” نصف الحقائق و اﻷكاذيب الكاملة ” .. مقال لكاتب ألماني ينتقد تعاطي الأحزاب اليمينية و الشعبويين مع جرائم اللاجئين

انتقد كاتب ألماني في مقال له طريقة تعامل الأحزاب اليمينية والشعبويين، مع الجرائم التي يرتكبها مهاجرون ولاجئون، وتغاضيهم عن الجرائم التي يرتكبها الألمان.

وقال مارك هيكيرت في مقاله الذي نشرته صحيفة “آخنر تسايتونغ” الألمانية المحلية، أمس السبت، بحسب ما ترجم عكس السير: “في قرية دنكلدورف التابعة لولاية شليسفيغ هولشتاين، ترتكب جريمة جديدة، ومرة أخرى يكون مرتكبها أجنبي! شكراً ميركل، وشكراً للناس اﻷخيار على هذه الحوادث الفردية اليومية.

إن متابعة النقاشات التي تجري عبر الإنترنت تسبب الألم غالباً، لأن كارهي اللاجئين منظمون بشكل جيد، فتارة يتم نقاش أحد الاعتداءات الجنسية التي تثير الغضب في كامل الجمهورية، وتارة أخرى يتم الحديث عن إحدى قرارات المحاكم ويوصف حكمها المتساهل جداً بالعدالة الناعمة، وأحياناً يتعلق الأمر بأخبار كاذبة مزعومة للصحافة الكاذبة، وأحيانا نقرأ تعليقاً على أحد مقاطع الفيديو البشعة القادمة من أحد بلدان العالم الثالث: انظروا، هؤلاء هم الناس الذين يقتلوننا نحن الألمان ويغتصبوننا! ولا أحد يحرك ساكناً”.

وأضاف الكاتب: “ولكن ما يبدو صحيحاً، فهو لا يتعدى أن يكون نصف الحقيقة فقط، إنه أمر رهيب أن يوجد بين المهاجرين والمسلمين بعض المجرمين، لكن الحقيقة تقول أيضاً، بأنه ليس هناك مجموعة بشرية أو أمة أو جماعة دينية على هذا الكوكب لا يوجد بين ظهرانيها 2% من الوحوش، سواء كانوا سوريين أو من سكان ساكسونيا، لاجئين أو من مستخدمي فيسبوك.

للأسف، إن هذا موجود في كل مكان وزمان، منذ الإمبراطورية الرومانية القديمة، أو ربما منذ العصر الحجري.

في كل عام، يتم الإبلاغ عن حوالي 6 ملايين جريمة في ألمانيا، ولكن تتم إشاعة جرائم المهاجرين بشكل أكبر، وتتم مناقشتها بشكل أكبر أيضاً، ونحن نرى ذلك يومياً، على سبيل المثال: إذا ذكر تقرير الشرطة أن الجاني من دول الجنوب، نرى عادة سلسلة من التعليقات الغاضبة تحت المنشور، وحين يكون الجاني أشقر، بالكاد نرى ردود أفعال حول ذلك.

هل تريدون مثالاً على ذلك؟ في يوم السبت (3 كانون الأول من عام 2016)، نشر خبر بأن القاتل المشتبه به للطالبة ماريا قادم من أفغانستان، حينها نشرت الشائعة على منصات اليمينين الشعبويين موجة من الغضب والكراهية ضد اللاجئين والمسلمين، وفي طريقها ضربت الأحزاب اليسارية بطريقة أو بأخرى.

لقد تم التعامل مع هذه الجريمة من قبل هؤلاء، كالحكم بعقوبة الإعدام بشكل غوغائي، وظهر ذلك في لهجتهم الزاعقة، وسرعة النشر والتحضير الاحترافي للرسومات والشعارات والصور المعادية للأجانب.

في اليوم التالي من الجريمة السابقة، قام رياضي ألماني يمارس رياضة الرماية، في مدينة فيرسين التابعة لولاية شمال الراين، بإطلاق النار على صديقته السابقة وابنها، ثم أطلق النار على نفسه.

هل قرأت أي شيء حول هذا الخبر في الفيسبوك؟

عن نفسي، لم أقرأ أي شيء حول ذلك، ولكن ماذا لو كان قاتل المرأة وابنها رجل عراقي؟ لكنتم تذكرتم اليوم ذلك، ﻷن بعض الناس سيتكفلون بنشر مثل هذا الخبر”.

وختم الكاتب بالقول: “إن نصف الحقائق يمكن أن تكون بنفس سوء الأكاذيب الكاملة”.

 [ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها