ألمانيا : راقصون سوريون يحققون أحلامهم في برلين .. و مشروع مشترك مع راقص إسرائيلي يعتبره الأخير ” دورة اندماج “
يعيش مدحت الدبال البالغ من العمر30 عاماً، في برلين منذ ثلاثة أشهر، الشاب الذي بدأ مستقبله بعد إحدى نزهاته القريبة من سكن اللاجئين الذي كان يقطنه.
ففي حين كان يتنزه في المنطقة القريبة من سوق هاكشن، توقف فجأة مندهشاً أمام لافتة كتب عليها “ساشا فالتز”، إن لاسم ساشا فالتز، معنى كبيراً لمدحت الدبال، ففي دمشق، خلال دراسته للرقص، كان مدحت يشاهد أعمال ساشا، قبل رحلة لجوئه إلى ألمانيا بسنة واحدة.
بعد ذلك توقف أمام المنزل في شارع صوفيا، والذي يوجد فيه مكتب “ساشا فالتز”، وتخيل أن يدخل المنزل، ويطلب منهم: “من فضلكم، دعوني أرقص معكم”، لكنه لم يجرؤ على ذلك.
ويذكر المقال الذي نشر في الصحيفة الألمانية “برلينر تسايتونغ”، وترجمه عكس السير، بأن مدحت الدبال يتدرب الآن مع قريبه موفق الدعبول وعمر قرقوط، وكلاهما راقصان من سوريا، على رقصة جديدة مع مصمم الرقصات الإسرائيلية “نير دي فولف”.
بداية راسل مدحت شركة “ساشا فالتز” وتلقى الرد مرفقا بدعوة إلى مناسبة رقص مفتوحة، وحين ذهب إلى هذه المناسبة تعامل معه الناس هناك بشكل ودود، وشجعوه على الرقص معهم، لكنه فضل الجلوس والمشاهدة فقط.
يستذكر مدحت ذلك الآن ويقول: “لقد كان الراقصون بارعين جداً، فشعرت بالخجل من المشاركة في الرقص، حيث كان لدي إحساس بأني سأجلب العار لنفسي ولفن الرقص في بلدي أيضاً”.
وبعد فترة وجيزة تلقى دعوة أخرى وجلس مع ساشا فالتز، وزوجها جوشن زانديش وعدد من الموظفين الآخرين، وكان مكتب ساشا يخطط لورشة عمل للاجئين السوريين الشباب، وطلب من أحمد أن يحضر ويدعو أصدقاءه الذين لهم اهتمام بالرقص، وبدأ هذا المشروع في شباط عام 2016.
يقول مدحت الدبال عن نفسه بأنه ليس راقصاً مميزاً بالمعنى التقليدي، لقد تكشفت موهبته في الرقص خلال سنوات دراسته الثانوية في مسقط رأسه، مدينة السويداء، وبدأ بعد ذلك دراسة الرقص في دمشق، وبحسب قوله لم تكن الدراسة هناك ذات منهج محدد.
وعثر مدحت على الأشخاص الصحيحين في برلين، فقد قدم له نير دي فولف التدريب المجاني، وكذلك دافيد كامبلاني، المدرب في مكتب ساشا فالتز.
ولا يعتمد الرقص المعاصر كثيراً على البراعة، بل بامكانية تحويل الأحاسيس الذاتية إلى حركات بالجسد. وبالنسبة لمدحت الدبال وأصدقائه الراقصين السوريين، فهذا صعب عليهم، فجسدهم هنا في برلين، لكن تفكيرهم موجود في مكان آخر، التفكير بالوطن، والمعاناة من صدمة اللجوء، لكن التدريب على الرقص يساعد هؤلاء الشباب على تجاوز كل ذلك.
لقد استطاع الدبال إنجاز قطعته الأولى التي أسماها “أمل”، التي عرضت لأول مرة قبل بضعة أسابيع في قاعات مسرح صوفين، وتم إنشاء هذه القطعة الفنية، بالتعاون مع الراقص دافيد كامبلاني، وهي قطعة محزنة تلامس المشاهد.
تألفت الرقصة من الدبال وأصدقاؤه الأربعة، الذين رقصوا سابقا كفريق في دمشق، والذين سلك كل واحد منهم طريقه المختلف في السنتين الماضيتين إلى أن وصلوا إلى برلين.
وقالت الصحيفة بحسب ما ترجم عكس السير، حين تشاهد قطعة الرقص “أمل” بصورها البسيطة الواضحة وحركات الرقص، تستطيع أن تستشعر صدقها، فمن خلال حركات الجسد، تسرد جميع الأهوال التي عايشها مؤلف القطعة.
لقد ظهرت هذه القطعة بعد أن ذهب مدحت الدبال إلى ساشا فالتز طالباً المساعدة، وشرح لها رغبته بتصميم رقصة عن الأمل، أرادت فالتز توضيحاً أكثر لما يعنيه بالأمل، فأجابها: “الأمل!، الأمل الذي أبقاني على قيد الحياة.. “كيف يمكن احتمال كل ذلك”.
وقامت شركة “ساشا والتز آند جيستس” بإنتاج القطعة الراقصة “أمل”، وذلك بالتعاون مع دافيد كامبلاني، ومع الموسيقي السوري علي حسن.
يقول مدحت: “في العام الماضي، حين انحنى لنا الجمهور بعد الأداء الأول، شعرت لأول مرة بأنني في أمان”، ذلك لأنه أدرك أن حياته ومستقبله تتجه في الطريق الذي أراده، طريق الفن.
ليس كل شيء على مايرام بالنسبة لمدحت، فعائلته، والكثير من أقربائه ما زالوا يعيشون في مدينة السويداء، صحيح أنه لاتوجد اشتباكات هناك، لكن المعاناة كبيرة من الفقر والغلاء الشديد.
يسأل الشاب: “كيف يمكن احتمال كل ذلك؟” هنا حيث يعيش الدبال بأمان، وحتى حين يأكل أبسط الطعام، لا يستطيع أن يمنع نفسه من التفكير بأحوال عائلته التي لا تملك شيئاً، لا يستطيع أن يتوقف عن التفكير بوطنه المدمر.
لكن الشاب ما يزال يواصل نجاحه، حيث سيشارك بالحفل الفني الكبير في مدينة فايمار، إذ طلب منه المشاركة بأحد أعمال الدبكة والرقص الشرقي.
لم ترق للدبال فكرة المشاركة بالدبكة، التي لا تستهويه لوحدها، وبعد نقاشه مع منظمي ورشة العمل هذه، تم التعاقد معه للقيام بعمل فني يخلط بين الدبكة وغيرها من تقنيات الرقص.
لطالما كان الرقص هدف وحلم الشاب، حتى في أحلك الساعات التي قضاها في سالونيك (اليونان)، حيث عانى كثيراً خلال رحلة اللجوء، لكن الشاب لا تسعه الفرحة الآن حيث يجد بأن حلمه أصبح حقيقة واقعة.
ويوم الأحد الماضي، قالت صحيفة “تاغس شبيغل” الألمانية، إن اللاجئين السوريين الثلاثة، (الدبال والدعبول وقرقوط)، شاركوا الفنان ذي الأصول الإسرائيلية “نير دو فولف” في أحد عروضه.
وقال دو فولف إن العرض كان “صدمة ثقافية”، حيث احتوى على تلامس للأجساد من قبل نساء ورجال، وهو أمر محرم في سوريا.
الشبان عبروا من خلال رقصهم عن “التعمق في الذات”، وتحدثوا عن أحلامهم وطموحاتهم، وكسبوا إعجاب الجمهور، لكن أعربوا عن رغبتهم بكسب الجمهور بعيداً عن وضعهم كلاجئين.
وتخلل العرض بعض الفقرات “المضحكة” عن التصورات السورية، حيث تنكر أحدهم بزي راقصة شرقية، وفي نهاية العرض قام الشبان بتمثيل لوحة استعراضية، بتشابكهم مع بعضهم البعض.
دي فولف سمى مشروعه بشكل ساخر “دورة اندماج”، وصرح بأنه سوف يكمل عمله مع الثلاثي السوري، مضيفاً أنه يحلم بعالم يرقص فيه الإسرائيلي مع السوري، وكافة الجنسيات الأخرى.
يذكر أن تذاكر العروض في الشهر الحالي تم بيعها كاملة، لكن سيتم إعادة العرض مرة أخرى في الفترة المقبلة.
[ads3]
بركات الثوره ،،
شو
الثورة هي من كشفت المخبى وبانت الحقائق ترك السويدا مع انها مافيها مشاكل والجماعة حبايب هما والشبيح بشار ليش ما اتطوعت باللجان الشعبية مو اشرفلك لا تقلي انك مابتحب تقتل اخوك السوري او انك هربت من الجيش لانك متعاطف مع الثورة لان كل الشبيحة بأوروبا بحكوا نفس الجملة سبحان الله
كل الاحترام والتوفيق شباب طموحين ورائعين لكم كل الدعم والمحبة