صحيفة هولندية : دع السوريين يعاقبون ” دواعش هولندا ” بأنفسهم

طرحت صحيفة هولندية سؤالاً وصفته بالمركزي، يتمحور حول مصير مقاتلي تنظيم داعش، الذين قاموا بارتكاب جرائم حرب وعمليات قتل جماعي وإبادة، معتبرة أن “الخلافة” الآن في حالة انهيار.

وأضافت صحيفة “إن إر ساي هاندلسبلاد”، في مقال لها نشرته عبر موقعها الإلكتروني، يوم أمس الجمعة، بعنوان: “لندع السوريين يعاقبون الهولنديين الدواعش بأنفسهم”، متسائلة عن كيفية معرفة ذلك، والاحتمالات المتوفرة من أجل المحاكمة أو المصالحة، والأحكام التي من الحكمة تنفيذها.

وأوضحت الصحيفة، أمس الجمعة، بحسب ما ترجم عكس السير، أن المهمة الجوهرية لمقاضاة داعش تواجه عقبتين، الأولى الدليل القضائي أو الجنائي، والثانية العدالة الأخلاقية، حيث أصبح من الصعب تقديم دليل قاطع بسبب سرية داعش الكبيرة وفوضى الحرب في سوريا.

وعادت الصحيفة للتساؤل، عن كيفية إثبات انخراط شخص ما بصفوف داعش وليس بصفوف جماعة أخرى في سوريا، وكيفية إثبات ارتكابه لجرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية.

وأشارت في المقال المشترك بين الباحث في جامعة أوترخت، أوغور أوميت أونغور، والمنسق السابق في المركز السوري للعدالة والمساءلة، مهند أبو حسن، لوجود مقاطع مصورة لمقاتلي داعش أنفسهم في بعض الحالات، حيث يظهر ارتكابهم لجرائم حرب، فيما تحدثت عن دليل آخر أقل دقة، وغالباً ما يتم إحضاره من نشطاء غير مؤهلين، أو متمتعين بالحيادية المطلوبة، وفي حال قطعية الدليل يتم غالباً إخفاء هوية مرتكب الجريمة، مع صعوبة تحديده على وجه الدقة.

وتحدث المقال عن مشاكل أخلاقية، فيما يتعلق بمقاضاة داعش، لافتاً إلى أن الكثير منهم اتبع أوهاماً وترك بلاده لينضم للعالم السحري للتنظيم، كما تم عرضه في دعاياتهم، دون أن يفكروا بأن اتباعهم للأوهام من الممكن أن يؤدي لمثل هذه الجرائم.

وأوضحت الصحيفة أن أولئك الأشخاص علقوا بمحيط قاس، محاطين بالأعداء ومجبرين على حمل السلاح، وأن بعضهم كمهندسين وفنانين ذهبوا إلى سوريا، وأراد عدد منهم القتال إلا أنهم أصبحوا في النهاية كشرطة مرور، متسائلة عما يتوجب فعله مع هؤلاء.

وأشارت الصحيفة إلى أن شيطنة داعش أخلاقياً ربما تكون مفهومة، لكنها غير حكيمة سياسياً، وأضافت: “من النفاق أن يتم طلب تسليم مغتصبي الأطفال والمجرمين الهولنديين في جنوب شرق آسيا، بينما يُعدم إرهابيو داعش في سوريا بدون محاكمة.

وتنشط في سوريا، بحسب المقال، العديد من الميليشيات كحزب الله ووحدات الحماية الكردية ذراع حزب العمال الكردستاني، وقد تم وضعهم ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية، في أوروبا، إلا أن مواجهتهم تبقى بنسبة أقل في ساحات المعارك وخارجها.

وقد أعطى التركزي على إرهابيي داعش إشارة مختلفة للمجتمع السني في العراق وسوريا والشرق الأوسط عموماً، عبر الاعتبار بأنهم هم فقط الإرهابيون، ما يزيد شعورهم بالظلم، وهو أمر لا يبشر بخير.

واعتبرت الصحيفة أن محكمة الجنايات الدولية ليست خياراً في سوريا، لأن روسيا تمنع إحالة الملف عبر مجلس الأمن، إضافة إلى أن قوانين الدول الأوربية يمكنها اتخاذ إجراءات، فقط إن كانت الجرائم قد ارتكبت من قبل مواطنيها.

وأشارت الصحيفة إلى أنه تم نسيان أن الضحايا الأساسيين لداعش هم السوريون، وبالتالي يجب عدم استبعادهم عند السعي لمحاكمة عناصر داعش الهولنديين أو الفرنسيين، ويجب تسليمهم للمحاكم السورية المحلية.

وختم المقال بالمقولة المعروفة “العدل أساس الملك”، إلا أن هذا الأمر لا وجود له في سوريا.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها