تناول كيم كارديشيان لها لا يعني أنها مفيدة .. خبراء يحذرون : ” المشيمة ” مليئة بالسموم

كثيراً ما أُشيع عن العجائب الغذائية لتناول هذا العضو الإسفنجي الرخو الذي يربط الجنين النامي في أحشاء المرأة بجدار الرحم خلال فترة الحمل، ويُمده بالغذاء والأكسجين عبر الحبل السري.

هناك عدد كبير في واقع الأمر من الخبراء الذين يؤكدون أن فكرة تناول المشيمة فكرة سيئة للغاية، بحسب موقع Science Alert، رغم تناول عدد من الفنانين لها، مثل كيم كاردشيان، وجانيوري جونز، وميايم بباليك.

وكانت كيم كاردشيان أعنلت أنها تناولت مشيمتها بعد الولادة، عبر حسابها في تويتر، وأوردت الأسباب التي دفعتها لتناولها المشيمة بعد إنجابها طفلها الثاني، وقالت كاردشيان بموقعها إن تناولها المشيمة “لا يعني أنني سأقوم بقليها أو شيّها”؛ بل إن العملية تتمثل بتجفيف المشيمة وتجميدها ووضعها في حبوب لتسهيل تناولها، ونشرت صورة وعاء يحوي هذه الحبوب عبر حسابها في تويتر، بحسب شبكة CNN.

يزعم أنصار تناول المشيمة -وهي ممارسة تُعرف باسم “Placentophagy”- أن قدرتها فائقة على علاج كل شيء، بداية من نقص الحديد، وصولاً إلى اكتئاب ما بعد الولادة، وفق ما ذكر موقع هافينغتون بوست بنسخته العربية، لكن هناك مشكلة واحدة؛ وهي أنه لا أساس علمياً تستند إليه هذه المزاعم، وذلك حسب دراسة قُدمت في هذا الصدد.

ليس هناك دليل فعلي على الإطلاق يؤكد صحة هذه الممارسة، وذلك حسب نتائج “تحليل ميتا” 2015 الذي أجراه باحثون في مركز Northwestern Medicine led بقيادة سينثيا كويل.

فقد دقق الباحثون في 10 دراسات حالية تتناول ممارسة الـPlacentophagy-أو تناول المشيمة، أُجريت على الإنسان والحيوان. وخلصوا إلى أنه ليس هناك ضرورة تقتضي تناول المشيمة بالنسبة للإنسان، عكس ضرورتها البيولوجية بالنسبة للثدييات الأخرى غير الإنسان، فقد أشارت الدراسات إلى بعض فوائد تناول المشيمة بالنسبة للقوارض وفئران التجارب، مثل تنظيم الهرمونات وتخفيف الألم.

أدى ذلك بطبيعة الحال إلى استنتاج أن ثمة فوائد مشابهة تحدث للإنسان، ولكن، وفقاً لما أظهره “تحليل ميتا” الذي أجرته كويل، فإن الأمر ليس بهذه البساطة؛ لأن الدراسات التي تُجرى على الحيوانات، لا يمكن تطبيق فوائدها ببساطة على الإنسان.

خلال العام الماضي، أُجريت دراسة مزدوجة باستخدام العلاج الوهمي على 23 مشاركة، توصلت إلى أن تناول المشيمة يتمتع بسمعة جيدة كمصدر ممتاز للحديد بشكل مبالغ فيه.

وعند مقارنة النتائج بتناول حبوب وهمية تحتوي على عنصر الحديد بنسبة أقل بـ15%، أظهرت حبوب المشيمة اختلافات طفيفة في مستوى الحديد.

تتضح هنا بعض آثار الدواء الوهمي، والتي تؤثر إيجابياً على الحالة المزاجية، ومعدلات الحديد، والرضاعة، والطاقة العامة للجسم والتي أشارت إليها المؤيدات لهذه الممارسة. بينما لم تثبت صحة أي من هذه الأعراض في الدراسات السريرية.

يقول أليكس فار، طبيب أمراض النساء (من جامعة فيينا الطبية)، والذي شارك مؤخراً في إعداد ورقة بحثية بمشاركة فريق بحثي من جامعة ويل كورنيل الطبية: “من الناحية الطبية، ما المشيمة إلا نفايات عضوية”.

وأضاف قائلاً: “إن العناصر الغذائية مثل الحديد والسيلينيوم والزنك، غير موجودة بمقادير كافية في المشيمة. إلا أنه عُثر على تركيزات عالية من المعادن الثقيلة بالمشيمة، تتراكم طوال فترة الحمل”.

كما توصلت دراسة أُجريت عام 2016، إلى وجود مستويات من الزرنيخ والكادميوم والكوبالت والنحاس والحديد والرصاص والمنجنيز والزئبق والموليبدنيوم والروبيديوم والسيلينيوم والسترونتيوم واليورانيوم والزنك في أقراص المشيمة، بكميات لا تسبب أضراراً بتناول جرعة واحدة، إلا أنها قد تسبب أضراراً بالغة مع تزايد الجرعات.

تقول الورقة البحثية لفار وفريقه، إن سبب الصداع الذي أصاب نسبة 4% من المشارِكات في دراسة عام 2016 بعد تناولهن أقراص المشيمة، يرجع -على الأرجح- إلى المكونات السامة في هذه الأقراص.

إلا أن الأمور قد ازدادت سوءاً، ففي وقت مبكر من هذا العام، أصدر مركز مكافحة الأمراض في الولايات المتحدة الأميركية تحذيراً مهماً؛ إذ أشار إلى حالة متكررة الحدوث، يعاني فيها الأطفال الرضع الإصابة بمرض العقدية القاطعة للدر الدموي المهدد لحياة؛ بسبب تناول الأم أقراص المشيمة.

ولا توجد لوائح منظمة لكيفية تخزين وإعداد المشيمة، أو عن حجم الجرعة المناسبة. فبعض الشركات قد تجمدها وتجففها من الأمهات الجدد، ومن ثم تطحنها وتصنّعها على هيئة أقراص، ولكن عصارة المشيمة، وغيرها من الوصفات المنزلية، ليست واسعة الانتشار.

يقول فار إنه من المهم أن تكون الأمهات على علم كامل بكل المخاطر المحتملة، ويضيف فار، بما أن “المشيمة جزء من الأطفال حديثي الولادة، فإن تناولها يدخل في حيز تناول لحم البشر”.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها