مصر : كشف سر بناء الهرم الأكبر بعد أن حير العلماء لقرون
كان لغز بناء هرم الجيزة الأكبر “خوفو” في #مصر يشغل علماء الآثار لمئات السنين، قبل أن يكتشفوا دليلاً يظهر كيف تمكّن المصريون عام 2600 قبل الميلاد، من تشييد أقدم عجائب الدنيا السبع.
واكتشف علماء الآثار بردية قديمة ومركباً لإقامة المراسم، ونظاماً مبتكراً لمحطات المياه، يوضح كيف استطاع بناة الهرم آنذاك، نقل كتل من الحجر الجيري وحجر الصوان تزن الواحدة منها 2.5 طن (نحو 2268 كيلوغرام)، لمسافة 500 ميل (نحو 805 كم)، لبناء مقبرة الملك خوفو.
وهرم خوفو هو أكبر الأهرامات على الإطلاق، بطولٍ يصل إلى 481 قدماً (نحو 147 متراً)، وفق ما اورد موقع هافينغتون بوست بنسخته العربية، وظل حتى العصور الوسطى أكبر بناء شيده الإنسان على وجه الأرض.
اكتشاف العلماء الذي ساعد في تسليط الضوء على البنية التحتية التي أنشأها بناة الهرم، سيتم الإعلان عنه مساء 24 سبتمبر/أيلول 2017، في الوثائقي “Great Pyramid: The New Evidence” على القناة الرابعة البريطانية.
ويظهر الاكتشاف أنَّ آلاف العمال المهرة نقلوا 170 ألف طن (154,221,406 كيلوغرام) من الحجر الجيري عبر نهر النيل، في مراكب خشبية مربوطة سوياً بواسطة حبال، من خلال نظام قنوات أُنشِئَ خصيصاً، يُفضي إلى ميناء داخلي على بعد أمتار قليلة من قاعدة الهرم.
وعُثِرَ أيضاً على لفافة من ورق البردي في ميناء وادي الجرف، أضافت رؤية جديدة للدور الذي لعبته المراكب في بناء الهرم.
ووفق ما ذكرت صحيفة ديل ميل البريطانية، فقد كُتِبَت هذه البردية بيد ميري رع، والذي كان مشرفاً مسئولاً عن 40 من أمهر العمال.
وتعد هذه البردية التقرير الوحيد المكتوب بخط اليد عن بناء الهرم الأكبر، وتصف بدقة كيف نُقِلَت أحجار الجير من طرة إلى الجيزة، ويصف ميري رع أيضاً في يومياته كيف شارك فريقه في تغيير المنظر الطبيعي، عن طريق فتح الخنادق العملاقة لتحويل مياه النيل وتوجيهها إلى الهرم عبر قنوات صناعية.
كما سيتضمن الوثائقي على القناة الرابعة أيضاً فريقاً آخر من علماء الآثار الذين اكتشفوا قارباً صُمِّمَ خصيصاً ليقوده خوفو في الآخرة، مما يطرح رؤىً جديدة عن بناء السفن في ذلك الوقت.
طريقة نقل الحجارة للهرم
ورغم أنَّ المعروف منذ وقتٍ طويل أنَّ حجر الصوان المستخدم في الحجرات الداخلية نُقِلَ من أسوان التي تبعد 533 ميلاً (نحو 858 كم) عن الجيزة، وأنَّ الحجر الجيري المستخدم في تغطية الهرم نُقِلَ من طرة التي تبعد 8 أميال (نحو 13 كم) عن الجيزة، اختلف العلماء حول طريقة نقل الأحجار.
واكتشف مؤخراً عالم الآثار الخبير مارك لينر دليلاً على وجود ممر مائي مفقود يمر تحت هضبة الجيزة. وقال لينر: “حددنا حوض القناة المركزي الذي نعتقد أنَّه كان منطقة التسليم الرئيسية عند سفح هضبة الجيزة”.
وقام فريقٌ من المتخصصين بترميم الألواح الخشبية قبل مسحها بواسطة ليزر ثلاثي الأبعاد لتحديد كيفية تجميعها. واكتشفوا أنَّها خيطت سوياً بعُقدٍ من الحبال.[ads3]