دراسة : الإفراط في الرياضة ضار كنقصانها تماماً !

تشير دراسة أميركية طويلة الأمد، أجراها باحثون من جامعة إيلينويز في #شيكاغو ، إلى أن من يمارس #الرياضة بمعدلات تزيد على المعدلات الصحية التي حددتها منظمة الصحة العالمية يجازف بتعريض شرايينه للتكلس عند تقدمه في السن.

المعروف أن منظمة الصحة الدولية تنصح البشر بممارسة الرياضة بمعدل 150 دقيقة في الأسبوع، وهو المعدل الذي يضمن لهم البقاء بلياقة بدنية جيدة، وبصحة جيدة، ووزن جسم مناسب ورشيق.

فضلًا عن ذلك، وكما هو معروف من دراسات سابقة، من يمارس الرياضة بانتظام يطيل حياته الصحية بشكل أفضل من غيره، ويقلل تعرّضه للاكتئاب، بينما تؤدي قلة الحركة إلى البدانة وأمراض القلب والدورة الدموية والسكري والسرطان.

أجرى الدراسة فريق عمل تقوده الباحثة ديبيكا لادو، تابعت خلالها 3175 أميركيًا من الجنسين يمارسون الرياضة طوال 25 سنة من حياتهم، وفق ما اوردت صحيفة إيلاف، وتابع فريق العمل الوضع الصحي للمشاركين طوال ربع قرن من السنين. وحضر المشاركون في الدراسة مرات عدة أيضًا بين عامي 1985 و2011 إلى الجامعة، وتحدثوا عن تطور وضعهم الصحي، كما تابع الأطباء حالتهم الصحية بالأجهزة.

قسم الباحثون المشاركين في ثلاث مجموعات بهدف المقارنة. ضمت المجموعة الأولى الخاملين، الذين يمارسون الرياضة أقل من 150 دقيقة في الأسبوع، وضمت المجموعة الثانية اللائقين، الذين يمارسون الرياضة بالمعدل الذي حددته منظمة الصحة العالمية، وضمت المجموعة الثالثة الذين يبالغون بممارسة الرياضة بمعدل يزيد ثلاث مرات على معدل منظمة الصحة العالمية، أي بمعدل لا يقل عن 450 دقيقة في الأسبوع.

بعد نهاية الدراسة، أي بعد مرور 25 سنة، تراوحت أعمار المشاركين في الدراسة بين 43 و55 عامًا، وفحص الأطباء ما تراكم من تكلس في شرايينهم ويضيقها. معروف أن هذا التراكم هو الذي يسبب أمراض القلب والدورة الدموية، خصوصًا تضيق شرايين القلب وحصول الجلطات.

كتبت لادو في مجلة “مايو كلينيك بروسيدنغ” أن الجميع كان يتوقع أن وضع شرايين المبالغين في ممارسة الرياضة سيكون أفضل من وضع شرايين الخاملين الذين لا يمارسون الرياضة، لكن العكس كان الصحيح. إذ وجد تراكم التكلس في شرايين الذين يمارسون الرياضة بمعدل يزيد على 450 ساعة في الأسبوع، بعد مرور 25 سنة، أكبر مما هو في مجموعتي الدراسة الأخريين.

تكشف الدراسة أن خطر تكلس الشرايين بسبب فرط الرياضة كان أوضح كثيرًا في الرجال البيض قياسًا بالآخرين، بل إن خطر تكلس الشرايين لديهم كان أعلى بنسبة 86 في المئة من الآخرين.

وكان التراكم لدى النساء البيضاوات أكثر أيضًا، إلا أنه لم يكن خطرًا ولا مهمًا “إحصائيًا”، لأسباب مجهولة. كما ظهر من تحليل نتائج الدراسة أن شرايين سمر البشرة لم تراكم شيئًا يذكر من التكلس طوال 25 سنة، على الرغم من فرط ممارستهم الرياضة الأسبوعية.

كتب جمال رانا، الذي شارك في الدراسة من جامعة كاليفورنيا في سان فرنسيسكو، أن المرء لا يسعه سوى “التكهن” بأسباب الفوارق الجنسية والإثنية في العلاقة بين فرط ممارسة الرياضة وكثرة التكلس في الشرايين.

أضاف: “من الواضح جدًا أن ممارسة الرياضة بمعدلات زائدة تحدث توترًا في جدران الشرايين يشجّع عملية تراكم التكلس”.

أضاف رانا قائلًا إن فريق العمل لم يدرس علاقة التكلس الناجم من فرط الرياضة بالجلطات، وما إذا كان ذلك سيعرّضهم أكثر من غيرهم للجلطات.

وأشار إلى أن التكلس ربما يكون أكثر ثباتًا في جدران الشرايين مما هو لدى الآخرين؛ إذ إن التكلس لا يؤدي إلى تضييق الشرايين فحسب، وإنما يزيد أيضًا من خطر تجلط الدم أو انفلات قطع صغيرة من التكلس المتراكم تتحول إلى سدادات في شرايين القلب.

تؤكد لادو أن فريق العمل مصمم على البحث عن الردود على الأسئلة كافة التي بقيت معلقة عن علاقة فرط ممارسة الرياضة بالأمراض. والأكيد حتى الآن هو أن فرط الرياضة يؤدي إلى نتائج صحية معاكسة، خصوصًا لدى الرجال من بيض البشرة.

وحذرت لادو الناس من اعتبار نتائج هذه الدراسة مشجّعة على الخمول وعدم ممارسة الرياضة، وقالت إن ممارسة الرياضة بالمعدل المطروح من منظمة الصحة الدولية ضمانة للصحة وطول العمر.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها