” مستشفى الحرية ” .. رواية مصورة بالفرنسية و الإنكليزية لسوري ما زال لديه أمل بزوال الديكتاتوريات
أجرت صحيفة “غارديان” البريطانية، لقاء مع مؤلف القصص المصورة، السوري حميد سليمان، مؤلف رواية “مستشفى الحرية”، التي تتحدث عن كيفية التعامل مع الصدمة التي خلفتها الحرب، في المنفى.
وقالت الصحيفة، في لقائها الذي نشرته الأحد، بحسب ما ترجم عكس السير، إن حامد سليمان ولد في دمشق عام 1986، وقد نشرت روايته “مستشفى الحرية” في فرنسا العام الماضي، ثم ترجمت من اللغة الفرنسية إلى الإنكليزية.
وذكرت أن سليمان يعيش الآن في برلين، ويعكف حالياً على إنهاء روايته الثانية.
الصحيفة: كم بقيت في سوريا بعد “بدء النزاع”؟
ستة أشهر، كنت واحداً من الشبان الذين كان لديهم الكثير من الآمال في الربيع العربي، وعلى الرغم من أن الكثيرين من الناس لا يؤمنون به بعد الآن، وعلى الرغم من أن الحقيقة تشكل صدمة كبيرة، لكن ما زلت متمسكاً بهذا الحلم.
– ما هو حلمك؟
الحرية والسلام، ما زلت أشعر بالتفاؤل، على الرغم من كل الفوضى، في بداية الربيع العربي، ظن الناس أن النظام الاستبدادي سوف يختفي تماماً، وسيكون لدينا ديمقراطية، الجميع، بما في ذلك وسائل الإعلام الغربية، كانوا ساذجين حول هذا، لكنني أعتقد أننا نشهد الفصل الأخير للدكتاتوريات العسكرية في جميع أنحاء العالم، إنها تكتب بالدماء مع الكثير من الصراعات، لكنها ستنتهي.
– ما الذي دفعك إلى مغادرة سوريا؟
سجنت ثلاث مرات، ليلة واحدة، وليلتان، وأسبوع واحد، ثم استدعيت إلى المحكمة ليتم الحكم علي بتهمة مساعدة الإرهابيين، لذلك اضطررت إلى الفرار.
– هل كان قراراً صعباً؟
لم أكن قد أدركت تماماً ما حدث إلا بعدما وصلت إلى مصر، حيث قلت لنفسي: “اللعنة، أنا خارج سوريا بالفعل”، وكانت رواية “مستشفى الحرية”، وسيلة لتخيل أين سأكون، لو كنت قد بقيت.
كان هناك دائماً سؤال ينتابني: هل أبقى، أم هل أترك البلد، ما هي المخاطر؟ إذا كنت أؤمن بشيء إلى هذا الحد، هل يجب أن أتركه؟ كل مشهد في الكتاب هو رد فعل على هذا السؤال، على سبيل المثال، رسمت لقطات من يوتيوب، هذا لأنني كنت خارج سوريا عند مشاهدة لقطات من قصف الأحياء، وكان لدي أصدقاء لم أستطع الاتصال بهم.
– “حرية” هي المدينة الخيالية التي تجري فيها أحداث الرواية، تبدو وكأنها صورة مصغرة لسوريا، إنها تحتوي على أصحاب مبادئ ومقاتلين من أجل الحرية، وموالين للنظام ومنضمين لداعش، هل كنت تحاول ضغط الصراع بأكمله ووضعه داخل الكتاب؟
كنت أحاول أن أفهم الأشياء لنفسي أكثر من ذلك، عندما تكون داخل الصراع لا يمكنك فهم وجهات النظر الأخرى، الأمر كلاعب كرة القدم، داخل الملعب يهتم بأدائه فقط ولا يعلم ما يجري، وبعد انتهاء المباراة يدرك ما حدث.
– المسافات لا تساعد دائماً، حيث أن الصراع في سوريا، بالنسبة لبقية العالم يمكن أن يكون مربكاً وغير مفهوم بشكل كبير.
هو مربك حتلا في سوريا، هناك وضع مختلف في كل منطقة .. في شارع ما الناس يتضورون جوعاً حتى الموت، وفي الشارع الذي يليه الناس يمكثون في فنادق 5 نجوم.
لم أرغب بأن أكون موضوعياً، رغبت فقط بأن أفهم وأن أتحدث بلسان الآخر، لماذا يعتقد فلان بما يعتقد، ولماذا العنف هو أداة التواصل الوحيدة .. لهذا السبب لم أقدم أبطالاً وأشراراً في الكتاب، المنضمون لداعش على سبيل المثال، انساقوا لظروفهم ليس إلا.
– هل يمكن أن تتعاطف حقاً مع منضمين لداعش؟
بالتأكيد، هم ضحايا، جميع الجنود الذين يشاركون في تلك الحرب هم من الضحايا، أنا محظوظ ، لقد درست، وأتكلم اللغات، ويمكنني أن أجد طريقي للخروج، الطبقة الوسطى أقلية في بلدي، لم يتمكن معظم السوريين من الوصول الالتحاق بالمدرسة، عملهم الوحيد الآن هو الحرب، عندما تكون الجماعات المتطرفة هي الوحيدة القادرة على منحك المال والدفاع عنك، فمن الطبيعي أن ينتهي بك الأمر في صفوفها، إن العالم بأسره يتحمل نتيجة تلك الظروف.
– هل ما يزال لديك أصدقاء وأقارب في سوريا؟
قليلون، الرجال الذين بقوا هناك، يرى فيهم النظام أنهم يجب أن يقوموا بواجبهم الوطني للدفاع عنه، في حين يقول الإسلاميون إن عليهم أن يقوموا بواجبهم للدفاع عن الله، لذلك هم يستهدفون الجميع.
قال لي صديق زار دمشق مؤخراً، إن الرجال الوحيدين الذي تراهم في الشارع هم جنود.
– كيف تراقب بعناية ما يحدث؟ هل تشاهد الأخبار كل يوم؟
مؤخراً تابعتها بشكل قليل، إنها الأخبار نفسها، البؤس نفسه، أنا لا أستمتع بمشاهدة كل الفظائع التي تخرج من سوريا، مثل أي سوري، أعاني من الصدمة من كل هذا العنف، كتابة هذا الكتاب والقيام بما أقوم به، هو طريقتي لعلاج ذلك.
– لماذا اخترت كتابة رواية مصورة؟
أولاً وقبل كل شيء، هناك ميزة اقتصادية، يمكنك سرد قصة من تلقاء نفسك دون فريق إنتاج ضخم تحتاجهم لعمل الرسوم المتحركة، أيضاً، أجد أن هذه الوسيلة جيدة للتلاقي مع الثقافات الأخرى، والتواصل بالخبرات، وخاصة في المواقف الصعبة.
– إذا انتهت الحرب في سوريا، هل تريد العودة؟ أم هل تشعر بأنك في وطنك الآن في أوروبا؟
أود أن أعود عندما يكون هناك سلام، وبالتأكيد عندما تفقد وطنك لا يمكن أبداً أن تشعر بالوطن مرة أخرى، ومع ذلك، أنا متعلم بطريقة أوروبية، لذلك أنا لا أعاني كوني هنا في أوروبا.
في الواقع قد يكون من الأسهل بالنسبة لي أن أعيش في أوروبا، أكثر من العيش في مجتمع محافظ.
كان دافعي للمشاركة في الربيع العربي، لأنني شعرت بالنفي في بلدي القائم على مجتمع أبوي، مع مؤسسات دينية ونظام مخابراتي يتغلغل في حياة المواطنين
– عن ماذا تتحدث روايتك الثانية
عن مذبحة عام 1982 في حماة، هناك الكثير من أوجه الشبه بين الماضي وما يجري الآن، وفي الوقت نفسه، أتحدث عن كوني فناناً مسكوناً بأشباح الحرب.
ومن المقرر أن يتم إصدار الكتاب في فرنسا، في شهر آذار المقبل، وما زلنا نبحث عن مواعيد إصداره في ألمانيا الآن.
المصدر : The Guardian[ads3]
كلنا عنا امل والديكتاتور يلي عنا وغيرو طريقهم للزوال وصدقني