلى المستشفى في فترة ما من حياتهم.

ويحذر الخبراء من أن هذه الأرقام، وإن كانت تفتقر إلى التفاصيل، تبرز الحاجة إلى اتخاذ تدابير حساسة لعلاج الأمراض النفسية لدى المراهقات.

يذكر أنه أجري 1.5 مليون عملية بحث ذات صلة بالانتحار، وفقا لتقرير صدر مؤخرا عن باحثين في مجال الصحة العامة، بجامعة ولاية سان دييغو.

وبهذا الصدد، قال الباحثون إنهم يعتقدون أن هذه الزيادة ناجمة عن عرض المسلسل الأمريكي “13 Reasons Why”، الذي تعرض لانتقادات شديدة بسبب “تمجيد” الانتحار.

وفي المشهد الأخير، تنتحر البطلة “هانا” البالغة من العمر 17 عاما، في حوض الاستحمام، وبينما يصر كتّاب المسلسل على أنهم يهدفون إلى زيادة الوعي حول الأمراض النفسية، فإن الخبراء يحذرون من خطورة هذا الأمر على المجتمع.

ويحذر المؤلف الرئيسي، الدكتور جون أيرس، من أن البحوث السابقة تظهر زيادة في البحث عن “الانتحار” على الإنترنت، الأمر الذي يرتبط مع ارتفاع معدلات الانتحار الفعلية.

ويستند المسلسل الدرامي المؤلف من 13 حلقة، على رواية للكاتب جاي آشر، حيث تتناول قصة طالبة في المدرسة الثانوية، تقتل نفسها تاركة وراءها 13 مقطعا صوتيا، يسرد الأحداث التي أدت إلى وفاتها، بما في ذلك الاعتداء الجنسي وتعاطي المخدرات.

وأصدرت شركة نيتفليكس الحلقات الـ 13 من هذه السلسلة التلفزيونية في وقت واحد، ما أثار قلق الخبراء حول مدى استيعاب المراهقين لجميع القضايا المطروحة.

وقبل أيام، نشر مسؤولو الصحة النفسية تحذيرا يحث المراهقين على عدم مشاهدة المسلسل.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها