هل كاميرا ” غوغل كليبس ” جهاز تجسس من الدرجة الأولى ؟

على الرغم من تأكيدات شركة غوغل بأن كاميراتها الذكية للذكاء الاصطناعي “كليبس” آمنة وصممت خصيصاً للآباء والأبناء، إلا أن خبراء الأمن المعلوماتي وبعض العائلات لديهم مخاوف عديدة بشأن “التصوير المستمر بلا توقف”.

يقول الخبير الأمني كريس روبرتس رئيس القسم الأمني لدى شركة “أكاليفو تكنولوجيز” الأمريكية للحلول الأمنية ناقداً كاميرا غوغل: “هل نحن كبشر بحاجة حقاً إلى التقاط العديد من الصور لأنفسنا ولحظاتنا طوال الوقت من دون داع أو سبب، وهل تثبيت جهاز في الزاوية والتقاط صور طوال اليوم سيحمي فعلاً من التدخل والتطفل”، بحسب موقع “فينشر بيت”.

وأضاف كريس وفق ما اوردت شبكة ” 24 ” الإماراتية: “وإذا كانت الصور ولقطات الفيديو القصيرة ذات الـ 7 ثوان غير مؤذية لبعض المستهلكين، يبقى سؤال كيف يمكن استغلال الجهاز من قبل القراصنة والمخترقين في الأماكن العامة؟”، مشيراً إلى أن المستخدمين غير قلقين حقاً عن خصوصيتهم وخصوصية أطفالهم، ليضعوهم أمام كاميرا لا تتوقف عن التصوير، ودفع المزيد والمزيد على التكنولوجيا لاختراق منازلنا واقتحام خصوصيتنا، ملمحاً إلى خطورة هذا النوع من الكاميرات سهلة التثبيت في الحقائب أو الملابس داخل المدارس والحدائق والمطاعم، وتوقع سيناريوهات أسوأ حدوثاً في المستقبل داخل “مجتمع المراقبة”.

ويسلط الخبير الأمني دان لوهرمان لدى شركة “سيكيوريتي مينتور” المتخصصة في التوعية الأمنية المبتكرة، الضوء على خطورة استخدام هذا النوع من الكاميرات داخل غرف خلع الملابس أو الأماكن الخاصة والسرية، متسائلاً: “كيف يمكن للذكاء الاصطناعي حينها تمييز اللحظات الخاصة؟، وفقاً لما ورد في موقع “كمبيوتر ورلد”.

بالإضافة إلى أن فكرة توجيه الكاميرا على وجوه البشر “غير مريحة ومربكة” للعديد منهم، سواء في الأماكن العامة، أو حتى للآباء والأبناء، تلك الشريحة التي تستهدفها غوغل على الأقل في نسختها الأولى من نظارتها الذكية، لا تروقهم فكرة تصوير أطفالهم، فهو كما وصفه البعض “تدخل سافر” في شؤون حياتهم العادية، وهؤلاء الأبناء ببساطة بإمكانهم أيضاً التوقف عن أفعال يعرفون أنها تثير غضب الوالدين لمجرد معرفتهم بأن هناك جهازاً يصورهم باستمرار.

ويرى الخبراء الأمنيون، أنه على الرغم من توافر عدد من الكاميرات بنفس مفهوم كاميرا غوغل، إلا أن “كليبس” قد تثير المخاوف بسبب ذكائها الاصطناعي، والاحتمالات الممكنة مع رصد البيانات وليس الصور فحسب، فالتعلم الآلي المراقب يستند إلى البيانات التي يخزنها أولاً بأول حتى تكوّن له مرجعاً، من خلال المراقبة والتسجيل وصولاً إلى التمييز بين الوجوه المألوفة من غيرها.

وبذلك تستطيع كاميرا غوغل للذكاء الاصطناعي التعرف على سلوك “مشكوك فيه” والإبلاغ عنه لتستخرج الصورة لاحقاً بسهولة وتصبح وثيقة رسمية أو إثباتاً.

ويخلص الخبراء الأمنيون إلى أن إضافة غوغل الذكاء الاصطناعي إلى كاميراتها يمكن أن يكون شيئاً مفيداً بالاستفادة من بيانات الكاميرا، لكن من دون مخاطر اختراق الخصوصية.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها