ألمانيا : محامون يترافعون عن اللاجئين في المحاكم بأتعاب زهيدة و يساعدونهم مدفوعين بالخوف على مصيرهم إن تمت إعادتهم لبلادهم

يخشى عدد من المحامين في مدينة زولينغن، القريبة من دوسلدورف في شمال الراين، على مصير اللاجئين في مدينتهم، والذين تقدر أعدادهم 3436 لاجئاً، ما يدفعهم للترافع عنهم لقاء أتعاب مخفضة.

صحيفة “زولينغر تاغبلات” الألمانية، نشرت مقالاً الخميس الماضي (3/8)، جاء فيه بحسب ما ترجم عكس السير، أن المحامي “يورغن فولبراخت” لا يكاد يطيق الاستماع لقصص موكليه الفظيعة، وخاصة تلك القصص التي يرويها اللاجئون القادمون من سوريا أو أفغانستان، والتي تتضمن ما رأوه بأم أعينهم خلال الحرب من قتل وتعذيب.

وضرب المحامي مثالاً على ذلك بقصة الشاب هازار، الذي يعد واحداً من إحدى الأقليات المضطهدة في أفغانستان، وقال عن الشاب: “حين وصل الصبي إلى ألمانيا، كان لا يملك أذنين، حيث تم قطعهما في أفغانستان ببساطة”، لكنه حصل في ألمانيا على سماعات خاصة تمكنه من السماع بشكل جيد.

ويقول فولبراخت إن المصير الذي ينتظر مثل هذا الشاب، في حال تم ترحيله إلى بلاده، قد لا يعني الشيء الكثير للمحكمة، متعجباً من بعض قرارات المحاكم.

المحامي الألماني يعلم أن إجراءات اللجوء قد لا تحمل رداً ايجابياً، كما أنه يعتقد أن العديد من اللاجئين القادمين من أفريقيا قد فروا من بلدانهم، ليس بالضرورة ﻷن هناك سبباً يهدد حياتهم، بل لأسباب اقتصادية.

ويتولى المحامي الآن الوكالة عن اثنين قادمين من الصين، بعد أن اعتنقا الديانة المسيحية، وهذا يعد سبباً خطيراً قد يعرضهما للانتقام في حال عودتهما إلى وطنهما، وفي أفضل اﻷحوال سيواجهان مصير السجن.

ويتولى فولبراخت حالياً 20 قضية تخص اللاجئين في المحاكم الإدارية المحلية، ويتقاضى أتعابه، بالنسبة للبعض من خلال قانون المساعدة القانونية، وإذا لم يفلح بالحصول على هذه الأتعاب من المحكمة، فإنه يخصم من أتعابه من 200 إلى 300 يورو، وفي بعض الأحيان يتلقى المساعدة من الكنيسة التي يتبع لها، والتي بدورها تعمل على مساعدة اللاجئين.

بالإضافة إلى ذلك، فإن ما يفعله فولبراخت وزوجته من نشاطات المساعدة على اندماج اللاجئين مثير للإعجاب، فقد قاما برعاية شاب سوري يدعى منير شهيد، وساعداه في تعلم اللغة، ويقول فولبراخت بقليل من الاعتزاز: “منير في سن الثامنة عشرة، وقد حصل على مستوى اللغة “B2″ وسوف يبدأ خلال الخريف المقبل الدوام في مدرسة مهنية، باختصاص مساعد تقني”.

منير شاب من حلب، كان يعيش مع والديه وأشقائه الثلاثة في منطقة معارك لا تهدأ، استطاع الهرب عن طريق القوارب عبر البحر المتوسط والمشي عبر طريق البلقان إلى ألمانيا، وتعيش عائلة الشاب في الوقت الحالي بالقرب من الحدود السورية في مدينة عنتاب التركية.

ولا يعد فولبراخت المحامي الوحيد الذي يعنى بمساعدة اللاجئين في مدينة زولينجن، حيث يوجد العشرات من القانونيين الذين يترافعون عن اللاجئين مقابل أتعاب زهيدة.

وفي السياق ذاته، يساعد الزوجان “زيلكه” و “فرانك غيرهارد” اللاجئين، ففي حين تعد زيلكه بيانات الادعاء، يذهب فرانك إلى جلسة المحكمة، وأيضا بالنسبة لهما، فهما يحاولان تخفيض أجر المرافعة قدر الإمكان.

وقد استلم الزوجان جيرهالد قرابة الأربعين قضية فيما يخص اللاجئين، لكن الكثير من موكليهم واجهوا أحكاماً مجحفة، نظرا لموجة اللجوء الكبيرة التي استقبلتها ألمانيا منذ عامين.

ويعتقد فرانك جيرهارد بأن قانون الحماية الثانوية يعد نجاحاً حقيقياً، فقد تم من خلاله زيادة الاعتراف بأوضاع اللاجئين، وبهذا القانون استطاع فرانك وزوجته انتزاع حق اللجوء لموكلهم العراقي “27 عاما”، والذي عاش معهما لمدة سنة، قبل أن ينتقل إلى شقته الخاصة.

 [ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها