مكتشفوه تجنبوا فتحه قبل 90 عاماً لسبب غامض .. العلماء يتجرؤن على استخراج كنز مصري ” ملعون “
ظهرت إلى النور أخيراً القطع الأثرية الذهبية المذهلة التي وجدت في قبر الملك توت عنخ أمون، بعد مرور 90 عاماً على اكتشافها في الحفريات التي يزعم أنها أصيبت بلعنة الفراعنة.
تم اكتشاف قبر فرعون البالغ من العمر 3340 عاماً من قبل عالم الأثار البريطاني هوارد كارتر في عام 1922، وكان يحتوي على ثروة من الكنوز لم تعرض كلها للجمهور حتى الآن، حسب تقرير لصحيفة ذا صن البريطانية.
وهي تشمل 100 تركيبة زخرفية لأغطية الأقواس، والكنانات وألجمة الخيل – نقلت كلها مئات الأميال لتوضع في مقرها النهائي.
وتم العثور على الآثار الذهبية المنقوشة من قبل فريق هاورد كارتر في نفس الصندوق في عام 1922 بعد الكشف الأثري الشهير، وفق ما اورد موقع هافينغتون بوست بنسخته العربية، وكان فريقه الذي شارك في عملية البحث قد تعرض لسلسلة من الوفيات غير العادية في السنوات التي تلت ذلك، مما أدى إلى قصص عن إصابتهم بلعنة عند دخولهم القبر. في ذلك الوقت، تم تصوير الآثار وتعبئتها، ولم يتم ترميمها أو تحريكها من مكانها، حتى الآن.
ومن خلال العمل المضني في المختبر، قام أخصائيو الترميم وعلماء الآثار وغيرهم من المتخصصين بترميم القطع في المتحف المصري بالقاهرة، كما قاموا بعمل رسومات للقطع وأجروا بحوثاً شاملة، ومن بين الكنوز كان هناك صور لحيوانات وماعز عند شجرة الحياة، وهي أجنبية على الفن المصري ويعتقد أنها جاءت من بلاد الشام، أو سوريا الحديثة.
وقال البروفيسور بيتر بفالنر من جامعة توبينجن في ألمانيا: “من المفترض أن هذه الزخارف، التي كانت تستخدم في بلاد ما بين النهرين، جاءت إلى منطقة البحر الأبيض المتوسط ومصر عبر سوريا. وهذا يدل على الدور الكبير الذي لعبته سوريا القديمة في نشر الثقافة خلال العصر البرونزي”.
درس بفالزنر وزملاؤه الصور على القطع الأثرية وصنفوها من منظور تاريخ الفن. وقامت مرشحة الدكتوراه جوليا بيرتش بتمييز القطع المصرية عن تلك التي يمكن أن تعتبر “دولية”، من الشرق الأوسط أو من بلاد الشام.
وقال تقرير الصحيفة البريطانية أنه لابد أنها قد تم شحنها لمسافة نحو 400 ميل إلى مصر الحديثة عبر الصحراء والماء. مشيرة إلى أن المصريين القدماء لم يقوموا ببناء طرق للسفر حول إمبراطوريتهم لأنهم لم يكونوا بحاجة إليها، وذلك بفضل نهر النيل. وتقع معظم المدن الكبرى على ضفاف النهر العظيم. ونتيجة لذلك، استخدموه للنقل من وقت مبكر جداً، وأصبحوا خبراء في بناء القوارب والملاحة.
في البداية كانت هذه القوارب طويلة ورقيقة، مصنوعة من نبات البردي، ويتم توجيهها بالمجاديف والأعمدة. ولكن في النهاية تمكنوا من تصميم سفن شحن أكبر باستخدام الخشب، السنط من مصر والأرز المستورد من لبنان، مع دفة كبيرة في مؤخرتها. كما بدأوا في استخدام أشرعة عملاقة في الوسط للاستفادة من الريح عند التوجه نحو المنبع.
وقد أبحروا في هذه المناطق صعوداً وهبوطاً في النيل وفي البحر المتوسط للتبادل التجاري مع بلدان أخرى. واستخدم بعض هذه السفن لنقل الأحجار الضخمة التي تزن ما يصل إلى 500 طن إلى حيث تم بناء الأهرامات.
في كثير من الأحيان كان يوضع قارب بالحجم الطبيعي في مقابر الفراعنة. وكان هناك 35 قارباً في مقبرة توت عنخ آمون، ويمكن رؤية القطع الأثرية التي رممت في معرض خاص في المتحف المصري.[ads3]