باحثون يطورون حقنة للأطفال تقيهم من كل الأمراض
تمكن فريق من الباحثين في معهد “ماساتشوستس” للتكنولوجيا، من اختراع حقنة مكونة من عدد من الكبسولات الدقيقة، على شكل كؤوس مغلقة متناهية الصغر ومملوءة باللقاح ضد جميع الأمراض، التي عادة ما يُطعّم الأطفال ضدها في فترات مختلفة، وما يميز هذه الحقنة أن الكؤوس المغلفة التي بداخلها تُفتح تلقائيًا بالوقت المناسب لأخذ الحقنة.
وطوّر الباحثون الأميركيون بهذا الشكل، الحقنة بما يمكنها من أن تساعد في إعطاء الأطفال جميع لقاحات التطعيم في حقنة واحدة، وحسب ما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية، يُخزن المحلول، الذي يُعطى للأطفال مرة واحدة، اللقاح في كبسولات مجهرية، تُطلق إلى الجسم الجرعة الأولية، ثم جرعات تعزيزية في أوقات مُحددة.
وأظهرت دراسات أجريت على الفئران فاعلية هذا التوجه، حسبما جاء في دورية “ساينس” العلمية، ويقول الباحثون إن هذه التكنولوجيا قد تساعد المرضى في أنحاء العالم.
وتسبب تطعيمات الأطفال ألما شديدا لهم، وهناك تطعيمات ضد الكثير من الأمراض تشمل ما يلي:
الدفتيري، والتيتانوس، والسعال الديكي، وشلل الأطفال، والتهاب الكبد الوبائي ب في الأسبوع الثامن و12 و 16.
المكورات الرئوية في الأسبوع الثامن، والأسبوع 16، وعند بلوغ العام الأول.
التطعيم ضد التهاب السحايا من النوع ب في الأسبوع الثامن، والأسبوع 16، وعند بلوغ العام الأول، الكبد الوبائي، والتهاب السحايا ج عند بلوغ العام الأول.
الحصبة، والنكاف، والحصبة الألمانية عند بلوغ العام الأول، وثلاث سنوات وأربعة أشهر.
وطور فريق من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا نوعا جديدا من الجزئيات الصغيرة، يمكن أن يجمع كل الجرعات في حقنة واحدة، وتشبه هذه الجزيئات أكواب القهوة الصغيرة التي تملئ باللقاح، ثم تُغلق بغطاء، وهناك عنصر مهم، هو أنه من الممكن تغيير تصميم هذه الأكواب بحيث يمكن تجزئة محتوياتها وتفريغها إلى الجسم في الوقت المناسب فقط.
وأظهرت مجموعة من الاختبارات على الفئران أنه يمكن تفريغ المحتويات إلى الجسم بالضبط بعد تسعة و20 و21 يوما من حقنها، وأوضح الباحثون أنهم استطاعوا أيضا تطوير جزيئات أخرى يمكن أن تستمر لمئات الأيام، ولم تجر اختبارات حتى الآن على المرضى.
وقال الأستاذ الجامعي روبرت لانجر، من معهد ماساتشوسيتس للتكولوجيا: “إننا سُعداء للغاية بهذا البحث.”
وأضاف: “للمرة الأولى يمكن تأسيس مكتبة من جزيئات اللقاحات الصغيرة المُغطاة، وكل منها مُبرمج لإطلاقها (إلى الجسم) في توقيت مُحدد ويمكن التنبؤ به، حتى يتسنى للأشخاص إمكانية الحصول على حقنة واحدة. وفي حقيقة الأمر، سيكون هناك العديد من الجرعات التعزيزية الإضافية بالفعل داخلها.”
وتابع: “هذا قد يكون له تأثير كبير على المرضى في كل مكان، خاصة في دول العالم النامي”.
ويختلف هذا البحث عن غيره من المحاولات السابقة، والتي نجحت في إطلاق أدوية إلى الجسم على امتداد فترة طويلة من الوقت، وتتعلق الفكرة بوجود جرعات لقاحات قصيرة ودقيقة، تحاكي إلى حد كبير برامج التطعيم المُعتادة.
وقال الزميل الباحث، الدكتور كيفين ماكهيو، إنه “في (دول) العالم النامي، قد يكون هذا هو الاختلاف بين عدم الحصول على تطعيم، والحصول على جميع التطعيمات في مرة واحدة”.
يشار إلى أنّ جميع التفاصيل المتعلقة بهذه الحقنة نُشرت في مجلة “ساينس” الدورية التي تصدر عن الجمعية الأميركية لتقدم العلوم، وقد أجريت التجارب الأولية على الفئران، ولكنها لم تختبر على جسم الإنسان بعد.[ads3]