في ألمانيا : التدريب المهني يعيد لاجئين سوريين إلى نقطة البداية .. محام يتعلم الطبخ و طالب رياضيات يرعى المسنين
يبدأ معظم اللاجئين السوريين في ألمانيا حياتهم الجديدة، بعيداً عن مهنهم الأساسية، أو تحصيلهم الدراسي، وذلك بعد الخضوع لدورات التدريب المهني.
الموقع الإلكتروني لصحيفة “ميتلبايريشه” الألماني، تحدث، بحسب ما ترجم عكس السير، عن حياة لاجئين سوريين، الأول يعمل في دار رعاية المسنين، والثاني في الطبخ.
حيان حكيمة، شاب سوري يبلغ من العمر 20 عاماً، ينحني للسيدة المسنة الجالسة على كرسي متحرك، ويضع ذراعه برفق حول كتفيها، ويسألها: “كيف حالك اليوم؟ هل نمت جيداً؟”، تبتسم له المرأة وتبدأ حديثها معه.
هذه اللحظات هي أكثر ما يحبه حيان في مهنته الجديدة، التي تقوم على مساعدة أشخاص آخرين، وذلك ببساطة، عن طريق الاستماع إليهم بانتباه.
ووفقاً للموقع، فإنه منذ الأول من شهر أيلول الحالي، بدأ الشاب تدريبه المهني في رعاية المسنين، في دار إليزابيث، في مدينة شفاندورف، التابعة لولاية بافاريا، وقد بدأ خمسة شبان، في ذلك التاريخ، تعليمهم المهني هناك.
حيان ليس الشاب السوري الوحيد في الدار، حيث يوجد أيضاً سامي صالح (35 عاماً) أيضاً، وقد كان سامي محامياً في سوريا، وبدأ الآن تدريبه المهني كطباخ في دار رعاية المسنين.
ويبدي مدير الدار، إيغون غوتشالك، سعادته بالمتدربين الشابين، الملتزمين للغاية بالتعلم، معتبراً أنه ليس من السهل العثور على مرشحين مناسبين للوظائف في المجال الاجتماعي.
وقال غوتشالك: “نحن بحاجة إلى الاندماج في سوق العمل الألماني، أنا سعيد جداً بالشابين”.
وقد أقنع المتدربان المدير بسرعة كبيرة، في البداية، أكمل حيان تدريباً مؤقتاً في الدار، ثم عمل كمساعد تمريض لعدة أشهر، وكانت لديه فرصة كبيرة لإثبات قدراته، يقول غوتشالك: “لقد أثبت الشاب كفاءته في التعامل مع المسنين”.
وكان الشاب قد بدأ دراسته في كلية العلوم (قسم الرياضيات) في دمشق، لكن الخوف من الحرب اضطره إلى تجميد جميع خططه السابقة، وحمله إلى المجيء لألمانيا قبل عامين، يقول الشاب: “لقد كان هذا القرار الأصعب في حياتي، ولكن كان علي أن أفكر بمستقبلي”.
يشعر حيان بين زملائه في دار إليزابيث، بأنه في أيد أمينة، ولم يندم الشاب على قراره في العمل بمجال رعاية المسنين، وبأنه لم يواصل دراسته.
أكثر ما يعجب الشاب في هذه المهنة هو الحديث مع المسنين عن تجاربهم عندما كانوا في سن الشباب، ويستطيع الشاب أن يتفهم معايشتهم للحرب، والتربية الصارمة التي تلقوها.
وعلى الرغم من كل ذلك، توجد مشاكل في التواصل، يقول حيان: “نزلاء الدار محترمون، ويتحدثون اللغة الفصحى حين أطلب منهم ذلك”، (AksAsler.com)، ولكن هذا لا يحدث كثيراً، لأن الشاب يتحدث الألمانية بشكل ممتاز، ويعمل بمساعدة الأصدقاء على تحسين تعلمه للهجة المحلية.
وحين يتم الشاب تدريبه الذي سيستمر لثلاث سنوات، وربما قبل ذلك، يريد أن يحقق حلمه الآخر، وهو بناء أسرة.
يعرف حيان بأن سن العشرين يعتبر مبكراً لإنجاب طفل بالنسبة للألمان، لكن هذا يعد رغبة قوية بالنسبة له، وهذا أيضاً هو حلم زميل حيان، سامي صالح، الذي وصل إلى ألمانيا أوائل العام 2015، وأكمل دورة الاندماج، وبعد ذلك أتم تأهيلاً لمدة سبعة أشهر للمبتدئين، من أجل البدء لاحقاً بتعليمه المهني في مجال الطهي.
وكون سامي رجل مسلم، توقع المدير بأن تكون هناك مشاكل في المطبخ، لذلك سأل الشاب على الفور ما إذا كان من الصعب عليه التعامل مع لحم الخنزير، ولم يفكر سامي كثيراً قبل أن يجيبه باستعداده على التكيف دون قيود مع المطبخ الألماني.
يسافر سامي يومياً بالقطار، من مكان إقامته الحالي في مدينة نابورغ، إلى شواندورف، حيث توجد دار رعاية المسنين، وقد أصبح زملاؤه أسرة جديدة بالنسبة له، كما يقول.
ولم يكن قرار مغادرة دمشق والهروب إلى أوروبا قراراً سهلاً بالنسبة له، فقد تخرج من كلية الحقوق، وعمل محامياً هناك، لكنه كان يعلم أن هذه الشهادة لن تساعده كثيراً في ألمانياً، لذلك لم يستسلم لمخاوفه المستقبلية، وبدأ مهنته الجديدة.
وبخصوص السنوات الثلاث المقبلة، التي سوف يتم فيها تأمين مستقبل سامي وزميله حيان في ألمانيا، فإن الأخير يبدو متفائلاً جداً، في حين يرى سامي بأنه يجب أن يناضل من أجل تأمين سبل العيش، فقد اضطر الرجل للبدء من نقطة الصفر، وما يزال يخشى، على حد قوله، من خسارة كل شيء مرة أخرى.
المصدر : Mittelbayerische[ads3]
هدول ولاد بلدي ،الله يحميكم ويسرلكم أموركم ، وعقبال الثرثرية بلكي بيعقلو وبيصيروا متلكم.
تعليم نظام الاسد فاشل و مضيعة للوقت . بينما بسنتين تعليم حقيقي . تنجح بالحياة و تحصل مال كثير .