بينهم سوريون .. صحافية ألمانية توثق في كتاب تجارب أطفال لاجئين عاشوا في ظل أنظمة لا إنسانية و خاضوا رحلات لجوء قاسية

سجلت صحافية ألمانية من مدينة روزنهايم، قصص 18 طفلاً لاجئاً من بلدان مختلفة، في كتاب ألفته بالتعاون مع خبير بقضايا الهجرة.

وتعمل الصحافية جيني شوكاردت كمحررة في مجالات متنوعة، وتعرف ما يجري فوق السجادات الحمراء، و الشوارع المغبرة بمخيمات اللاجئين، وفق ما ذكرت صحيفة “اوبيربايريشه فولكسبلات” الألمانية.

وذكرت الصحيفة، يوم الجمعة الماضي (15/9)، بحسب ما ترجم عكس السير، أن الفصل الثالث من الكتاب، ورد فيه حديث للاجئ أفغاني يبلغ من العمر 15 عاماً، قال فيه إنه “حين ألعب كرة القدم، أتوقف عن التفكير”.

وأضاف الطفل أنه يحاول أن ينسى لفترة قصيرة الصور الرهيبة التي شاهدها في حياته وما فعلته طالبان في وطنه، كما يحاول نسيان معاناة رحلة اللجوء والتي استمرت سنة كاملة.

وقالت الصحافية شوكاردت، إنها رأت بنفسها صوراً من التعذيب والحرب وسوء المعاملة بمخيمات اللاجئين، كميخم ليسبوس في اليونان، كما عملت بعد ذلك في صحف منها فوكس، وبونته، مضيفةً أن تلك الصور لا تذهب عن ذهنها.

وقررت الصحافية السفر إلى الجزيرة اليونانية لتقديم المساعدة والدعم، بعد أن طغت أخبار اللاجئين على نشرات الأخبار عام 2015، وبعد ثلاثة أيام على تواجدها في المخيم، قالت: “لم يفقد الأطفال منازلهم فقط، بل فقدوا أيضاً طفولتهم”، حيث فرض عليهم استيعاب الصور الشبيهة لما عايشه نازام، و التي شاهدوها في ظل أنظمة الحكم غير الإنسانية أو في رحلة اللجوء مع عصابات التهريب.

وتحاورت الصحافية مع 12 طفلاً ويافعاً من أفغانستان وإريتريا وسوريا والعراق والصومال، والذين اضطروا للفرار وترك كل شيء وراءهم ، وبعد ذلك قامت بكتابة قصصهم، فيما نفذ الخبير الشهير كيليان كلاينشميدت عملية التصنيف المهني للكتاب، حيث تمت كتابة القصص على شكل تقارير صحفية.

وتحدث الكتاب عن فتاة سورية تدعى فايزة، تبلغ من العمر 16 عاماً، ونقل عنها قولها: “إنه شعور جيد أن تكون الفتاة قادرة على الخروج إلى الشارع دون أن تشعر بالخوف”، مضيفة : “في بعض الأحيان، قبل أن أخلد إلى النوم، تنهمر دموعي رغماً عني”، فيما علقت الكاتبة بالقول، إنه (البكاء) الرفيق الدائم في العالم الجديد لهؤلاء الأطفال واليافعين.

ووثق الكتاب ما رسخ في ذاكرة الأطفال من معاناة رحلة اللجوء، وقالت الكاتبة إن نازام القادم من أفغانستان كان وحده في رحلة اللجوء بدون أقارب، حيث ركب البحر في سفينة متداعية.

وقال نازام: “كنت أشعر بأنني سأموت في تلك الليلة”، وأضاف أنهم قاموا بحشره بعد ذلك في شاحنة صغيرة مع 50 شخصاً، واضطر إلى قطع مسافات طويلة على الأقدام.

ونقلت الصحيفة قصة حسن القادم من سوريا، حيث قال، بحسب ما ترجم عكس السير: “قطعت عهداً على نفسي، بأني حين أكبر، سوف أصبح قبطاناً ﻷنقد جميع الناس”.

وتقول شوكاردت التي كتبت قصصها من منظور اللاجئين اليافعين: “هل تستطيع أن تلوم فتاة مثل أنجلينا القادمة من الصومال، إذا رغبت في ارتداء حذاء جميل؟!.. إنه أمر محزن، أن يضطر هؤلاء الأطفال إلى المخاطرة بحياتهم من أجل تحقيق مثل هذا الحلم”.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

تعليق واحد

  1. ضربني وبكى سبقني واشتكى, الغرب سبب مآسي الشعوب, ولو ارادو ايقاف هذه المهزلة لاوقفوها ولكنها تصب في مصالحهم … فجعلو من الاسد طاغية يقنع شبيحته انه رجل قوي وسقوطه يعني فوضى عالمية يعني كذب الكذبة والغرب ساعده على تصديقها ,… وفي النهاية يتباكو على الاطفال واللعب على العاطفة ….