ألمانيا : إقبال على التلقيح الاصطناعي للحصول على ماشية مميزة
يتمتع الثور الفحل ميسان بجينات مميزة تجعل الطلب على نسله كبيرا. ويتم جمع سائله المنوي مرتان خلال الأسبوع بهدف التلقيح الاصطناعي للأبقار. ويقول مدير شركة “ماستريند” لتربية الأبقار بمدينة فردن الألمانية، رالف ستراسيمير، “عملنا الرئيسي هو بيع السائل المنوي للثيران”. وتعتمد التربية الحديثة للماشية بشكل كبير على التلقيح الاصطناعي. ففي ألمانيا وحدها هناك 12.4 مليون رأس ماشية تنتج 4.2 مليون منها لإنتاج الألبان. ومعلوم أن البقرة لا تنتج الألبان إلى بعد ولادة عجل صغير، والتزاوج الطبيعي في المراعي أصبح أمرا نادرا.
ويشير الخبراء إلى أنه هناك عدة طرق لجمع السائل المنوي من الثيران في نشاط تربية مواشي الألبان. وعادة ما تمتطي الفحول بقرات دمى، وهي عبارة عن هيكل مغطى بجلد البقر بهدف محاكاة مؤخرات البقر، حيث يتم قذف السائل المنوي في أنبوب مطاطي يعمل كمهبل اصطناعي. هذا وهناك أيضا طريقة أخرى لجمع السائل المنوي من الثيران، إذ يتم السماح للثور بامتطاء آخر يكون بمثابة “مثير”، ويكون هناك عامل يحول القضيب إلى أنبوب مطاطي في اللحظة المهمة. ويوضح ستراسيمير أن هناك نحو 4.5 مليون عينة مخزنة حاليا في شركته.
ويتراوح سعر الثور الواحد ما بين عشرة آلاف يورو إلى 50 ألف يورو. ومن الممكن أن يصل إلى 100 ألف يورو في حال كان الثور متميزا. ويقول مسؤول التربية في “ماستريند”، جوزيف بوت “صحة الثور هي ثروتنا الكبرى، يتعين ألا ينقل أية أمراض”. وكانت تقنية التلقيح الاصطناعي قد بدأت في ستينيات القرن الماضي، وانتشرت بصورة متزايدة في تربية الماشية. ومن بين أسباب انتشارها الحفاظ على صحة الحيوانات. وفي هذا الإطار، يوضح بوت “كانت الثيران ناقلة مثالية للأمراض… وكانت هناك مخاوف من الأمراض التناسلية”.
ولا تنجح كل محاولات التخصيب الاصطناعي، التي تتم عن طريق إدخال قضيب معدني يحتوي على السائل المنوي عبر مهبل البقرة إلى عنق الرحم. ويتعين أن تكون البقرة مستعدة للزواج، وعادة ما تكون الفترة الزمنية لذلك قصيرة. وإجراء محاولتين أو ثلاثة ليس أمر استثنائيا.
ولمعرفة البقرة المنتجة الجيدة للألبان، لابد من استعراض السلالات إذ تتنافس الأفضل في ما بينها. فالضروع ينبغي أن تكون كبيرة وتتدفق إليها الدماء. كما أن مكان الحلمات واتساع الحوض أمور مهمة، حيث يُعد هذا الأمر الأخير مؤشرا على ما إذا كانت البقرة ستضع عجلها بسهولة. من جهة أخرى، تعارض المهندسة الزراعية والمتخصصة في تربية الدواجن والماشية بمنظمة “بروفيه”، ستيفاني بويبكن، ممارسات تربية الماشية اليوم. وترفض ستيفاني استعمال القسوة مع الحيوانات مؤكدة أن التركيز ينصب بصورة هائلة على زيادة الإنتاج إلى الحد الأقصى.
وفي سياق موازي، تشير بويبكن أن الأبقار عالية الإنتاج لم تعد قادرة على الحصول على جميع احتياجاتها الغذائية في المراعي. وتضيف أنه يتعين الحصول على مواد مركزة وحبوب وفول صويا بهدف ضمان الحصول على إنتاج من اللبن يتجاوز العشرة آلاف لتر سنويا للبقرة. وتتركز 45% من الصفات الوراثية للحيوانات، التي يربها المزارعون على الإنتاج، بينما تتركز 55% على حالة الحيوانات.
وتفضل بويبكن الماشية “ثنائية الغرض”، وهي الأبقار التي تنتج كلا من اللبن واللحم. فبينما يكون اللبن أقل، تكون الأبقار أكثر قوة. وتقول بويبكن في هذا الإطار “كانت هناك ماشية ثلاثية الأغراض، وهي التي تشارك في أعمال الحقل أيضا”.
هذا ويصل معدل استبدال الماشية في ألمانيا إلى 30%، وهو ما يعني أن المربين يستبدلون 30% من قطيعهم سنويا. وهناك أسباب لذلك منها مثلا انخفاض معدلات التلقيح وإنتاج اللبن والعمر وكذلك صعوبات في الولادة. وتهدف جينات فحل الثور إلى نقل الكثير من الصفات الإيجابية قدر المستطاع إلى الإناث من ذريته مثل نسب البروتين والدهون في إنتاج الألبان وصحة الضروع وتيسير عمليات الولادة وتقليل الإجهاض. جدير بالذكر أن سعر عينة السائل المنوي يتراوح من عشرة إلى 30 يورو. ويتعين قبل الشحن عزل كل عينة على حدة وفحصها بدقة للتأكد من جودتها في المختبر. (DPA-DW)[ads3]