ألمانيا : مسرحيون سوريون يقدمون عروضاً مسرحية تجسد معاناة و كفاح السوريات مستمدة من ملاحم طروادة
قام مدير مسرح “نويو فولكستياتر”، كريس ديركون، بخطوة ذكية، حين استضاف فنانيه الجديدين، المخرج عمر أبو سعدة، والكاتب محمد العطار، وفق ما ذكرت وسائل إعلام ألمانية.
ويعمل الفنانان السوريان معاً منذ عام 2008، وسرعان ما شكلت أعمالهما صوتاً مسرحياً جديداً قادماً من دمشق، وقاما قبل الثورة بإخراج مسرحية في أحد سجون الأحداث في سوريا، وعملا هناك أيضاً مع اللاجئين العراقيين والفلسطينيين.
وقالت مجلة “تسيتي” البرلينية، بحسب ما ترجم عكس السير، إن الشابين وجدا نفسيهما في عام 2011 مضطرين للهروب من وطنهما، وحين اطلع أبو سعدة والعطار على حقيقة مآسي نصوص يوربيدس، التي بدت لهما بأنها شبيهة بمدونة إخبارية من وطنهما.
وفي عام 2013، طور الشابان نص “طروادة” ليوربيدس في الأردن، لتكون النساء محور الاهتمام في المسرحية التي سمياها “الطرواديات”.
وقبل عامين في بيروت، عرضت مسرحيتهما “أنتيغون شاتيلا”، التي تتحدث أيضا عن النساء، وعن مصير النساء السوريات، اللاتي تم إيواؤهن في المخيم الفلسطيني الموجود في العاصمة اللبنانية، في الوقت الذي وقعت فيه مجزرة شاتيلا.
لكن هذا العمل أصبح موازياً لواقع السوريين، أو السوريات تحديداً، فقد عايشت إحدى ممثلات المسرحية في حياتها الخاصة، شيئاً مشابهاً لما عايشته أنتيغونا في النص الأصلي، وقال أبو سعدة “فقدت شقيقين لها، ولم تستطع دفن أحدهما، ومع ذلك، لم تخبرنا إلا في وقت لاحق في إحدى البروفات”.
واليوم ستعرض في برلين، المأساة الثالثة من نصوص يوربيدس، “إيفيجينيا”، التي وضعاها الكاتب محمد العطار، والمخرج عمر أبو سعدة، السوريان، في إطار قصص النساء السوريات في ألمانيا.
وإيفيجينيا، في النص الأصلي، هي التي ضحى بها والدها من أجل انتصار اليونانيين في الحرب.
يرى كل من أبو سعدة والعطار أوجه التشابه المشتركة في حياة الفنانات والراويات السوريات في مسرحيتهما، فهن واجهن ذات المصير في اللجوء، حيث لا توجد أي واحدة منهن أتمت تعليمها المسرحي.
وقال المؤلف محمد العطار: “كلهن قمن بالتضحية، لقد تركن أسرهن وبيئتهن، واضطررن إلى ترك دراستهن، لقد عدن خطوتين إلى الوراء في حياتهن المهنية، وقد غادرن وطنهن اضطراراً، إما لإنقاذ حياتهن، أو لجعل عبء الحياة أسهل على الآخرين”، لقد استطاع النص الأصلي القديم أن يقدم صوتهن وتوجهاتهن.
وسوف يعرض في بيت ثقافات العالم في برلين، قبل أسبوع واحد من العرض الأول لمسرحية “ايفيجينيا”، العمل المشترك أيضاً للشابين “حلب، صورة الغياب”، المبني بلغة قوية، والمعتمد على الذاكرة السردية، وهذا العرض يأتي ضمن فعالية تحمل اسم: “لماذا نحن هنا الآن؟”.
وقد سخر العطار صور خرائط المدينة التي تعرضت لقصف عنيف في الحرب، مترافقة مع مقتطفات من حديث لسكان حلب، وسوف يشارك في العرض ممثلون وممثلات، يديرهم عمر أبو سعدة، في العرض الحميمي لإحياء المدينة، التي لم تعد موجودة في كثير من أجزائها.
وفي ثلاثية أبو سعدة والعطار، استطاعا لفت الانتباه أيضا إلى جانب نادراً ما يروى في جميع تقارير الحرب، وهو الكفاح الشديد المضاعف للنساء في سوريا.
يقول العطار حول ذلك: “تقاتل النساء في سوريا أكثر من الرجال، لأنهن يكافحن ضد السلطات السياسية، وضد القمع الاجتماعي والأنظمة الأبوية والتمييز”.
هذه الأعمال المعدلة، والتي تم تطويرها جنباً إلى جنب مع اللاجئات السوريات القادمات من ولايتي برلين وساكسونيا، يعد أيضاً اختباراً بالنسبة لمحمد العطار، حيث يمكن من خلال ذلك إثبات أن فن المسرح ما يزال قادراً على رواية المشاكل الحالية بشكل كاف، وعمق روحاني.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مواعيد عرض “حلب، صورة الغياب”: 21.9 في الساعة السادسة والسابعة مساء.
22.9 و 23.9 ، من الساعة الرابعة عصرا إلى الساعة الثامنة مساء، في بين الثقافات في برلين، John-Foster-Dulles-Allee 10.
“حلب. صورة الغياب “: 9/29، 6 مساء، 7 مساء، و 8 مساء. 22، 23، 14، 15، 16، 18، 7 م و 8 م، بيت العالم الثقافات، جون فوستر شارع دولس 10، تيرغارتن. القبول 8، مخفض 6 €
“إيفيجينيا”: 30.9. – 2.10، 8 مساء.
3.10، 6 مساء
العنوان: Hangar 5, Platz der Luftbrücke 5, Tempelhof
المصدر : Zitty[ads3]