” يبدون ألماناً أكثر من جيرانهم مجتمعين ” .. ” شبيغل أونلاين ” تروي قصة لجوء عائلة سورية إلى ألمانيا و تفاصيل اندماجها الناجح
عائلة معاطي واحدة من مئات آلاف العائلات اللاجئة في ألمانيا. أفرادها مسلمون من سورية مثل معظم طالبي اللجوء، وتبقى حقوقهم بالبقاء في البلد محدودة مثل غالبية اللاجئين الآخرين. حتى الفترة الأخيرة، كانوا يعيشون في مستودع لكنهم يقيمون الآن في شقتهم الخاصة. رغم اعتبارهم لاجئين إلا أنهم باتوا يرفضون أن يكونوا مجرّد أرقام، ويرغبون في إنجاب الأولاد في ألمانيا ودفع الضرائب ويريدون أن يصبحوا جزءاً من المجتمع. يقول عادل: «يجب أن يكون هذا المكان وطننا حتى ولادة طفلنا». لكنهم لا يعرفون إذا كانوا سينجحون.
تقع شقة عائلة معاطي في الطابق الأرضي من مبنى سكني مؤلف من ثمانية طوابق في ضواحي المدينة. انتقل أفراد العائلة إليها منذ ستة أشهر وجلبوا الأثاث من امرأة ألمانية متقدمة في السن. نجحوا في الاستقرار هناك مع أن عائلتهم مؤلفة من ستة أفراد ولا يشمل المنزل إلا ثلاث غرف ونصف غرفة.
يأكلون ويصلّون في غرفة المعيشة. يقولون إنهم يذهبون للتجوال أحياناً في الحي ويحملون ست مظلات حين تمطر وتشتد العواصف في الخارج. إنهم الأشخاص الوحيدون الذين يقدمون على هذه الخطوة وكأنهم يريدون بذلك أن يثبتوا مدى حبهم للطقس القاسي.
إنهم اللاجئون الوحيدون في ذلك المبنى السكني. يقول جيرانهم الألمان في الطوابق العليا إن هذه العائلة السورية التي تعيش في الطابق الأرضي تبدو ألمانية أكثر من الجيران مجتمعين.
يوضح عادل: «لن تعطينا ألمانيا الوقت الذي نحتاج إليه». يظن أن الألمان لن يعطوا اللاجئين أكثر من ثلاث سنوات للاستقرار في البلد. خلال هذه السنوات الثلاث، يقول إن اللاجئين سيتلقون المساعدة من مختلف الجهات: من الجيران ومكاتب التوظيف والحكومة. تتلقى عائلة معاطي التي تشمل أربعة أولاد إعانة شهرية بقيمة 2135 دولاراً. لا يطلب الألمان الكثير في المقابل، لكن يجب أن يتعلم اللاجئون لغة البلد ويطيعوا القوانين ويجدوا عملاً. يوضح عادل معاطي: «ثلاث سنوات! يجب أن ننجح خلال هذه الفترة وإلا لن نحقق ذلك مطلقاً!».
طريق طويل قبل بر الأمان
كان عادل وابنه الأكبر رسلان أول الواصلين قبل سنتين وسبعة أشهر. غادرا دمشق من دون بقية أفراد العائلة في خريف عام 2014 كي لا يضطر رسلان الذي كان مراهقاً حينها إلى المشاركة في الحرب في صفوف الجيش النظامي.
هرب الأب وابنه نحو شمال إفريقيا وهاما في الصحراء طوال 15 يوماً قبل أن يصلا إلى الجزائر حيث دفعا المال للمهربين وعبرا البحر المتوسط في مركب خشبي فيه خمسمئة شخص. يتكلم الاثنان عن تلك المحنة مثلما يتكلم الألمان عن عطلتهم قبل سنوات، وكأنهما ما عادا يعتبران تلك التجربة مأساوية بقدر ما كانت عليه في تلك الفترة. يقول رسلان، شاب يتكلم بهدوء ويعتمر قبعة رياضية، إنهما لا يتحدثان عن تلك الرحلة في ألمانيا لأن أحداً هنا لم يسألهما يوماً عن الموضوع.
حين عبرا الحدود ووصلا إلى «هامبورغ»، أقاما في حاويات شحن وسط مكان مجهول، بالقرب من طريق سريع ومصنع لحرق النفايات. لم يستعملا ولو كلمة ألمانية لأنهما لم يقابلا أي شخص ألماني.
بعد مرور أشهر، غداة وصول الأم مع بقية الأولاد، انتقلوا جميعاً إلى مسكن حديث العهد وكان عبارة عن قرية من الحاويات في حي «أوثمارشن» السكني. لم يكن المكان قريباً من أية طرقات سريعة بل اقتصر على سكان محليين راحوا يتذمرون من الضجة المجاورة لهم.
في تلك الفترة، كان مئات آلاف السوريين يهربون إلى ألمانيا. في «ميونيخ»، رحّب بهم الألمان بألعاب قماشية على شكل دببة بينما عمد آخرون إلى إضرام النار في موقع اللاجئين في «درسدن». زارت صحافية عائلة معاطي وطلبت من أفرادها الإذن لتصوير فيلم عنهم فأخبروها بأن عرضها يشرّفهم.
صدر الفيلم الوثائقي في دور السينما هذه السنة وعُرض في «ميونيخ» و«درسدن» وفي مهرجانات سينمائية في ألمانيا وبلدان أوروبية أخرى وفي الولايات المتحدة. يروي العمل قصة عائلة سورية خلال الأشهر الأولى من إقامتها في «هامبورغ» حيث يناضل ستة أشخاص كي يصبحوا جزءاً من مجتمعهم الجديد. يقوم الأب بمكالمات هاتفية ليلاً نهاراً لإيجاد عمل وشقة، وتبدو الأم المحجّبة ضائعة وسط أمهات يرتدين قمصاناً قصيرة، ويقصد الأبناء الثلاثة وشقيقتهم المدرسة من دون أن يفهموا لغة البلد.
يحمل الفيلم اسم Alles Gut (كل شيء بخير). لم يكن وضعهم جيداً بأي شكل لكن كانت عبارتا alles gut وkein problem (لا مشكلة) من أولى العبارات التي تعلّموها باللغة الألمانية. كان عادل معاطي يستعملهما باستمرار في البداية: لإلقاء التحية وتوديع الناس وشكرهم وتقديم الاعتذار. وكان يتفوه بهما أيضاً حين يغلق أصحاب العمل الخط في وجهه حالما يسمعون اسمه، وحين قدّم طلباً لنيل وظيفة لكنه لم يتلقَ أي جواب، وحين أخبره العاملون الاجتماعيون الذين يتعاملون مع طالبي اللجوء بضرورة أن يتحلى بالصبر.
لا يزال يردد هاتين الكلمتين اليوم. تملك العائلة شقة الآن لكنه لم يحصل على وظيفة بعد وتزيد صعوبة التحلي بالصبر مع مرور الوقت.
صعوبة في إيجاد عمل
كانت العائلة تجلس في غرفة المعيشة. قدمت غفران شاياً حلو المذاق فيما كان والدها يتصفح ستة مجلدات ثقيلة. يحمل كل مجلّد منها اسم أحد أفراد العائلة. تحتوي المجلدات على وثائق مرتبطة بحياتهم في سورية وألمانيا. لكن يقول عادل إن الوثائق الألمانية وحدها لها أهمية في هذا البلد.
يحتوي المجلّد الخاص بغفران على تقرير مدرسي من دمشق ويشمل صورة للرئيس السوري بشار الأسد. معظم علاماتها ممتاز. تقول: «قبل بدء الحرب، أردتُ أن أصبح طبيبة». تملك الآن بطاقة مدرسية ألمانية، من دون صورة الأسد، لكن لا تبدو علاماتها جيدة بما يكفي كي تدخل إلى الجامعة في ألمانيا.
يحتوي المجلد الخاص بوالدها على شهادات حرفية عليها ختم النظام السوري. في دمشق، كان يصبّ المعادن ويملك مصنعه الخاص الذي يشمل أكثر من 20 موظفاً. بدورها، وثّقت زوجته يسرا التي كانت تعمل كخيّاطة شهاداتها وطلبت إرسالها إليها من بلدها الغارق في الحرب، لكنها غير مقبولة في ألمانيا حيث باتت مضطرة إلى البدء من الصفر.
انتظر عادل معاطي سنة ونصف السنة كي يحصل على رخصة عمل وشارك في برامج تدريبية عرضتها عليه غرفة التجارة المحلية، وتلقى دروساً حول الاندماج في المجتمع من تنظيم المكتب الاتحادي للهجرة. أتمّ أيضاً تدريباً غير مدفوع مع شركة ألمنيوم أعطته توصية ممتازة، لكنها لم تعرض عليه العمل.
يريد عادل الآن أن ينهي تدريبه الأولي، ثم ينتقل إلى برنامج تدريبي متقدّم. لذا يشارك في دروس لغة تمتد على أربع ساعات، أربع مرات أسبوعياً. لتحسين لغته الألمانية، يشاهد برامج طبخ ألمانية على التلفزيون. يستيقظ في السادسة من كل صباح لتحضير الفطور لزوجته وأولاده، ثم يتصل بمكتب التوظيف لكنه يسمع الكلمات نفسها دوماً: «قريباً»، «للأسف»، «مستحيل»! حين يكون الأولاد في المدرسة، يجلس أحياناً في غرفة المعيشة وكأنه جالس في غرفة انتظار: «لم أعد أريد أن آخذ المزيد من ألمانيا بل أريد أن أردّ لها الجميل».
يظنّ معاطي أن اللاجئين يجب أن يشعروا بالامتنان والسعادة لأنهم يعيشون في بلدٍ مثل ألمانيا. حين يملأ طلبات العمل أو يشاهد برامج الطبخ، يقرأ أحياناً رسائل على تطبيق «واتساب» من أصدقاء له ما زالوا في سورية. يكتبون عن الناس الذين يموتون من الجوع وعن قذائف تتساقط من السماء. قُتِل شقيقه خلال الحرب ولا تزال والدته عالقة في دمشق، إذ منعها مرضها من المغادرة مع بقية أفراد العائلة. يتصل بها عادل يومياً، لكنه لا يعرف إذا كان سيراها مجدداً.
الألمان يحبون القوانين
تقول يسرا إن العائلة نظّمت حفلة صغيرة في غرفة المعيشة منذ بضعة أسابيع، خلال شهر رمضان. زيّنوا الطاولة المخطّطة وحضّروا الكباب المشوي بلحم البقر المفروم مع الباذنجان والبطاطا على الشرفة. بعد غروب الشمس، أخذوا ستة أطباق إلى الجيران في الأعلى. شكرهم هؤلاء ثم أغلقوا أبوابهم مجدداً.
يرغب الزوجان معاطي في التكلم مع الألمان في مناسبات إضافية ويريدان أن يجرّبا وجبات ألمانية بامتياز، لكن لا أحد يدعوهما. هما لا يعتبران الألمان غير مضيافين بل أنهم دائمو الانشغال ونادراً ما يطبخون. حين يتصلّ معاطي بوالدته في سورية، تسأله أحياناً: «كيف هم الألمان؟»، فيجيبها أنهم أسخياء مع الغرباء لكنهم يقسون على نفسهم: يفرزون نفاياتهم، ويفصلون بين الزجاج والبلاستيك والورق، ويسوقون كلابهم برباط وكأنها جِمال. يحبون النظافة والقوانين ويفضلون تصعيب الحياة على نفسهم بدل تسهيلها ويطبقون القوانين بحذافيرها. «في الواقع، كانوا ليصبحوا مسلمين ممتازين!»، يقول الأب.
سمع عادل أن المستشارة ميركل قالت إن الإسلام أصبح الآن جزءاً راسخاً من ألمانيا، لكنه لا يظنً أن عدداً كبيراً من العرب كان ليحبذ سماع من يقول إن المسيحية أصبحت جزءاً راسخاً من العالم العربي، ومع ذلك يقدّر شجاعة ميركل.
سمعت عائلة معاطي أيضاً عن حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني الشعبوي وعن امرأة شعرها قصير تكلمت عن إطلاق النار على اللاجئين. فهم الزوجان أن حزب هذه المرأة يخاف من قدوم أعداد إضافية من العرب إلى ألمانيا ويخشى أن ينجب المسلمون من أمثالهم الأولاد فتنقرض العائلات الألمانية في نهاية المطاف.
يفهم الزوجان معاطي أيضاً أن العائلة الألمانية التقليدية تشمل الأب المستعد للعمل بنزاهة، والأم التي تعتني بالأسرة وتربّي الأولاد، والأبناء الذين يحسنون التصرف ويحترمون أهاليهم. من وجهة نظرهما، تحب العائلة النموذجية ألمانيا فوق كل شيء آخر، وكان الحزب اليميني ليحب عائلتهما حتماً لولا اختلاف الدين وبلد المنشأ.
قالت يسرا معاطي فيما كانت تنظر إلى ما وراء نافذة الشرفة حيث كان ابنها يوسف البالغ من العمر سبع سنوات يلعب بكرة قدم سوداء وحمراء وذهبية: «بدأ الأولاد يصبحون ألماناً بوتيرة متسارعة». ينسى يوسف معنى كلمة «إمام» دوماً لكنه يتذكر كلمات مثل «كنيسة» و»محرك الصاروخ» و«مرسيدس». يقول زوجها: «سيكون الطفل الذي ننتظره ألمانياً أكثر منا بأشواط».
هوايات جديدة
حين سُئل الزوجان عن احتمال عودتهما إلى سورية عند انتهاء الحرب، تكلّما عن الماضي وعن حياتهما في دمشق وعن البلد الذي لا يزال وطنهما. لكن حين سُئل الأولاد عن احتمال أن يرافقوا أهلهم، تحدثوا عن المستقبل وعن حياتهم في «هامبورغ» حيث يقيمون الصداقات ويكتسبون الهوايات وينسجون الأحلام.
تقول غفران إنها لم تجلس يوماً على دراجة هوائية في دمشق لأن هذا النشاط غير محبّذ للفتيات في سورية. لم تتعلم ركوب الدراجة إلا في ألمانيا. كانت خائفة في البداية لكنها عادت وشعرت بأنها خفيفة وحرة. بدأت تتعلم العزف على الكمان أيضاً في حصة الموسيقى في المدرسة، واكتشفت أن الصبيان لا يملكون حقوقاً مختلفة عن الفتيات. في «هامبورغ»، تشاهد غفران الفتيات وهنّ يسبحن ويرقصن ويفعلن كل ما يسعدهنّ: «لا أعرف إذا كنت أحبذ هذا النمط من الحياة، لكني ما زلتُ أريد أن أصبح طبيبة».
يتدرب شقيقها رسلان في شركة «تيسن كروب» ويبدأ قريباً برنامجاً تدريبياً كميكانيكي صناعي. يريد أن ينتقل إلى شقته الخاصة حالما يبدأ بجني المال. هو يحب السيارات الألمانية والفتيات الشقراوات ويتفهم ما يجعل بعض الألمان يخشى شباناً مثله. في حي «بيلستيدت»، يشاهد غالباً شباناً سوريين وألباناً وأتراكاً جالسين أمام صالة قمار. بالكاد يتكلمون اللغة الألمانية مع أن أجدادهم جاؤوا إلى ألمانيا منذ عقود.
لم يسمع رسلان عن حادثة «كولونيا» عشية رأس السنة، في نهاية عام 2015، حين اعتدى رجال قيل إنهم يأتون في معظمهم من شمال إفريقيا جنسياً على عدد من النساء. ولا يعرف شيئاً عن «النشّالين» الذين يرقصون لإلهاء ضحاياهم، أو عن «المعتدين الخطيرين من شمال إفريقيا». لكنه يظنّ أن الرجال العاطلين عن العمل يسببون المشاكل على الأرجح.
يذهب رسلان بعد العمل يومياً إلى درس اللغة أو إلى نادي كرة الطاولة، ويعمل في سلسلة النوادي الرياضية الألمانية «ماكفيت» طوال خمسة أيام في الأسبوع. يفتح الباب لمعلمته ويغسل ملابسه ويكويها ويطبخ وينظف ويعرض على النساء في الحافلات أن يجلسن مكانه. كان يتصرّف بالطريقة نفسها في سورية. «السلوك الحسن ليس ألمانياً بالضرورة بل إنه جزء من التربية»، يقول.
اندماج ناجح
بعد خمسة أشهر، يكون رسلان ووالده وصلا إلى ألمانيا منذ ثلاث سنوات. وبعد بضعة أشهر، سيرزق الزوجان معاطي طفلاً جديداً وستكون «هامبورغ» مكان ولادته.
ستنتهي صلاحية تصريح الإقامة في مارس المقبل لكن سيمتدّ حقهم في البقاء على الأرجح سنتين أو ثلاث سنوات إضافية. للتأكد من درجة اندماجهم في المجتمع الألماني، خضع عادل معاطي لاختبار التجنّس في المكتب الاتحادي للهجرة. إنه اختبار يخضع له المهاجرون في العادة بعد ثماني سنوات.
يحمل الاختبار اسم «الحياة في ألمانيا»، ويتألف من 33 سؤالاً من أصل 310 أسئلة يعتبرها المسؤولون الألمان على ما يبدو مهمّة للعيش في ألمانيا: ما اسم المهرجان الذي يرتدي فيه الألمان أزياءً وأقنعة ملوّنة؟ ماذا حصل في 8 مايو 1945؟ هل يمكن أن يتزوج رجلان؟ هل يمكن أن يقيم رجل اسمه تيم وعمره 25 عاماً كثنائي مع فتاة اسمها آن وعمرها 13 عاماً؟ ما معنى «الشنغن»؟ ما معنى «سنة الانفصال»؟ من كتب كلمات النشيد الوطني الألماني؟
نجح عادل في الاختبار وأعطى أجوبة صحيحة عن 24 سؤالاً من أصل 33. بات يعرف الآن موعد المهرجان وهوية الشخص الذي حكم إقليم الألزاس واللورين وتعرّف إلى هوفمان فون فالرسليبن. بحسب الفقرة الأولى من القسم الثالث في «المرسوم بشأن دورات الاندماج». أثبت أنه يعرف الكثير عن الحياة في ألمانيا. سرعان ما أضاف هذه النتيجة التي حقّقها إلى سيرته الذاتية، وكأنه يريد أن يثبت بذلك أن عائلته تستطيع النجاح في هذا البلد.
مع ذلك يقول معاطي إنه يشعر بضيق في صدره حين يفكر بطفله الذي لم يولد بعد. لا يتعلّق انزعاجه بإعاقة الطفل، بل بأن الحرب ربما تستمر سنوات إضافية ولن يتمكّن طفلهما من اللعب في سوق دمشق ومن تذوق المثلجات السورية، ولا تتمكن جدته من احتضانه يوماً. أخيراً، يقول عادل إن ألمانيا ستصبح وطناً بلا جذور بالنسبة إلى ذلك الطفل، فهذا ما حصل مع اللاجئين والوافدين الجدد.
عاد الوالدان لإجراء فحص جديد منذ أيام. تمدّدت يسرا مجدداً في عيادة الطبيبة وأمسك زوجها بيدها. نظرا إلى صور الموجات فوق الصوتية، فقالت الطبيبة إنهما سيرزقان بطفلة على الأرجح، ثم أضافت أنها ربما تكون مصابة بالتثلث الصبغي وتعاني ثقباً في القلب بعد ولادتها.
تبادل الزوجان النظرات وحافظا على هدوئهما. قالت يسرا: «إن شاء الله»، وذكر عادل: «كل شيء بخير. لا مشكلة!».
كلاس ريلوتوس – شبيغل أونلاين (ترجمة : الجريدة الكويتية)[ads3]