أول نائب أسود في ألمانيا يسعى إلى إعادة انتخابه : ” أقول لكل العنصريين أنا لست عبدا “

يخوض كارامبا ديابي أول نائب أسود في تاريخ ألمانيا حملته الانتخابية استعدادا لاستحقاق 24 أيلول/سبتمبر 2017 ساعيا إلى إعادة انتخابه، لكنه يواجه سيلا من التعليقات العنصرية في منطقته حيث يتزايد العداء للأجانب.

وفي رد على تعليقات نشطاء من النازيين الجدد كتب ديابي المولود في السنغال قبل 55 عاما: “أقول لكل العنصريين، أنا لست عبدا”، فيما يسعى إلى إعادة انتخابه في الرابع والعشرين من أيلول/سبتمبر 2017.

وإذا كانت المستشارة الألمانية تخوض معركة انتخابية مريحة، إلا أن الاعتراض ينمو على هامش المشهد السياسي، متزامنا مع ارتفاع أصوات اليمين المتطرف والعداء للأجانب.

ويندد هذا المرشح الاشتراكي الديموقراطي عن مدينة هاله بمن يستخدمون أوصافا مهينة بحقّه، مثل “القرد الأسود”، وقد تقدّم بدعوى قضائية ضد حزب النازيين الجدد الذي يقف وراء هذه الحملة.

ويقول ديابي، وهو حاصل على درجة دكتوراه في الكيمياء لوكالة فرانس برس “أصبحت التعليقات عدائية جدا على مواقع التواصل”.

وقد كان أول أسود يدخل البرلمان الألماني، إلى جانب زميل له من أصل سنغالي، وذلك قبل أربع سنوات.

كما تلقى كارامبا ديابي في السابق مئات الرسائل الالكترونية المهينة وتهديدات بالموت. لكنه يرى أن مواجهة ذلك “من مسؤولية المجتمع كله”، لأنه “لا يمكن الحديث عن حرية الرأي إن كان الرأي شتيمة”.

كرامات الناس

ويقول: “الحفاظ على كرامة الأشخاص ينصّ عليه الدستور، ولن أترك أيا كان يرهبني”.

ويتمنى لو أن الحديث عن لون بشرته يتوقّف، مضيفا “إذا كان تقدّم شخص يعيش هنا منذ أكثر من 31 عاما ودرس هنا وعائلته هنا، إلى الانتخابات حدثا فريدا من نوعه، فهذا أمر مؤسف”.

لكن الحال يبدو كذلك فعلا في المناطق التي كانت تشكل ألمانيا الشرقية سابقا، والتي ما زالت متأخرة عن غيرها من المناطق، وصارت تنمو فيها الأفكار العنصرية.

يعيش في هاله 230 ألف نسمة، وتبلغ نسبة الأجانب فيها 7 %، وهي تستضيف أربعة آلاف لاجئ، لكنها اليوم صارت تعد من معاقل النازيين الجدد.

وفيها حقق حزب “البديل لألمانيا” الجديد ذو التوجهات القومية المعادية للمهاجرين نتيجة قياسية في الانتخابات الماضية، إذ حصد 24 % من أصوات الناخبين.

في الساحة الرئيسية في هاله تبدو الصورة مختلفة عن جو الكراهية المنتشر على الإنترنت، فكارامبا ديابي يحيي الناس بحرارة، وهم يبادلونه التحية.

ويناديه أحد الشباب رافعا شارة النصر، فيما يسأله آخر “هل ستأتي إلى المباراة السبت؟”.

ألماني منذ العام 2001

حصل كارامبا ديابي على الجنسية الألمانية في العام 2001، ويقول “دائما أقول للأجانب إن المرء حين يكون في ألمانيا عليه أن يعتبرها بلده”.

رغم كل الأصوات العنصرية وحملات الكراهية، يرى ديابي أن ألمانيا ما زالت “بلدا مفتوحا” تغيّر كثيرا منذ وصل إلى ألمانيا الشرقية الشيوعية في العام 1985 مستفيدا من منحة تعليمية حصل عليها بفضل نشاطاته الطلابية اليسارية.

وكان سكان ألمانيا الشرقية يعيشون في عزلة عن الآخرين، ولم يكن ممكنا للأفارقة ومعظمهم طلاب آتون من دول اشتراكية أن ينخرطوا في المجتمع.

حين سقط جدار برلين في العام 1989، ازدادت العنصرية في ألمانيا الشرقية. وفي إحدى ليالي العام 1991 تعرض ديابي لاعتداء جسدي، ولا يحب أن يتحدث كثيرا عن هذا الحادث.

تزوج ديابي من ألمانية، وظل يعيش في هذا البلد، ثم انضم إلى الحزب الاشتراكي الديموقراطي، ويركز الآن على شؤون التعليم التي يرى أنها تشكل أكبر تحديات البلاد. (AFP)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

تعليق واحد

  1. اين من يدعون أن الالمان تغيروا و اصبحوا منفتحين على الاجانب. كما قلت في تعليق سابق لي العنصرية العرقية تجري في دم الالمان و لا يمكن لهم التغلب عليها و هذا يحتاج لمئات السنين. الالمان اضطروا لقبول الاجانب بعد الحرب العالمية الثانية بسبب هزيمتهم من الحلفاء ، و الاجواء الحالية المشحونة بكره الاجانب ستساعد الكثير منهم للعودة الى نازيته الطبيعية