لقاء مع عائلته بدمشق وتفاصيل تنشر لأول مرة عن الفشل الأمني الذريع .. ألمانيا: القصة الكاملة لـ “جابر البكر .. اللاجئ الشاب الذي تحول لإرهابي” وشنق نفسه (فيديو)
نشرت وسائل إعلام ألمانية، تقريراً تناول بشكل مفصل قصة جابر البكر، الاسم الذي هز ألمانيا بقصة تطرفه، وظروف انتحاره الغامضة، التي أثارت الكثير من الأسئلة حول طريقة عمل السلطات الأمنية الألمانية، وفشلها الذريع والمخجل من كافة النواحي.
الحلقة الوثائقية التي عرضت ضمن برنامج “exaxt”، المشترك بين قناتي “ARD” و “MDR”، كشفت عن حقائق عرضت لأول مرة، وتفاصيل لم يسبق الكشف عنها.
بدأ التقرير، بحسب ما اطلع وترجم عكس السير، من دمشق، في كانون الثاني عام 2015، حيث كان جابر البكر الشاب السوري البالغ من العمر 20 عاماً في ذلك الوقت، يعيش في العاصمة التي تشهد حرباً واشتباكات عنيفة.
جابر ينحدر من منطقة سعسع، التي تبعد 40 كيلومتراً عن العاصمة، هناك أجرى فريق الإعداد مقابلة مع والديه، إسماعيل ورسمية البكر، في أول ظهور إعلامي للحديث عن ابنهم جابر.
وقال والد جابر: “لقد كان طالباً متميزاً جداً من الابتدائي وحتى الجامعة، حيث درس في دمشق في كلية الهندسة الكهربائية لمدة سنتين”.
جراء الحرب تشتت العائلة كلياً، قسم من الأولاد يقاتل مع جيش النظام، وقسم آخر يقاتل مع المعارضة، عدوهم يبدو واحداً، وهو داعش، وفق التقرير.
وأضاف الوالد: “إثنان من أعمامه تم إعدامهم على يد داعش، بعد ذلك أصبح جابر يائساً، وأراد مغادرة البلد، سافر أولاً من مطار دمشق الدولي قاصدا الجزائر”.
من الجزائر أكمل جابر طريقه إلى ليبيا، حيث ركب في قارب للاجئين، متجهاً إلى إيطاليا، ومن هناك استقل القطار متوجهاً إلى ألمانيا.
في مدينة ألمانية حدودية، تم ضبطه من قبل الشرطة أثناء تدقيق الأوراق في القطار، أولى محطات جابر كانت في ملجأ بولاية ساكسن، بعد وقت قصير انتقل مع ثلاثة لاجئين آخرين إلى مجمع سكني في مدينة أيلنبورغ، التابعة لولاية ساكسن.
في المنطقة الرمادية، ما بين الوضع الجديد والحياة القديمة، يحاول اللاجئون الأربعة تأسيس حياة جديدة لهم في ألمانيا، وجابر كان الأصغر بينهم.
(أحمد.أ)، أحد الأربعة الذين كانوا يقطنون مع جابر، استقبل فريق الإعداد ليدلي بشهادته، وقال: “جابر كان طبيعياً، لم أكن أعتقد أنه قد يشكل خطراً، كان مراهقاً عادياً لديه مخططات، وحدثني بأنه يريد أن يدرس في الجامعة”.
محمد عكاشة، خبير اجتماعي وإسلامي، استعرض بدقة مع فريق البرنامج صفحة جابر الشخصية على فيسبوك، وقال: “في 2015 لم يكن هناك أي شيء خطير، لا توجد أية معتقدات دينية متطرفة، في بعض الأحيان توجد منشورات دينية عن الصلاة وأشياء مشابهة، لكنها كانت ضمن النطاق السليم، عدا عن ذلك كان هناك العديد من المنشورات التي تضمنت رسائل إلى والدته، يعبر فيها عن اشتياقه لها”.
البداية في ألمانيا كانت صعبة جداً لجابر، وبخلاف الآخرين لم يجد جابر ما يرضيه في الدين، أحد الشهود على جابر كان تورستن بوتسش، موظف “السوسيال” في أيلنبورغ، الذي صرح بأنه تم السؤال بشكل “واضح” ما إن كان جابر ملتزماً دينياً، وكان الجواب “لا”، فلم يكن يصلي الصلوات الخمس المفروضة في الإسلام.
وفي منتصف حزيران عام 2015، حصل جابر على الموافقة على طلب لجوئه، وكان أول شخص يحصل على الموافقة في المجمع.
بناء على الموافقة، توجب على جابر الخروج من السكن الجماعي والانتقال إلى شقة خاصة، حيث أنه وجد بالفعل واحدة، وانتقل إليها في بيرغ شتراسه في المدينة ذاتها.
الموظف تروستن، وعلى لسان زملائه السابقين في السكن، قال إن جابر كان مهتماً بشكل كبير في تجهيز شقته، والإيحاء لهم بأنه المثال الجيد للبداية في ألمانيا.
بداية الهاوية -يقول التقرير- جابر أصبح الآن وحيداً ومستقلاً، لا يوجد شركاء في السكن، ولا مشرفون، (عكس السير دوت كوم)، حيث أن المشرفين يهتمون فقط بمن لم يحصل على الموافقة على طلب لجوئه.
وقال الأب: “مكالماته الهاتفية كانت قصيرة، لاحظنا أنه يشعر بالحنين إلى وطنه وأنه يريد العودة إلى سوريا، والدته حاولت تهدئته وقالت له أن يبقى في ألمانيا، بينما كان يريد هو العودة”، وأضافت الأم: “كان لديه شوق كبير لسوريا، أجهش عدة مرات بالبكاء أثناء المحادثات”.
على فيسبوك يشارك جابر العامة بوضعه السيء الحالي، وهنا تعرف على مجموعة خطيرة ضمت شباناً مسلمين ضاقت بهم الدنيا، ويريدون الانتحار، لكن ليس بإمكانهم ذلك، نظراً لتحريم الإسلام للانتحار.
تلك المجموعة من الشباب هم الهدف، ووقود داعش حيث أنهم من أسهل الأشخاص للتجنيد، وفق التقرير.
وقال الخبير محمد عكاشة: “تلك هي الاستراتيجية التي يسلكها داعش، يحاول استغلال ضعف هؤلاء الشبان، ويوهمهم بطريق آخر للحياة، والسعي للآخرة التي ستحقق فيها كل شيء تريده”.
وفي أيلول 2015، سافر جابر البكر بشكل مفاجئ إلى تركيا، وصرح لمعارفه في ألمانيا بأنه يريد زيارة أقارب له، واستغرقت تلك الرحلة ثلاثة أيام قبل أن يعود إلى ألمانيا.
وبعد أسبوعين تماماً، عاد وسافر مجدداً إلى تركيا التي لم يبق فيها، فبحسب بيانات جواز السفر، قام جابر بعبور الحدود السورية إلى إدلب في 12 تشرين الأول 2015.
في ذلك الوقت كانت إدلب منطقة حرب دامية، في المدينة حاول فريق الإعداد لفترة طويلة البحث عن شهود أو أشخاص التقوا بجابر أو يمتلكون معلومات عنه، وبالفعل تم التوصل لعدة أشخاص، لكنهم رفضوا الإدلاء بأي تصريح، ما عدا (سامي.س)، الذي تجرأ و تكلم.
عبر برنامج التواصل “سكايب” تحدث سامي مع فريق الإعداد، لكن لم يتسن التحقق من تصريحاته، وقال: “هنا التقيت جابر (المنطقة الظاهرة في مكالمة الفيديو)، جابر انضم إلى تنظيم جند الأقصى (تابع لداعش)، قضى معهم عدة أسابيع، عاش معهم في مبنى حكومي سابق سيطروا عليه، كان معه تقريباً 40 شخصاً، أنا لا أعتقد أنه قام هنا بالقتال معهم، لكنه انتقل إلى الرقة لإتمام مهمة كلف بها، وأظن أنه خضع هناك لدورة قتالية”.
وقال المدعي العام الاتحادي، بيرت فرانك: “وردت لدينا معلومات استخباراتية تفيد بأن جابر تواصل في الرقة، والتقى مع قيادات في داعش، وحتى قيادات رفيعة جداً، كلفته بمهمة تنفيذ عملية إرهابية في ألمانيا.
في ألمانيا لا أحد يعرف عن مكان وجود جابر البكر، في بداية 2016 بدأ جابر بنشر فيدوهات لداعش على صفحته الشخصية على فيسبوك، وبعد ثمانية أشهر عاد جابر إلى ألمانيا، دون أي ملاحظة من الجهات الأمنية الألمانية.
وقال هانز جورج ماسن، رئيس الدائرة الاتحادية لحماية الدستور: “لم تكن لدينا معلومات عن جابر البكر، وما إذا كان شخصاً خطيراً، ولم يكن على الرادار الخاص بنا”.
جابر لم يعد لمدينته السابقة، بل قام باستئجار غرفة في أحد فنادق لايبزغ، ماذا فعل جابر بالضبط داخل تلك الغرفة؟، لا أحد يعرف.
في اليوم التالي اكتشف فريق التنظيف تخريباً كبيراً داخل الغرفة، وبحسب الموظفة المسؤولة، فإن تلك الخسائر والتخريب الكبير، ما هو إلا نتاج تجارب قنابل.
الموظفة أخذت صوراً للغرفة، وأعلمت الفرع الجنائي الاتحادي، الذي حضر فعلاً، واستطلع الوضع، لكنه لم يفعل شيئاً ولم يتخذ أية إجراءات.
وقال رئيس دائرة حماية الدستور: “جابر أصبح موجوداً على ملفاتنا، لكن الشرطة لم تستطع الوصول لاستنتاج بأنه قد يكون على علاقة مع تنظيمات إرهابية”.
(خليل.أ) يعيش في لايبزغ منذ 2015، ويعمل في مجال التحويل والصرافة بين السوريين، وعن طريقه يحول اللاجئون السوريون في ألمانيا إلى أقاربهم في الداخل السوري، أو العكس.
وفي السادس من أيلول 2016، طُلب من خليل أن يعطي مبلغاً مالياً لجابر، الذي لم يكن يعرف سوى رقمه الذي أعطاه إياه صاحب المال، والتقى به في محطة لايبزغ، وسلمه المبلغ.
جابر شرح لخليل بأنه ينام منذ ستة أيام في المحطة، وطلب من خليل المساعدة، فساعده خليل، وسلمه شقته في كيمنتس.
وفي برلين بتاريخ الخامس عشر من شهر أيلول 2016، اجتمع كبار المسؤولين الأمنيين من المخابرات الداخلية والخارجية، (عكس السير دوت كوم)، وحماية الدستور والشرطة، في المبنى الرئيسي لمكافحة الإرهاب، لمناقشة مستجدات الأوضاع الأمنية، وكان محورها الأساسي معلومات سرية تم الحصول عليها من مخابرات دولة صديقة.
وقال رئيس دائرة حماية الدستور: “لقد توصلنا لمعلومات عن مخططات لهجمات إرهابية ضد ألمانيا، ستنفذ في الأراضي الألمانية، وعرفنا بأنه يوجد شخص أو على الأقل شخص في ألمانيا، سينفذ تلك العمليات، لكن لم يكن معروفاً أن جابر هو الشخص المطلوب إلى الآن، ولا حتى المنطقة المستهدفة.
بعد فترة من التحقيقات، تنبهت الجهات الأمنية إلى جابر الذي سافر من كيمنتس إلى برلين، وتحديدا في مطار برلين، حيث تم تحليل الصور والفيديوهات، وتبين من خلالها تجواله المريب، الذي يشير لاستطلاعه الهدف.
وبعد وقت قصير، وجد جابر صفحة على الإنترنت تشرح كيفية صنع عبوات ناسفة، لكن الآن ينقصه المواد، على موقع أمازون يجد جابر ما يحتاجه، ويطلب لائحة من المواد على اسم شقة خليل، الذي يسكن فيها، ودفع المبالغ عبر البطاقة البنكية.
الطلبيات من على موقع أمازون، أثارت انتباه المخابرات الألمانية، التي تحققت من الأمر، وتوصلت إلى عنوان شقة خليل، مكان إقامة جابر البكر، الذي أصبح من الآن وصاعداً المطلوب رقم واحد في ألمانيا.
ويوم الجمعة، السابع من تشرين الأول 2016، احتضن مركز مكافحة الإرهاب اجتماعاً رفيع المستوى، تم فيه تبادل المعلومات الجديدة، وفي ذلك الوقت توجب أن يقوم المدعي العام الاتحادي بالبدء باتخاذ الإجراءات القانونية، لكن المفاجأة جاءت بعض رفضه اتخاذ أي إجراءات من جهته، وترك الموضوع لمكتب الأمن الجنائي في ولاية ساكسن، الذي لم يكن متحضرا لتلك المواقف، أو الحالات الخطيرة كهذه.
في اليوم نفسه، كان شارع أوستنيالابند 97 في كيمنتس، مكان سكن جابر، محط أنظار الجميع، البكر حصل على شحنة من أمازون، حيث كانت الشرطة تراقب كل شيء، وضبطوا بالصور جابر لدى تسلمه للطلبيات التي احتوت على مواد تدل بشكل واضح على أنها ستستخدم في صنع حزام ناسف أو عبوة ناسفة، وكانت الجهة المسؤولة عن العملية المكتب الجنائي في ساكسن، والذي قرر الإنتظار.
أحد الجيران الذي كان شاهداً على ما حصل في ذلك اليوم، أدلى بشهادته، وقال: “هنا كان يوجد بعض رجال الشرطة (يشير بيده إلى أماكن مختلفة)، وحول الأشجار وفي أماكن ركن السيارات، في تلك الليلة شكلت وحدة ضمت قوات خاصة من الشرطة، ومن الاستخبارات الألمانية لاعتقال جابر البكر، وتمركزت وحاصرت المنطقة ، استعداداً لتنفيذ عملية الاعتقال في صباح اليوم التالي.
جابر البكر خرج من المنزل في الصباح الباكر، مفاجئاً القوات المتمركزة، وسار بين حلقاتهم الأمنية، لكن الشرطة قاموا بملاحقته محاولين إيقافه، وقام أحدهم بإطلاق رصاصة تحذيرية، فركض جابر ولاذ بالفرار.
وفشل رجال الشرطة في ملاحقته، وفقدوا أثره بسبب بطئهم، نتيجة تسليحهم الكبير، وتمكن جابر البكر، المطلوب الأول في ألمانيا من الهرب بسهولة، من قبضة أمنية يقال إنها محكمة، والاختفاء بشكل نهائي.
بعد مرور الوقت، شكل المكتب الجنائي في ولاية ساكسن لجنة أخصائية بخصوص حالة جابر البكر، وتوصلت إلى نتيجة بحسب ما ورد في تقريرها: “المكتب الجنائي في ساكسن غير مجهز نهائياً لمهمة قيادة قضية البكر، سواء على الصعيد الهيكلي أو الشخصي، عملية الاعتقال فشلت لعدة أسباب: – عدم وجود قيادة مركزية قادرة على العمل – أخطاء تقديرية كبيرة من الناحية التكتيكية والشخصية – مشاكل تواصل ما بين العناصر على كافة الأصعدة – ضعف كبير في المفهوم التكتيكي.
وقال هيبرت لانداو، رئيس لجنة التحقيق في قضية البكر: “لقد كان هناك سوء تفاهم ما بين العناصر على أرض الواقع، (عكس السير دوت كوم)، لأن نظام التواصل لم يكن موجوداً أصلاً، حتى أن أجهزة الإرسال الصوتي لم تكن تعمل بشكل جيد، ولم تكن متزامنة عند كل العناصر، بحيث لم يستطع كل عنصر فهم الآخر في الوقت نفسه، وإظهار رد الفعل المطلوب”.
يوم السبت، الثامن من تشرين الأول 2016، اختفى جابر البكر، وعلى الرغم من ذلك، ظلت الوحدات الخاصة في مواقعها مطوقة المنطقة لحوالي 14 ساعة، حتى تم اقتحام المنزل، و بالفعل تم ضبط مواد متفجرة، 1,5 كيلو غرام من مواد شديدة الانفجار، كانت حساسة لدرجة أن الشرطة اضطرت لتفجيرها أمام المبنى.
الآن قرر المدعي العام الاتحادي الأخذ بزمام الأمور، مذكرة بحث حول ألمانيا عن جابر، لكن كل ذلك كان باللغة الألمانية، واحتاج إلى 27 ساعة لترجمة محتوى مذكرة البحث إلى اللغة العربية، وهو الأمر الذي لا يجب أن يحصل بحسب رأي رئيس لجنة التحقيق، في ظل وجود إمكانيات ووسائل كثيرة لطلب مترجم، أو فريق ترجمة ليقوم بنقل المحتوى إلى اللغة العربية.
بقية القصة معروفة إعلامياً من قبل، حيث استطاع جابر الهرب إلى لايبزغ، وتحدث إلى بعض السوريين طالباً مساعدتهم في إيجاد مسكن، وعرف عن نفسه بهوية جديدة.
وبعد ترجمة المذكرة وانتشارها في الانترنت، استطاع مستضيفوا البكر التعرف عليه، وألقوا القبض عليه، فيما اتجه آخرون إلى قسم الشرطة لإخبارهم.
الجزء غير المعروف هو أن الشرطة لم تأخذ كلام الشبان على محمل الجد، حيث اضطروا لأخذ صورة لجابر، وعرضها على الشرطة لتتعرف عليه وترسل وحدة خاصة للقبض عليه، واستلامه من الشبان السوريين.
وقال بيتر فرانك، المدعي العام الاتحادي: “في قضية جابر البكر، كانت تلك بالطبع لحظة مفرحة جداً، وحالة رائع بأن لاجئين سوريين تعرفوا على جابر، وسلموه للشرطة، تلك شجاعة وتستحق ثناء كبيراً بحسب رأيي”.
القصة و الحقائق المخفية لم تنته بعد، جابر البكر الذي تم التحقيق معه في مركز الشرطة، نفى الاتهامات الموجهة له بصنع قنبلة، وقال: “صدقوني، أنا لا أعرف ماهي تلك المواد البيضاء في الزجاجات، أنا موجود في المنزل فقط عندما أريد النوم”.
البكر عرض على قاضية التحقيق التي أمرت بتحويله لسجن لايبزغ، مع تأكيدها على وجود خطورة أن يقدم على الانتحار، وأعطت أوامرها بفحص طبي شامل، حيث أن جابر رفض تناول الطعام أو شرب أي شيء.
وفي العاشر من تشرين الثاني 2016 بدأت أيام البكر الأخيرة، وتم نقله إلى سجن لايبزغ المركزي، ووضعه في الغرفة الوحيدة المتبقية، التي تحتوي على شبك احترازي.
وفي الحادي عشر من تشرين الثاني 2016، زار محامي الدفاع المكلف من قبل المحكمة، ألكساندر هيوبنر، (عكس السير دوت كوم)، جابر البكر في زنزانته، وقال: “لقد وقف، مددت يدي للسلام، فقام بعناقي بحرارة، شعرت بإحساس خاص، فسرت ذلك كعلامة للثقة، وأن الحديث بيننا كان ناجحاً، جابر كان شخصاً مضطرباً، إنسان صغير”.
في هوية السجن الخاصة بجابر تواجد علامتان، الأولى هي F، والتي تعني “خطير على الغرباء”، و S، والتي تشير إلى خطر الانتحار، الأمر الذي استندت إليه لجنة التحقيق، بأن جابر لم يكن ليترك وحده في أي وقت.
إدارة السجن كلفت أخصائية نفسية بالحديث مع جابر، وتقييم وضعه، استغرقت المقابلة ساعة كاملة، وكانت نتيجتها “لا توجد إشارات أو دلائل على وجود نية انتحار”، وبناء على التقرير تم تغيير الوضع تماماً، وبعد أن كان يتم التحقق من جابر كل 15 دقيقة، تمت زيادة المدة ليصبح التحقق كل 30 دقيقة.
ومن هذه اللحظة، بدأ ظهور التناقضات والشوائب التي تحيط بالقضية، حيث أخبر جابر الشرطي المراقب بأن المصباح خرج عن مكانه من السقف، وكان واضحاً أن المصباح تم سحبه للأسفل، حيث قام الشرطي بإزالة المصباح، وأطفأ القاطع الخاص بزانزانة جابر، وقضا الليلة في الظلام الدامس.
ويوم الأربعاء، الثاني عشر من تشرين الثاني 2016، اليوم الأخير في حياة جابر البكر، تم إخراجه للاستحمام، أثناء ذلك قام شرطيان بتفتيش زنزانته، حيث وجدا تلاعباً في مآخذ الكهرباء، ووجدا كابلات تم سحبها وتغطيتها بمناديل ورقية، الأمر الذي يعتبر بشكل بدهي على أنه مؤشر على محاولة تحضير لانتحار. لكن الشرطيين لم يستنتجا أي شيء من الذي وجدوه.
وبعد إنهاء استحمامه، تم تحويل جابر إلى زنزانة أخرى مؤقتة، ريثما يتم تصليح المصباح في زانزانته، من قبل عامل رسمي في السجن.
لكن هناك رواية أخرى مختلفة تماماً، فبعد مرور وقت طويل، صرح سجين آخر لمحاميه بأنه هو من قام بإصلاح المصباح، (عكس السير دوت كوم)، ووصف الزنزانة وما فعله بدقة تامة، وأشار أيضاً لوجود قطع قماش من قميص ممزق على الكابل المقطوع، لكن الشرطي أمره بإزالتها.
تلك الإدعاءات لم يتسن أيضاً لفريق العمل التأكد من صحتها، لكن رسمياً تلك الرواية ليست لها صلة بالواقع.
بعد كل تلك الدلائل والإشارات والأحداث، لم يتم اتخاذ أية إجراءات إضافية لمراقبة جابر البكر، التحقق مازال ينفذ كل ثلاثين دقيقة، ويتم كتابة حالة السجين بدقة في بروتوكول رسمي.
وجاء البروتوكل كان على الشكل التالي:
19:00 : جابر البكر مستلق في سريره، يغطي نفسه بالغطاء، ويداه وراء رأسه، نظراته كانت باتجاه باب الزنزانة، الضوء كان مطفأ.
19:30 : مكرر (لم يتغير شيء في وضعه).
الشرطية التي اكتشفت جثة البكر، صرحت بأنها قامت بالذهاب إلى الزنزانة في الساعة 19:45، أي قبل ربع ساعة من موعد التحقق الرسمي، حيث وجدت البكر معلقاً في وسط الزنزانة، وقالت الشرطية التي خضعت لتحقيق مدته ثمانون دقيقة: “لقد صرخت بأعلى صوتي، كريستيان تعال، السجين معلق، وفي الوقت نفسه، ضغطت على زر الطوارئ في جهازي اللاسلكي”.
وقام الشرطيان بإنزال البكر وسحبه إلى الممر، وباءت محاولات الإنعاش من قبل الفريق الطبي في السجن بالفشل، ليفارق جابر البكر الحياة.
في ملف الشرطة سبب الموت هو الشنق بقميص ممزق علقه على الباب الشبكي، جثة البكر تم تحويلها للمشرحة الجنائية، التي تبين لها بأن جابر لديه جروح قطعية في معصمي اليدين بغية الانتحار، وتلك الجروح لم يلاحظها أحد من قبل.
وكان من الممكن أن يكون جابر البكر على قيد الحياة، لولا الأخطاء الجسيمة التي حصلت، كان ليشكل فرصة كبيرة للجهات الألمانية للكشف عن شبكات إرهابية.
في دمشق مجددا، قال والد جابر: “نحن لم تردنا معلومات عن وفاة ابننا، الأخبار كانت قليلة جداً، لم تصلنا دلائل بأنه فعلا أقدم على الانتحار، نحن لا نعرف إلى الآن، لا نعرف لمن سلمت الجثة”.
وفي مقبرة تسفولف أبوستل في برلين، يوجد قبر جابر البكر .. اللاجئ الشاب الذي تحول إلى إرهابي.[ads3]
الله يرحموا ويعفي عنوا ، والله يكون بعون كل شباب سوريا
الله لا يردو إذا كان جاي ليفجر بتعرف أنه هيك حيونة رح تدفع مئات آلاف السوريين اللي هربوا من الحرب و بدؤوا حياة جديدة في ألمانيا ثمن غالي بسبب حيوان إرهابي ليش ما رح فجر ببشار الأسد و لا شطارتن هالكلاب أنن يخربو عيشة الناس بس ربك كبير و سخر أبطال سوريين مشان يسلمو هالساقط .
الله لايرحموا انشالله بجهنم هو وامثاله من المغسولة عقولهم .