دويتشه فيله : وضع النساء اللاجئات في ألمانيا .. صعوبات جمة

اثنان من بين ثلاثة لاجئين في ألمانيا هم من الرجال، ومن الراجح أن يكون عمرهم أقل من ثلاثين سنة ووحيدين بلا عائلة. ويمكن للاجئ الشاب أن يشارك في دروس الاندماج التي يتعلم فيها اللغة ويتعرف على عادات العيش، إذ يتعلم كيف يكتب طلبا من أجل العمل ويحصل على معلومات حول سبل التكوين المهني أو البحث عن سكن. فهو مرن وله وقت فراغ كاف.

لكن بالنسبة إلى النساء المهاجرات نجد صورة مغايرة: فعدد كبير منهن لهن أطفال، والكثير منهن جئن إلى ألمانيا من خلال لم الشمل العائلي. وإلى جانب الفرار من الحرب والإرهاب، هربن في الغالب من العنف الجنسي والزواج القسري أو جرائم الشرف. ونسبة هؤلاء النساء تكبر في كل عام: ففي عام 2015 وصلت نسبتهن إلى 30 في المائة لتصبح هذا العام (2017)، بحسب تحليل لمكتب الهجرة واللاجئين نحو 40 في المائة.

وغالبا ما يكون صعبا العثور على سكن آمن وعروض تكوين وتواصل اجتماعي لهؤلاء النساء، فيما تركز مندوبة الحكومة لشؤون الاندماج على دعم اللاجئين الذين يحتاجون إلى حماية، خاصة لتقوية تقرير مصير النساء الهاربات، ولهذا الغرض تتوفر أكثر من خمسة ملايين يورو في عام 2017.

نقص في الأمن داخل السكن

وتفيد منظمات مدافعة عن حقوق النساء بأن هناك نقصا في السكن، وفي هذا الإطار تنتقد يسيكا مصباحي من منظمة “مديكا مونديال” الوضع قائلةً إن النساء والرجال يعيشون جنبا إلى جنب في مساكن ضيقة، وقلما توجد إمكانيات النوم المعزولة أو المراحيض المنفصلة. “الكثير من النساء يجدن أنفسهن أمام تهديد العنف الجنسي من قبل لاجئين أو موظفين في تلك المساكن”، كما تشير يسيكا.

والنساء الموجودات في هذا الوسط لا يجرؤن على الحديث عن موضوعات مثل العنف الجنسي بحيث أنهن يخشين فقدان الحماية. وبالنظر إلى هذا الوضع السيء تطالب مصباحي بمشاريع الحماية من العنف مثل أماكن تقديم الشكاوى وعاملين مدربين، بحيث يكون من الملزم إصدار قوانين تلزم الولايات والبلديات باتخاذ تلك التدابير، خاصة وأن الوسط الآمن مهم بالنسبة إلى الاندماج.

محشيد نجفي من قسم الاستعلامات والمشورة للمهاجرين تعتبر أن السكن لبنة أساسية لاندماج ناجح. وفي المقام الثاني يأتي التطبيب. وفي مارس الماضي (2017) كشفت دراسة لمستشفى “شاريتيه” أن النساء المهاجرات لا يحصلن على رعاية كافية لمعالجتهن من الصدمات النفسية. وغالبا ما تفشل الجهود في هذا الإطار. ولا ترى نجفي تحسنا يُذكر.

بدون رعاية الأطفال لا مشاركة في دروس الاندماج

وتتمثل خطوة إضافية في رعاية الأطفال، فبدون المساعدة في هذا المجال يطول موعد المشاركة في دروس الاندماج وبالتالي تعلم اللغة. فمنذ مارس الماضي فقط يعرض مكتب الهجرة واللاجئين إمكانيات رعاية الأطفال ـ وربما ذلك هو السبب في أن النساء يشكلن إلى حد الآن فقط ربع مجموع المشاركين في دروس الاندماج.

ويشير بعض الخبراء إلى أن النساء لا تنقصهن الهمة ولا الكفاءة، ففي التكوين المدرسي مثلا لا توجد فوارق كبيرة، خلافا لما يُعتقد. ومستوى التكوين المنخفض عند النساء لا يحق أن يكون عاملا حاسما في المشاركة في سوق العمل، علما أن النساء يتمتعن بقوة تحفيزية كبيرة.

وتفيد الإحصائيات أن 85 في المائة من مجموع النساء القادمات إلى ألمانيا بين عامَيْ 2013 و 2016 يخططن لمزاولة عمل. ويوصي الخبراء بضرورة الاستفادة من هذه الهمة، وبالتالي يكون من الضروري فتح المجال للنساء من خلال تأمين الرعاية الطبية فيما يتصل بالصدمات النفسية ومنح إمكانية السكن الآمنة ورعاية الأطفال لتغطية الحاجيات الضرورية قبل المشاركة في دروس تعلم اللغة وولوج سوق العمل.

وتدابير مكتب الهجرة واللاجئين، مثل دروس الاندماج الخاصة بالنساء أو رعاية الأطفال، تبين أنه يتم التعامل مع هذه الحاجيات. وتفيد يسيكا مصباحي الباحثة في شؤون الهجرة أن هذه الإجراءات وجب أن تحصل مبكرا، والسبب يعود في ذلك للنقص في الإحصائيات حول النساء اللاجئات، إذ لا يُعرف الكثير عنهن. وتقول مصباحي إنه وجب الانتباه ليس فقط لمشاكل هؤلاء النساء، بل أيضا لقدراتهن التي تبقى ذات أهمية كبيرة بالنظر إلى عملية الاندماج.

هلينا فايزه – دويتشه فيله[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها