لاعب كرة قدم سوري نجا من قصف طائرات بشار الأسد في حلب يصبح مدرباً للأطفال في ألمانيا

يطمح شاب سوري لاجئ في ألمانيا، باللعب لأحد الأندية المحلية، بعدما تمكن من الالتحاق بفريق صغير لكرة القدم، حيث يعمل مدرباً للأطفال.

صحيفة “باديشه تسايتونغ” الألمانية، نشرت، الخميس، تقريراً عن الشاب محمد الخلف، الذي كان لاعباً في صفوف المنتخب في سوريا.

وقالت الصحيفة إن المباريات الكبيرة التي يتسمر الناس لمشاهدتها، كالتي تجمع بين فريقي ريال مدريد وبرشلونة، تحولت لكابوس بالنسبة لمحمد البالغ 22 عاماً، حيث كان يبحث مع أصدقائه عن مقهى في مدينة حلب، كي يختلس تسعين دقيقة في زمن الحرب لمشاهدة هذه المباراة.

يتذكر محمد جيداً كيف كان يسمع صوت الطائرات، التي أسقطت إحداها قذيفة، أصيب على إثرها ببعض الشظايا في خاصرته، قبل أن تتناثر الجثث في الشارع.

يعرض محمد أثر إصابته التي وقعت قبل سنتين، ويقول بصوت هادئ: “لقد سقط حينها 20 قتيلاً، لن أستطيع نسيان ذلك المشهد ما حييت”.

وقالت الصحيفة إن المكان الذي سرد فيه محمد قصته، لا يتناسب على الإطلاق مع المحتوى الدموي للقصة، حيث يلعب مئات من الفتيان والفتيات من مدرسة “آنا فرانك” الابتدائية، في ملعب العشب الاصطناعي لاستاد “زيبارك”.

ويشارك الأطفال في بطولات المدارس الابتدائية، التي ينظمها نادي “فرايبورغ”، من شهر حزيران حتى تموز، وترى محمد وسط هؤلاء الأطفال، معبراً عن سعادته بوجوده بينهم.

ويقول الشاب إنه يفهم على الأطفال بشكل جيد، لكنه يضطر دائماً لتذكيرهم بالتحدث إليه ببطء وبألمانية فصيحة، حيث يجد بأنه من الصعب عليه فهم اللهجة المحلية، ورغم أنه نجح في مستوى “B1″، لكنه يريد مواصلة تعلم اللغة إلى أن يتقنها.

الشاب الذي بدأ دراسة الهندسة في سوريا، لا يريد أن يكمل دراسته في ألمانيا، وإنما يرغب بمواصلة العمل مع الأطفال، أو تحقيق حلمه باللعب في نادي فرايبورغ.

ويعيش محمد الآن مع عائلته في بلدة “ايرينكيرشن”، وقد تم منحه حق اللجوء (إقامة ثلاث سنوات)، بعد عامين تقريباً من وصوله.

واستطاع محمد أن يلتحق بناد صغير لكرة القدم، تابع لجمعية رياضية في بلدة إيرينكيرشن.

ويقول الشاب إن لعب كرة القدم يساعده على نسيان أيام المعاناة التي عاشها في وطنه، لكن يبدو بأن هذه الأحداث المؤلمة لا تكف عن التأثير في ذاكرته، حيث ما يزال يرتعد عندما يسمع صوت طائرة.

\[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها