قصص مأساوية لأشخاص يقبع بعضهم على الحدود منذ سنوات .. تقرير يتحدث عن الانتهاكات المستمرة للشرطة الكرواتية بحق اللاجئين ( فيديو )
يتعرض اللاجئون الراغبون بالوصول إلى شمال أوروبا، لمعاملة سيئة واعتداء بالضرب من قبل الشرطة الكرواتية، على الحدود مع صربيا.
ونشرت هيئة الإذاعة الهولندية، الخميس (2/11)، تقريراً تحدثت فيه عن المعاناة التي يعيشها اللاجئون والمهاجرون، الذين يحاولون الوصول إلى شمال وغرب أوربا، على يد الشرطة الكرواتية.
ونقلت الهيئة عن اللاجئ الأفغاني عزيز، قوله، بحسب ما ترجم عكس السير: “يضربوننا بعصي سوداء، ضربوني على ظهري وأقدامي وفوق عيني، ثم أخذونا وأعادونا إلى الحدود”.
عزيز البالغ من العمر 23 عاماً، جاء من أفغانستان عبر تركيا وبلغاريا إلى صربيا، حيث يقبع على الحدود الصربية منذ ثمانية أشهر، وقد حاول عدة مرات عبور الحدود بشكل غير قانوني إلى كرواتيا، دون أن يفلح.
ويقوم عناصر الشرطة بتحطيم هواتف اللاجئين التي يستخدمونها في اكتشاف الطريق، وأضاف عزيز: “يقولون إنهم الشرطة السرية، كانوا يركبون سيارات سوداء، ولا يرتدون الزي”.
الجرح الذي فوق عين عزيز تحول إلى ندب، وقد عانى من ألم في رأسه في الأيام الماضية، لكن بعد أسبوع، شعر بالتحسن، وعاد مجدداً إلى الغابات عند الحدود.
ويوجد في المدينة الحدودية الصربية “سيد”، حوالي 100 إلى 150 مهاجراً ولاجئاً في المتوسط، جميعهم ذكور شبان، من أفغانستنان وباكستان وسوريا والجزائر والمغرب وتونس، يجلسون في أبنية لمعامل قديمة متهاوية، أو في خيم في الغابات قرب الحدود، ويتجمعون مرتين يومياً في مكان واحد، إذا قامت منظمة خيرية بتوزيع الطعام.
لدى الجميع تقريباً قصة مع الشرطة الكرواتية، والعديد منهم تمت معاملته بشكل سيء من قبل الشرطة الهنغارية أيضاً، عند محاولة عبور الحدود، وكان رجل قد عرض جرحاً عميقاً في قدمه من ضربة عصا، وآخر قد كسر أصبعه وفقد سنه، من ضربة على وجهه، وفق المصدر ذاته.
منظمة أطباء بلا حدود، التي تنشر تقاريراً عن العنف ضد اللاجئين في طريق البلقان، والتي عالجت مئات الأشخاص الذين تعرضوا للإصابات خلال رحلتهم لجوئهم، قالت على لسان أندريا كونستانتا: “الغالبية منهم قالوا إنهم تعرضوا للعنف من قبل الشرطة”.
وبحسب أندريا، فمن غير الممكن التأكد من القصص التي يرويها اللاجئون، لكن الجروح التي يظهرونها تتحدث عن نفسها، وأضافت: “نرى بقعاً زرقاء وجروحاً بسبب ضرب بالعصي، ولكمات وركلات”.
وبحسب امرأة أفغانية فضلت عدم الكشف عن هويتها، فقد تعرضت عائلات مع أطفال للعنف، وقالت إنها توجهت إلى الحدود ثمان مرات، مع زوجها وأطفالها، وكانوا ينامون في الأدغال، (عكس السير دوت كوم)، وفي كل مرة كانت تتم إعادتهم من قبل الشرطة إلى الحدود الصربية ويقولون لهم: “لا تعودوا”.
وقالت إن المرة الأخيرة منذ شهرين، لم تجر فيها الأمور بشكل جيد، وقالت: “ضربوا زوجي بعصا، وأمسكوني بقوة من ذراعي، ودفعوا أطفالي”.
لم يستطع زوجها المشي بشكل جيد بسبب الألم، وبرزت في أعلى ذراعها بقع زرقاء، وقد تم كسر الجهاز اللوحي الخاص بالعائلة، والذي يحتوي على صور للعائلة ووثائق هامة.
وأكدت المرأة أنهم سيحاولون العبور مجدداً، وقالت: “نحن يائسون، في أفغاستان كنت معلمة، الآن أجلس طوال اليوم في غرفة صغيرة لأقلق على مستقبل أطفالي، أمضينا ثلاثة أعوام على هذا الطريق، ماذا يجب أن نفعل غير ذلك؟”.
وكان متحدث من الشرطة الكرواتية قد رد عبر البريد الالكتروني على اتهامات اللاجئين بالقول: “نحن نحقق بكل شكوى عن العنف بعناية، لكن غالبية الشكاوى ينقصها الوقت المحدد ومكان حصول الحادثة، مما يجعل التحقق من تلك المزاعم صعباً، في الأمور التي استطعنا التحقق منها، لم نجد دليلاً على سلوك غير قانوني أو غير احترافي من عناصر الشرطة ضد اللاجئين”.
منظمة أطباء بلا حدود تقدمت خطوة للأمام في نقدها لكرواتيا، وقالت إن كرواتيا جعلت نفسها مذنبة في انتهاكات حقوق الإنسان، لأنها في كثير من الحالات.
في ذروة أزمة اللاجئين تمكن 650 ألف لاجئ ومهاجر من عبور كرواتيا، لكن منذ آذار 2016 تم إغلاق الحدود، إلا أن لاجئين يعبرون يومياً من نقاط غير مراقبة.
ومن قصص المعاناة أيضاً، قصة الطفلة الأفغانية دوردانا زازاي، البالغة من العمر 12 عاماً، والمصابة بالشلل، والتي تمت إعادتها عندما طلبت اللجوء مع عائلتها في كرواتيا.
وقام أحد أقرباء الفتاة بحملها على ظهره عبر الغابات، وعندما واجهوا الشرطة الكرواتية، تم إخبارهم أنه سيتم نقلهم إلى “زغرب”، عاصمة كرواتيا، وبدلاً من ذلك تم نقلهم إلى الحدود الصربية، بحسب أحد أقربائها، ويدعى يونس.
وأضاف يونس: “أبواها في ألمانيا، جئنا إلى أوروبا من أجل علاجها، اسمنا مسجل على قائمة انتظار من أجل الذهاب بشكل قانوني إلى ألمانيا، لكننا ننتظر منذ ثمانية أشهر، لا أحد يساعدنا”.
وبالرغم من كل تلك القصص، يأتي كل يوم أناس جدد إلى الحدود، (عكس السير دوت كوم)، يأخذون القطار أو يأتون مشياً من بلغراد، بحسب برونو ألفاريز كونتريراس، مؤسس منظمة خيرية صغيرة تدعى “No-Name Kitchen”.
يرى برونو الناس كل يوم وهم يذهبون ويضربون ثم يعودون مجدداً، ويقول: “الشرطة في بلد أوروبي عليها أن تعرف ذلك بشكل جيد، إساءة معاملة هؤلاء الناس أمر لا يصدق”.
85% تقريباً من محاولات عبور الحدود تفشل، القليل منها ينجح ويصل إلى سلوفينيا أو زغرب، وبسبب ذلك يأمل الآخرون بالوصول، لذلك يقومون كل يوم بالمحاولة مجدداً.
[ads3]
لاحول ولا قوة إلا بالله
الله يكون بعونهم