حمد بن جاسم : ما يجري بين قطر و جيرانها هدفه فرض سياسة معينة في المنطقة

اعتبر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري السابق أن ما يجري تجاه قطر من قبل جيرانها الخليجيين في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين ومصر قد يكون الغرض منه فرض سياسة معينة في المنطقة وجعل قطر تنشغل بهذا الخلاف لفرض هذه السياسة.

جاء ذلك في حديث أجراه معه تلفزيون قطر وبث ليل الأربعاء/الخميس وتناول عددا من القضايا الخليجية والإقليمية.

وقال الشيخ حمد: “لا نريد أن نتشارك، فقط عليهم أن يحيطونا علما، وقطر ليس لديها ما يمنع مشاركتهم… لقد شاركنا معهم في اليمن دون أن نعرف سبب القتال، وشاركنا في سوريا، وعندما دمرت سفارة المملكة (العربية السعودية) في إيران سحبنا سفيرنا وعملنا ما عملوه (فعلوه)”.

وأوضح أن قطر “قامت بكل ما طلب منها… لماذا لا تطرح قضايا السلام والمتدينين الإسلاميين ضمن مجلس التعاون وتناقش؟!”.

وتابع: “لماذا قاطعنا العراق كل هذه السنوات، لأن سياسة المملكة لا اتصال مع العراق، ثم هم ذهبوا واتصلوا بالعراق فهل تمت مشاورة أحد في مجلس التعاون بأنهم سيقومون بهذه الخطوة مع إن الكل كان سيرحب بها”.

وقال المسؤول القطري السابق إن عودة العلاقات بين السعودية والعراق “خطوة جيدة وكان يجب أن تتم منذ فترة طويلة… العراق يجب أن يعود إلى الحضن العربي والخليجي”.

وفيما يتعلق بعلاقة قطر بمصر، قال الشيخ حمد بن جاسم إن قطر قدمت قروضا لمصر منذ أيام المجلس العسكري “وتعاملت مع مصر السلطة” ونفى أن تكون قطر قد قدمت دعما “للإخوان المسلمين أو غيرهم”. وأضاف أن “قطر لا تتآمر، والدليل أن قطر كانت أول المهنئين للرئيس (المصري عبد الفتاح) السيسي”.

وقال: “لقد وجدت قطر نفسها في حالة خلافية خليجية وأخرى هناك مع مصر”. وأضاف أن “قطر لم تتدخل ولا تتدخل في الشؤون الداخلية لأحد لكن هذه تلفيقات وشائعات أريد بها باطل”.

وبشأن الاتهامات الموجهة لقطر بدعم الحوثيين والتجمع اليمني للإصلاح في اليمن، نفى الشيخ حمد دعم الحوثيين، قائلا: “لقد أحضرنا الحوثيين إلى قطر بطلب من الرئيس (السابق) علي عبدالله صالح وأبرمنا اتفاقا بينهم ووقعت اتفاقية على أن يكون الحوثيون حزبا سياسيا سلميا وتسلم الأسلحة للدولة، وتبادل الأسرى وتشكيل لجنة للإشراف على التنفيذ وسار التنفيذ بشكل إيجابي إلا أن بعض الدول لم تكن ترغب في نجاح قطر في هذا الأمر”.

وحول الأزمة الراهنة في الخليج، قال إن دول الخليج جعلت العالم كله “يتفرج علينا (يشاهدنا) وعلى الأسلوب الرخيص، واستخدام التكنولوجيا استخداما سيئا ، ولو عرف مخترعو التكنولوجيا أننا سوف نستخدمها بهذا السوء لما قبلوا باختراعها”. ومضى يقول: “لقد وصلنا إلى محرمات سيئة، وخلقنا شرخا كبيرا جدا بين الشعوب وهذا أخطر من الشرخ بين الحكومات”.

وأبدى حمد تأييده للدعوة التي أطلقها أمير دولة الكويت الشيخ الصباح بضرورة وقف “المهاترات التي قال إنها ستؤدي إلى تعميق الخلاف بين الحكومات والشعوب التي تستغل من قبل الحكومات”.

وقال إن دول الخليج “تلعب لعبة غير محسوبة ستلحق بها الضرر الكبير”.

وحول الدور الكويتي لحل الأزمة قال إنه دور “واضح يقف في سبيل بقاء مجلس دول التعاون قويا، وهو آخر ما لدينا وإذا ما انهار المجلس وحصل هذا الشرخ فهو سيحتاج إلى علاج لسنوات طويلة ولن تقوم لنا قائمة… قطر عالجت الأزمة بحكمة والأمير الشيخ تميم (بن حمد) قد نجح في إدارة الأزمة باقتدار، وهذا جيل نفخر به، وقد اهتم الأمير بالناس منذ اليوم الأول”.

واختتم الشيخ حمد بن جاسم حديثه قائلا إنه: “ليس هكذا تحل الأزمة الخليجية”، داعيا إلى أن تنتهي الأزمة “المخجلة لكل الخليجيين بالعقل والحكمة، وأعول على الملك (السعودي) سلمان (بن عبد العزيز) أن يأخذ زمام المبادرة بما للمملكة من مكانة بأن يتم تجاوز الأزمة بأسلوب نعرفه نحن وليس بأسلوب يريده البعض أن يعملوه ولن ينجح، وحتى وإن نجح فهو هزيمة”. (DPA)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها