إبداعات سريعة بقلم رصاص .. ألمانيا : رسام سوري لاجئ تبصر لوحاته النور في المعارض الفنية

وجدت لوحات فنان سوري لاجئ في ألمانيا، طريقها إلى الصحف الألمانية ومنها إلى المعارض والأكاديميات الفنية، حيث بدأ بتلقي الدروس في الرسم.

وقال موقع “نورد بايرن” الألماني، بحسب ما ترجم عكس السير، إن الفنان السوري خالد عبده، وصل إلى ألمانيا خالي الوفاض، باستثناء موهبته الفذة التي حملها معه، وهي رسومات بقلم رصاص تنجز بسرعة، حيث يرسم الناس الذين يجلسون أمامه في مترو الأنفاق بدقائق معدودة.

الرجل السوري البالغ من العمر 39 عاماً، بدأ عمله هنا من نقطة الصفر، وبدأت لوحاته تعرض في العديد من المعارض، كما بدأ بتدريس الرسم في إحدى المدارس.

وكان خالد قد قال في الشهر العاشر من العام الماضي، في ختام لقائه مع صحيفة “نورمبيرغر ناخريشتين”: “في وقت ما، سوف يكون كل شيء على ما يرام”.

وأضاف الموقع: “يمكن أن نتمنى ذلك لخالد، أستاذ الرسم السابق القادم من سوريا، الذي كان عليه أن يبدأ من الصفر في ألمانيا، حيث أصبحت شهاداته بلا قيمة هنا، ولم يتم الاعتراف بدراسته في سوريا، لكن لا أحد يستطيع أن ينكر موهبته”.

اكتشفت موهبة خالد إحدى العائلات، التي يشاركها السكن في شقة صغيرة، مع عدد آخر من اللاجئين، في غرفة خالد تجد الرسومات التي أنجزها بقلم الرصاص، وتصور هذه الرسومات، التي رسمت بدقائق، أناساً جلسوا أمامه في مترو الأنفاق، أو تجد لوحة لشابة تبيع الكرز في ساحة مدينة نورمبيرغ، وبجانبها لوحة لطفل يلعب حول إحدى النوافير.

ويعمل خالد على رسم الناس بحسب ما يراهم، وقال: “في بعض الأحيان يبدو الأشخاص حزينين في لوحاتي، أكثر من حزنهم في الواقع، وهذا غالباً لأنني كنت حزيناً حين رسمتهم”، وهذا ما كان عليه حال خالد عبده في البداية.

وكان خالد قد لجأ إلى ألمانيا قادماً من منطقة بالقرب من مدينة الحسكة، وهو لا يتحدث كثيراً عما عايشه هناك، ويبرر ذلك بقوله: “إن هذا يجعلني حزيناً”، ويفضل الحديث عن رسوماته، وتقديم مجموعته الكاملة.

شاهدت العائلة التي تستضيف خالد رسوماته، وأرسلتها لمكتب التحرير المحلي، بحسب الموقع، وبالتزامن مع ذلك كان خالد قد تعلم الألمانية بشكل جيد.

وقال خلال زيارته الأولى لمكتب التحرير: “أنا أذهب إلى مدرسة في نورنبيرغ كل يوم، قبل أن أذهب للعمل في شركة للتعبئة والتغليف”.

وحتى اليوم، وبعد عشرة أشهر، لم يتغير شيء، من الساعة الثامنة إلى الواحدة ظهراً يتعلم خالد الألمانية، ومن الساعة الخامسة حتى العاشرة يكون في العمل.

وقال خالد: “لكن المقال الذي نشر عن لوحاتي أعطاني فرصاً جديدة”.

ودعت الأكاديمية الفنية “فابر كاستل” خالد للانخراط في إحدى دورات الرسم التي تنظمها إحدى المدارس الشعبية (Volkshochschule).

وتبع ذلك أيضاً المشاركة في معارض في مسرح “غوستنر هوف تياتر”، وفي معارض زمالة “بورغو-إنزمبل” الفنية.

أما آخر نشاط قام به خالد فهو المشاركة في معرض مشترك لفنانين لاجئين من دول عديدة، والذي أقيم في مدينة كولن، وقريباً سيكون هناك معرض مماثل في نورنبيرغ.

ورغم كل الصعوبات، ما يزال خالد يحلم بتثبيت قدميه في ألمانيا، وكسب المال من المهنة التي يفضلها، لذلك أرسل شهادته إلى وزارة الثقافة في ميونيخ، والتي قالت له إنها تمكنه من العمل كمعلم للفنون في إحدى المدارس الخاصة، وقد وعدوا بوضعه على قائمة الانتظار، وقدم خالد وثائقه أيضاً لهيئة المدارس الحكومية في نورنبيرغ، وما يزال ينتظر ردهم.

لا يعلم خالد إن كان بإمكانه ذات يوم أن يعيش عبر الاعتماد على فنه أو موهبته، أو من تعليم أشخاص آخرين، وختم الموقع بقول خالد: “سأظل أبحث عن فرص هنا، وعندما تلوح إحداها في اﻷفق، سأكون بحاجة فقط إلى القليل من الحظ”.

 

 [ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫3 تعليقات

  1. سير الى الامام ..واثقا الخطا ….وحقق هدفك النبيل…وعين الله ترعاك…..فانت سوري..