لمنافسة الرئيس الذي يتهم الأتراك بالانعزال .. ألمانيا : مدير مسجد من أصول تركية يترشح لمنصب رئيس مجلس بلدية ” دويسبورغ “
تصاعدت مراقبة حركة المرور بشكل غير اعتيادي في حي بروكهاوزين في دويسبورغ بتاريخ 25 حزيران، حيث واجه 50 من عناصر الشرطة 250 من سكان الحي، معظمهم من الجالية التركية.
مجلة “فوكوس” الألمانية، نشرت تقريراً مطلع الشهر الجاري، قالت فيه، بحسب ما ترجم عكس السير، إن شهود عيان أفادوا أن الشرطة بطريقة عنيف وبشكل استثنائي مع أهالي الحي.
ووجهت الاتهامات من الجالية التركية القاطنة في الحي للشرطة، بسبب استخدامها القوة المفرطة ضد المخالفين في ركن سياراتهم بطريقة غير قانونية.
رئيس بلدية دويسبورغ، زورين لينك علق على ذلك الحادث قائلاً: “من يعزل نفسه سوف يبقى بعيداً عن مجتمعنا، بغض النظر عن البلاد التي ينحدر منها”.
وبعد شهر من الحادث، ردت الجالية بدعمها لمرشحها الخاص في السباق الانتخابي لمنصب رئيس البلدية في دويسبورغ، والذي سوف يتم اختياره أيضاً لتمثيل المدينة في البرلمان الاتحادي في 24 أيلول المقبل.
وأجرت المجلة حواراً مع المرشح يشار دورموش (47 عاماً)، وهو سائق رافعة ومدير مسجد الجالية في حي بروكهاوزين في دويسبورغ، وقد استطاع الرجل جمع التوقيعات اللازمة لقبول الترشح.
نص الحوار :
السيد دورموش هل كان تصريح رئيس البلدية الحالي زورين لينك بعد تلك الحادثة، والذي ذكر فيه كلمة “الانعزال”، السبب الوحيد للترشح؟
يشار دورموش: لقد ذكر السيد لينك بوضوح ما يفكر به ناخبوه، ونحن بالفعل لا نفضل الانعزال، لذلك قمت بالترشح.
نحن الأتراك نعيش هنا في دويسبورغ منذ ستينيات القرن الماضي، لقد اندمجنا بقوة في المجتمع، ما جعلنا نشكل جزءاً هاماً من المدينة، ومع ذلك، حتى الآن، لا يوجد أي حزب يرعى أمورنا، لذا أرى بأنه حان الوقت لأن يترشح أحدنا للانتخابات، لهذا دخلت السباق كمرشح حر بدون أي حزب.
كيف كانت استجابة الجالية التركية لترشيحك؟
دورموش: لقد سررت بشكل كبير ﻷن المواطنين سعداء لوجود واحد منهم يرغب بالترشح عنهم، ويرغب بالوقوف إلى جانبهم، وأنا أعلم بشكل جيد مشاكل المواطنين، وأعرف ما الذي يمكن أن نحسنه، هذه الانتخابات بالنسبة لهم تعد مختلفة تماماً عن أي انتخابات السابقة.
كيف تقيّم فرصك في الفوز بالانتخابات؟
دورموش: أنا متفائل، حيث أن الناس يخاطبونني ويتمنون لي الخير، ويجدون بأن ترشحي أمر ممتاز، حتى أن معظم هؤلاء الناس من اﻷلمان الأصليين.
ما الذي تريد تغييره إذا فزت في الانتخابات؟
دورموش: أريد تحسين الخدمات المدنية وتحسين النظام البيروقراطي، الناس هم أولويتي، ويجب أن يمنح كل مواطن الفرصة في أن يكون صوته مسموعاً، أهم شيء بالنسبة لي هو الحوار مع المواطنين.
كيف يمكنك تحسين الحوار مع المواطنين؟
دورموش: هذا الأمر هو مثل التأهب لحالات الطوارئ، والتي تعمل على مدار الساعة، وهذا ما سوف أقوم به من أجل مواطني دويسبورغ لتحقيق طلباتهم، حيث سأكون موجوداً في أي وقت يتطلب تقديم الحلول.
أنت مدير المسجد في حي بروكهاوزين في دويسبورغ، بشكل عام المساجد لها صورة سيئة في ألمانيا، حيث تعتبر أرضاً خصبة لبعض الإسلاميين، كيف ستعمل على تحسين سمعة المساجد؟
دورموش: لم يحظ الإسلام أبداً بسمعة طيبة لدى معظم الأوروبيين، وهذا عائد ربما للخوف من المجهول، منذ عام 2001 وقع 416 اعتداء على المساجد في ألمانيا، ووسائل الإعلام بالكاد نشرت أخباراً حول ذلك.
لو أن وسائل الإعلام والمساجد يعملون معاً على تنوير المواطنين، لما احتجت لطرح مثل هذا السؤال.
يتهم المسلمون بأنهم لم ينأوا بأنفسهم بما يكفي عن الهجمات الإرهابية التي ترتكب باسم الإسلام، ماذا تقول حول مثل هذه الاتهامات؟
دورموش: كيف يجب أن أنأى بنفسي عن شيء لا ينتمي إلي؟ القاتل هو القاتل، إنه ليس مسيحياً وليس مسلماً، في كل صلاة جمعة يتم لعن الإرهاب، الإرهاب لا دين له، وأنا أدعوك لحضور صلاة الجمعة معي، لتكون لنفسك صورة عن الإسلام.
تتعرض تركيا للانتقادات، العلاقة بين ألمانيا والحكومة التركية متوترة جداً، ما هو شعورك حيال ذلك؟
أجد أنه من المؤسف حصول هذا الصدع في علاقة الصداقة التي دامت لقرون بين ألمانيا وتركيا، آمل أن يتغير ذلك للأفضل قريباً، الخلاف بين الأصدقاء يحدث في بعض الأحيان.
حكومة رجب طيب إردوغان تعتقل الصحفيين وتحارب بقوة كل منتقديها، هل تدعم مسيرة الرئيس التركي نحو الإصلاح الدستوري المثير للجدل، والذي سيكسبه مزيداً من النفوذ؟
كشخص ديمقراطي، أنا أحترم كل قرار يتم بشكل ديمقراطي، بغض النظر عن البلد الذي يحدث فيه، وأنا لا أستطيع أن أعلق على هذا، لأنني لست مرشحاً لمنصب وزير الخارجية، بل أنا مرشح لرئاسة بلدية دويسبورغ”.[ads3]
كذاب