إجراء أول عملية زرع ” قصبة ساق ” مصنوعة بالطباعة ثلاثية الأبعاد

نجح الجراحون في #أستراليا في إجراء أول عملية زرع قصبة ساق مصنوعة بالطباعة ثلاثية الأبعاد في رِجل روبِن ليشتر الذي كان مُعرَّضًا لِبَتْرها من فوق الركبة، ثم أحاطوها بأوعية دموية وأنسجة مأخوذة من كِلتا رِجلَيْه؛ وبعد أسبوعين من إجراء العملية –وهي آخر واحدة في سلسلة مُكوَّنة من خمس عمليات- أعلن الجراحون عن نجاحها، ويأمل الأطباء أن يَرَوا في الأشهر التسعة المقبلة نُموّ عظام جديدة وسليمة في قصبة المريض اليُمنى المدعومة بالسِّقالة المزروعة.

وأخذت قصبة ساق ليشتر تؤلمه منذ مطلع العام الجاري، وشُخِّصت إصابته بأنها التهاب العظم ونخاعه (مرض حادّ تُسبِّبه عادة البكتيريا) أصاب عظمته كلها وجعلها تتفتت تدريجيًّا؛ وحين عُرِضت عليه فرصة إجراء هذه العملية التجريبية وافق آمِلًا إنقاذ رِجله من البتر، وها هي حالته مستقرة الآن، وفق ما اوردت شبكة مرصد المستقبل، ويتوقع الأطباء أنه سيستطيع المشي مجددًا بعد اكتمال شفائه الذي يَلزمه 18 شهرًا على الأقل.

واحتاج الأطباء أولًا إلى إزالة الصديد من رِجله المُصابة، ثم اختبروا نماذج مبدئية من سِقالةِ قصبة الساق ثلاثية الأبعاد، وانتهَوا من هذا الإجراء التجريبيّ في العملية الأخيرة التي زرعوا فيها النموذج النهائيّ من السِّقالة؛ وقال الدكتور مايكل واجلز، الجراح الرئيس، لصحيفة ذا إيدج “كنا بحاجة إلى معرفة أين نَجِد أنسجة لها القدرة على تكوين عظام”.

وفي أواخر العام 2017 ستَخضع الأغنام الحية لعدة أبحاث تجريبية متعلقة بالميكانيكا الحيوية، وهذه الأبحاث هي ما سيُحدِّد قدرة العظام على النمو حول قصبة ساقٍ جديدة ووتيرةَ هذا النمو؛ وأضاف الدكتور واجلز “لا نريد أن نفعل برِجل روبِن أي شيء قبل إجراء اختبارات الميكانيكا الحيوية”.

وصُمِّمت سِقالة قصبة الساق هذه لأول مرة في جامعة كوينزلاند للتقنية، ثم طُبعت في سنغافورة؛ وهي مُصمَّمة لتَدعم نمو العظام من حولها ثم تتحلل هي شيئًا فشيئًا. حصل الأطباء على نصف كمية الأنسجة اللازمة للعملية من قصبتَيْ ساق ليشتر، أما البقية فحصلوا عليها من ركبته اليُسرى؛ والأنسجة حاليًّا آخِذة في النمو في هيكل السِّقالة ومن حوله كما خطط الأطباء.

وتُمهِّد هذه العملية الجراحية الطريق لنجاح زراعة العظام الرئيسة، سواء أكانت للمرضى المصابين بعدوى، أم لضحايا الحوادث الرَّضحِيَّة. يُصاب بالتهاب العظام ونخاعه شخصان تقريبًا من كل 10,000 شخص في الولايات المتحدة، ويوجَد فيها نحو مليونَيْ شخص فَقَد طَرَفه، 45% منهم فقدوا أطرافهم نتيجة إصابات رَضحيَّة؛ وترتفع هذه الأرقام بالتأكيد على الصعيد العالميّ، خصوصًا في المناطق التي تعاني ويلات حروب أهلية ونزاعات مسلحة ومشاكل أخرى كالألغام التي خلَّفتْها صراعات سابقة؛ وستساعد عملية زرع العظام هذه كثيرًا منهم على تجنب البتر والألم المستمر مدى الحياة وما ينتج عنهما من عجز.

لكن ليس هذا إلا تطبيق واحد من تطبيقاتٍ طبية عديدة للطباعة ثلاثية الأبعاد، فالأطراف الصناعية يسهل طباعتها، فحتى الأطفال استطاعوا تصميم أعضاء صناعية وطباعتها؛ وأما الطباعة الحيوية ثلاثية الأبعاد فتُعتبر التقنية التي ستُغير وجه العالم الحاليّ الذي ينتظر فيه الناس أعوامًا قبل أن يتمكنوا من الحصول على الأعضاء المُتبرَّع بها، بل إن منهم مَن يموت قبل أن يجد عضوًا يناسبه؛ وفوق هذا نجح الأطباء في طباعة فقَرة من التيتانيوم لتحل محل جزء من عمود فَقَاري لإحدى النساء، وطبعوا جمجمة لغيرها، ويبحث طبيب في كيفية طباعة أوعية دموية للأطفال المرضى.

ستساعد مثل هذه التطبيقات الطبية لتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد المرضى المحتاجين، ويعرِّف الأطباء والباحثين كيف يوظفون هذه التقنية في التطبيقات المستقبلية.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها