ألمانيا تستضيف بطولة أوروبا لكرة قدم المكفوفين

“أَسوَد 2، أسود 2”. بتمكُن يراوغ تايمه كوتيج بالكرة الرنانة خطوتين جانبا ثم يقذفها إلى الزاوية العليا من المرمى.

ترددت هذه التعليمات الغامضة بالنسبة للغرباء عبر ملعب العشب الصناعي الذي يسوده الهدوء التام في منطقة غرب برلين، والذي يستضيف أول بطولة أمم أوروبا لـ كرة قدم المكفوفين.

تعبر تركيبة اللون والعدد عن نوع من الضربة الحرة، حتى أثناء الهجمة التالية يستدعي مدرب خلف المرمى بين الفينة والأخرى مهاجمين ليشاركوا في الهجمة.

يطلق اللاعبون صيحات محذرين بعضهم بعضا من الاشتباك الثنائي.

السمع المرهف إلى جانب التقنية والإحساس بالكرة أهم عوامل الحسم في كرة المكفوفين، لذلك فإنه على الرغم من الفرحة الجامحة للمنتخب الألماني لكرة قدم المكفوفين بأجواء أول بطولة أوروبية على أرضه، إلا أن كرة قدم المكفوفين تحتاج هدوء يشبه الهدوء أثناء رياضة تنس الطاولة.

“عندما تكون الكرة في المرمى أو خارج الملعب يستطيع المشجعون الخروج عن هدوئهم والتصفيق والغناء” حسبما أوضح حارس المرمى زيباستيان تيمِل “ولكن خلاف ذلك فإن الهدوء مطلوب، وإلا عانت المباراة من ارتفاع الأصوات”.

يتوقع المنظمون أن يحضر البطولة ما يصل إلى ألفي متفرج اعتبارا من بعد غد الجمعة في استاد الكرة القريب من محطة قطارات أنهالتر بانهوف.

وبيعت بالفعل معظم بطاقات مباراة الافتتاح بين المضيفة ألمانيا وإيطاليا.

إنه تطور متسارع لهذه الرياضة التي توجد في ألمانيا منذ نحو عقد من الزمان فقط.

عن ذلك يقول قائد المنتخب الألماني أليكس فانجمان: “عندما نحكي للناس كيف كان المستوى الاحترافي للاعبين متدنيا في السنوات الأولى سيهزون رؤوسهم باستغراب وربما عزفوا عن المشاركة”.

كان المنتخب الإنجليزي بشكل خاص هو أول من ساهم في تعريف الألمان بهذه اللعبة، وكان ذلك خلال ورشة عمل عام 2006 وكان لاعب نادي شتوتجارت، فانجمان/32 عاما/، من المشاركين منذ اليوم الأول والذي عبر عن سعادته بتمكن الكثير من الأصدقاء والأهل من مشاهدة المباريات في ألمانيا مباشرة والتي تشارك فيها عشر فرق إجمالا.

يقف أربعة لاعبين عن كل فريق في الملعب المحاط بحواجز مرتدين أقنعة تهدف لجعل قوة الإبصار متساوية لدى جميع المشاركين، ويرتدون خوذات واقية لحماية رؤوسهم ضد الصدمات.

يضاف إلى ذلك حارس المرمى وهو الوحيد المبصر في الفريق ويقوم بمهمتين هما الإمساك بالكرة، وتوجيه الإرشادات لزملائه.

تنطلق الكرات الثقيلة عند لعب ضربات الجزاء من مسافة ستة أمتار.

ابتسم اللاعب تيمل ابتسامة عريضة عندما أوضح أن كرة قدم المكفوفين قاسية في المكان الذي خيطت به الأجراس مع الكرة، وأن اللاعبين يحرصون على ألا يلمسهم هذا الموضع في مكان يؤلمهم.

يسعى المنتخب الألماني لكرة قدم المكفوفين للوصول لنصف النهائي، والذي يعني التأهل لكأس العالم السنة المقبلة في إسبانيا.

تركيا هي حاملة اللقب في الوقت الحالي، وتمارس هذه اللعبة في تركيا في ظل ظروف شبه احترافية، في حين أن 30 لاعبا فقط هم المؤهلون وفقا لمدرب المنتخب القومي رولف هوسمان للعب ضمن صفوف المنتخب.

وعبر هوسمان عن أمله في حصول منتخب المكفوفين على دعم مالي كاف.

ومع ذلك فهناك تقدم في جوانب أخرى حيث انتقل كوتيج مؤخرا إلى نادي بروسيا دورتموند الذي دمج رياضة المكفوفين في قسم كرة القدم، ولكن هناك حلم كبير للمنتخب الألماني لم يتحقق بعد وهو المشاركة في الألعاب البارالمبية لأصحاب الإعاقات “ولقد عوضنا الكثير مما فاتنا” حسبما أوضح المدير الفني أولريش بفيستِرَر متفائلا وأضاف “نحن حاضرون على المستوى الأوروبي وبندية، لذلك فإننا نتوقع أي شيء”.(DPA)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها