عقبال المئة سيدي بوتين !

عندما تُفتح تلك الابواب القيصرية المذهبة والفخمة، يتقدّم الرئيس بخطوات رشيقة متمايلة ومنمقة فيها شيء من اناقة الباليه وشيء من خفة النمر المتحفّز، شيء من فن التسلل الذي يغلب على سلوك الجواسيس. وعندما تُفتح الأبواب العملاقة، يتقدم فلاديمير بوتين وحيداً دائماً، وكأنه يصل للتوّ من عالم مُغلق يفيض بهيبة الغموض، شيء من نيكولاي الثاني، وشيء من إيفان الوسيم، وشيء من إيفان الرهيب، شيء من جوزف ستالين وشيء من ميخائيل غورباتشوف، لكن فلاديمير لينين الواقف هناك لا يخفي حبوره بهذا الابن الشاطر.

يوم السبت الماضي احتفل بوتين بعيد ميلاده الخامس والستين، شاب متوقد يستطيع القفز وإطاحتك أرضاً بحركة تايكواندو، لكنه على رغم أنه كان يستقبل الملك سلمان، لم يغيّر عادته فهو يحتفل بعيد ميلاده دون التوقف عن العمل، وهو القائل “عندما لا أعمل، أعمل من جديد”.

“عقبال المئة سيدي بوتين”، لكن بوتين كما يكشف دميتري بيسكوف، مشغول بأشياء أخرى، إجتماع أعضاء مجلس الأمن الروسي، ومتابعة خطط الهجوم الروسي الذي يتقدّم على محاور سياسية كثيرة فوق خريطة التوازنات الدولية.

مع دونالد ترامب الغارق في التغريد على “تويتر”، تستطيع سيدي الرئيس بوتين ان تتقدم بيسر وعبر أبواب أخرى من أوكرانيا الى سوريا، وصولاً الى اللعبة السياسية في أميركا والدول الغربية، حتى لو جنّ جنون هيلاري كلينتون.

احتفظ في مكتبي بصورتين لبوتين واحدة تُظهره سيد المَكر بلا منازع، وهو يستقبل إنغيلا ميركل ويُرهِبها بجلوس كلبه الضخم اللابرادور “كوني” الذي كان يراقبها وهي تتعرق من الحرج والارتباك، والثانية تظهر وجهه بطريقة متدرّجة ليبدو في النهاية مثل الموناليزا، ولا أبالغ إذا قلت إن بوتين يبدو الزعيم الأقوى في هذه الحقبة الحافلة على المستوى الدولي، والحديث عن تدخله في الانتخابات الأميركية يفيده من خلال إظهاره صانعاً لرئيس أميركا أكثر منه متدخلاً أو مزوراً للانتخابات!

أفضل كتاب قرأته عن بوتين هو للديبلوماسي السابق فلاديمير فيديروسكي بعنوان “بوتين المسار السري … من هو بوتين”، وفيه يُحدّد له خمسة وجوه متناقضة، الأول يأتي من “كي جي بي” حيث خاض مغامراته مع ذلك الجهاز و”في إطار من حكايات العفاريت حيث كان يحلم بأن يكون جيمس بوند الروسي”، والثاني من بطرسبرج التي رسمت صورته، الثالث من ألاعيب كواليس السياسة التي دفعته الى الرئاسة، الرابع من رجل الدولة في الكرملين، الخامس من حزمه في العمل لإحياء دور موسكو بعد إنهيار الشيوعية! بعد ١٥ سنة من حكمه تقول “الانديبندنت” العالم لا يزال يجهل من هو بوتين “الشخصية التي لا تنتهي”، والتي يقال إن ثروته تراوح بين ٧٠ و٢٠٠ مليون دولار… سيدي الرئيس كل عام وأنت بخير.

راجح الخوري – النهار[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫3 تعليقات

  1. ربما يكون السيد بوتين اكبر كذبة في التاريخ الحديث، لا ادري من يريد له ان يكون دونكي شوت العصر، و لكن انا متأكد ان من يفعل ذلك هو اكبر من روسيا و امريكا.

    1. جميعهم أدوات بيد النخبة العالمية المحتجبة و التي تظهر تارة في الكارتلات العملاقة و تارة بحكومة بيلديربرغ و تارة … وتارة …