أردوغان : البرلمان يناقش السبت تمديد تفويض الجيش بتنفيذ عمليات بالعراق و سوريا

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن برلمان بلاده يلتئم استثنائياً السبت؛ لمناقشة تمديد تفويض الحكومة لقيام الجيش بعمليات خارج الحدود في العراق وسوريا.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الرئيس التركي، خلال مقابلة أجرتها معه وكالة “رويترز″ للأنباء، الخميس، على هامش مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الـ72.

وأضاف أردوغان “البرلمان سينعقد بشكل طارئ، السبت، لمناقشة مذكرة تقدمت بها الحكومة لتفويضها الجيش بتنفيذ عمليات خارج الحدود، وأنا أرى أنه بتمريره ستتطور الأوضاع الراهنة في مسار مختلف تماماً”.

وسبق أن مدّد البرلمان التركي، مذكرة التفويض من 2 تشرين أول/أكتوبر 2016 لغاية 30 تشرين أول/اكتوبر 2017.

وجاء في المذكرة التي تقدمت بها رئاسة الوزراء، أن تركيا تولي أهمية كبيرة لوحدة تراب العراق واستقراره ووحدته الوطنية.

كما أشارت المذكرة إلى نشاط عناصر منظمة “بي كا كا” شمالي العراق، ما يشكل تهديداً مباشراً لأمن تركيا، فضلاً عن تهديدات المنظمات الإرهابية المتمركزة شمالي سوريا مثل “الدولة الاسلامية”(داعش) وغيرها.

وعن استفتاء استقلال الإقليم الكردي، شمالي العراق، قال أردوغان إن اجتماعي مجلس الأمن القومي، والحكومة، المزمعان الجمعة سيناقشان مسألة فرض عقوبات على الإقليم أم لا.

وتابع أردوغان “موعد التئمام مجلس الأمن القومي كان مقرراً في 27 سبتمبر/أيلول الجاري، لكننا قدمناه للغد(اليوم الجمعة) بسبب الاستفتاء المزمع يوم 25 من ذات الشهر، وعقب المجلس ستعقد الحكومة اجتماعاً أيضاً”.

وأفاد أن “هناك مزيداً من الخطوات التي سنتخذها، لكن كافة هذه التفاصيل مطروحة على مجلس الأمن القومي لنقاشها بالتفصيل، وليس من الصواب التحدث عنها حالياً”.

واستغرب أردوغان من إصرار حكومة الإقليم على اتخاذ خطوة الاستفتاء “رغم أننا مددنا لهم يد العون والشفقة باستمرار”.

والاستفتاء المزمع، يتمحور حول استطلاع رأي سكان المحافظات الثلاث في الإقليم الكردي، وهي: أربيل والسليمانية ودهوك، ومناطق أخرى متنازع عليها، بشأن ما إذا كانوا يرغبون بالانفصال عن العراق أم لا.

وترفض الحكومة العراقية الاستفتاء، وتقول إنه لا يتوافق مع دستور البلاد المعتمد في 2005، ولا يصب في مصلحة الأكراد سياسياً ولا اقتصادياً ولا قومياً.

كما يرفض التركمان والعرب أن يشمل الاستفتاء محافظة كركوك وبقية المناطق المتنازع عليها في محافظات نينوى، وديالى، وصلاح الدين.

وبخصوص إعادة فتح الله غولن زعيم منظمة غولن(مقيم بأمريكا منذ 1999)، قال أردوغان إنه سلّم الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما كمية كبيرة من الوثائق، لتسليم رأس التنظيم لبلاده.

واستعرض أردوغان في تصريحاته الأثار المترتبة على المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف يوليو/تموز 2016، ونفذتها عناصر منتمية للمنظمة.

وأضاف “خلال يومين (في المحاولة الانقلابية) مات 250 شخصاً من الشعب، وأُصيب أكثر من ألفين آخرين، قصف الانقلابيون مقر البرلمان ومديريات الأمن ومؤسسات الدولة المختلفة”.

وأعرب عن أمله في أن تساعد الولايات المتحدة، تركيا في “اتخاذ الخطوات اللازمة بحق هؤلاء الخونة”، بإعادة الموجودين منهم على أراضيها.

وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو 2016، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع منظمة “فتح الله غولن”.

حاولت تلك العناصر من خلال المحاولة الانقلابية، السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.

في سياق آخر انتقد الرئيس التركي إزدواجية المعايير الأمريكية في التعامل مع التنظيمات “الإرهابية” في سوريا، من خلال استخدام بعضها في محاربة البعض الآخر.

وفي هذا الصدد قال أردوغان “الولايات المتحدة تحارب داعش في سوريا بواسطة تنظيم (ب ي د/ي ب ك) (الامتداد السوري لمنظمة بي كا كا) ولا أرى هذا الأمر صائباً مطلقاً”.

وتابع في ذات النقطة قائلاً “واشنطن تعتبر (بي كا كا) تنظيماً إرهابياً، لكنها لا ترى نفس الشيء لامتدادها السوري (ب ي د/ي ب ك)، وتقدم الدعم له”.

تجدر الإشارة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقّع في 20 مايو/ أيار الماضي، قراراً يتيح تسليح تنظيم “ب ي د” بشكل مباشر؛ لمحاربة تنظيم (داعش).

وأسفرت هذه الخطوة عن تعمق أزمة الثقة بين تركيا والولايات المتحدة، التي بدأت فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما.

من الموضوعات التي تطرق إليها أردوغان خلال المقابلة التوتر الذي تشهده علاقات بلاده مع ألمانيا في الآونة الأخيرة، مشدداً على أن ذلك التوتر مع حكومة ألمانيا فقط وليس شعبها.

وعلى خلفية التوتر ذكر أردوغان أنه طلب من أبناء الجالية التركية في ألمانيا “عدم التصويت لأعداء تركيا في الانتخابات التشريعية المقبلة (يوم الأحد القادم)”.

وعما إذا كان هذا الخلاف التركي الألماني سيؤثر على مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، قال أردوغان “مسار المفاوضات لم يتقدم للأفضل على الإطلاق”.

وتابع “عام 1963 تقدمنا بطلب رسمي للانضمام، ونحن الآن في العام 2017، أي 54 عاماً ونحن ننتظر، ألمانيا جعلتنا ننتظر طيلة هذه المدة، فمسار المفاوضات يسوء ولا يتحسن”.

وعن جهود بلاده لخدمة اللاجئين السوريين الموجودين على أراضيها، أوضح أردوغان أن أنقرة أنفقت ما يزيد على 30 ملياردولار لتلبية احتياجاتهم.

وتطرق الرئيس إلى الحديث عن وعود الاتحاد الأوروبي بدعم تركيا لمواجهة أزمة اللاجئين، وقال “سبق وأن وعدونا بتقديم 6 مليارات يورو على مرحليتن لدعم اللاجئين”.

واستطرد “وحتى الآن لم يأتينا سوى 825 مليون يورو فقط، كما أن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين لم تقدم لنا سوى 525 مليون دولار حتى الآن”.

وفي 18 مارس/آذار2016، تعهد الاتحاد الأوروبي لأنقرة، بتخصيص 3 مليارت يورو للاجئين في تركيا بموجب خطة عمل، في إطار اتفاق توصلا إليه في نفس التاريخ، يهدف لمكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب البشر.

هذا إلى جانب اتفاق ملحق يقضي بتخصيص 3 مليارات يورور إضافية يقدمها الاتحاد لصالح اللاجئين حتى نهاية 2018.

وبحسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، فإن تركيا تستضيف نحو 3 ملايين لاجئ سوري، وهي في الوقت ذاته أكبر مستقبل للاجئين حول العالم.

وفي سياق الأوضاع داخل سوريا، رفض الرئيس أردوغان الربط بين تعزيز بلاده لتعاونها مع كل من روسيا وإيران أكبر داعمين لنظام بشار الأسد، وبين تغيير موقف أنقرة من الأخير.

واستطرد قائلاً “تركيا ترى أن بقاء الأسد في السلطة جريمة، لأنه يمارس إرهاب دولة بحق شعبه، وقتل ما يقرب من مليون شخص حتى الآن”.

وعن الخليفة الذي سيأتي على سدة الحكم بسوريا عقب رحيل الأسد قال أردوغان “هذا الأمر متروك للشعب السوري، يختار ما يشاء، فهذا ما ينبغي أن نشجع عليها إذا كنا نؤمن بدولة الديمقراطية والقانون”. (ANADOLU)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها