صحيفة “غارديان” البريطانية : “أخشى من ترامب ألماني” .. هذه هي مخاوف الألمان من انتهاء حقبة ميركل
تتصاعد المخاوف في ألمانيا من البديل في حالة غياب المستشارة أنجيلا ميركل عن الساحة أو تعرضها لهزيمة سياسية بعد فشلها في تشكيل الحكومة، ولكن أكثر مايخشاه وفقا لصحيفة غارديان البريطانية أن تنتقل عدوى لايحبونها على الإطلاق عبر الأطلنطي إلى ألمانيا.
بيترا ليتهولدت البالغة من العمر 51 عاماً التي كانت غير متحمسة بشأن إجراء انتخابات جديدة في ألمانيا. تقول بترا، وهي تقف في ساحة سوق هيرمان بلاتز الصاخبة في حي نويكولن في برلين: “إنها مجرد مضيعة للوقت والطاقة والموارد”.
وأضافت: “لن يكون صوتي مختلفاً عن الذي أدليت به في 24 أيلول / سبتمبر. لقد قمت بالمقارنة بين الخيارات حينها، وسأتخذ القرار نفسه إذا كان هناك تصويت آخر. لكنني أعتقد أن أنجيلا ميركل سوف تفوز من جديد على أية حال، وربما أقوى من ذي قبل”.
والدتها، إرمغارد، 80 عاماً، وافقتها بحماس. تعلقت بذراع ابنتها بينما كانتا في طريقهما إلى المنزل، وقالتا إنهما تستمتعان بالحديث عن السياسة، لكنهما شعرتا أن السياسة خذلت منطقتهما وألمانيا ككل.
تقول إرمغارد: “في عهد ميركل، زاد انعدام المساواة، والفجوة بين الأغنياء والفقراء تزداد اتساعاً، وفقر الأطفال آخذ في الارتفاع، ولم يبذل أي جهد حقيقي في محاولة للسيطرة على الإيجارات في هذه المنطقة، الأمر الذي يجعل الحياة صعبة حقاً للكثيرين. لا أعتقد أن ميركل هي المسؤولة عن ذلك، ولكنني أيضاً لا أعتقد أن لديها سيطرة على ما يحدث. الديمقراطية معيبة جداً”.
إلا أن بيترا ليتهولدت تأمل في أن الصدمة التي تواجهها ميركل بسبب إحتمال خوضها الانتخابات مرة أخرى قد تجعلها “تفكر أكثر في المصالح في الداخل. لدي انطباع قوي أنها ترعى المصالح الأوروبية وليس الألمانية. ربما يتغير ذلك”.
أخذ أشيم (ليس اسمه الحقيقي) يدخن سيجارته وأخذ رشفة من مشروبه خارج محلات بيع الصحف في شارع كارل ماركس. يقول المزارع الذي انتقل للعمل في مجال تأشيرات الدخول (57 عاماً) أن الانتخابات الألمانية تجعله متوتراً دائماً.
وأضاف “أثبت التاريخ أنك لا تستطيع الوثوق بالألمان. أعتقد أنهم الشعب الأكثر ذكاء في العالم. أنا قلق باستمرار مما قد تطلقه ألمانيا على العالم، خاصة مع مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي، الأمر الذي يعطي ألمانيا المزيد من القوة في أوروبا. وأخشى ما يمكن أن يحدث في هذا المناخ الحالي من عدم اليقين إذا أزيحت ميركل”.
كان أشيم داعما قوياً لميركل، على الرغم من أنه قال إن ذلك لا يعني بالضرورة أنه صوت لصالحها. وقال إنه لا يستطيع أن يتصور قائداً أفضل لألمانيا.
وأضاف: “لقد ارتكبت أخطاء بالطبع. كان قرار اللاجئين صحيحاً أخلاقياً ولكن خاطئاً سياسياً – ربما كان قرارها بدافع ديني. وقد أوصلها إلى الفوضى التي نحن فيها الآن. ولكن مع كل الدراما الجارية في بقية العالم – من السعودية إلى روسيا وتركيا إلى سوريا والولايات المتحدة لبريطانيا – فهي بالتأكيد اليد الهادئة التي نحتاجها، وآمل أن يعاد انتخابها”.
وقال تيموثى البالغ من العمر 32 عاما والذي لم يرغب فى الإفصاح عن لقبه، إنه ليس على دراية بالسياسة.
وأضاف: “لكني أشعر بالاضطرابات المحتملة التي يمكن أن تعقب ذلك إذا ما غرقت ألمانيا في حالة من عدم اليقين السياسي. في كل من أوروبا وألمانيا. تعتبر ألمانيا نوعا من المرساة السياسية وقد تكون في خطر”.
وقال حسان (37 عاما) الذي وصل مؤخراً من تركيا عبر الولايات المتحدة مع زوجته الألمانية، إنه كان سعيداً بتمكنه من أن يوفر حياةً لأسرته في ألمانيا. وأضاف “إنها مستقرة واجتماعية، وحتى كمية البيروقراطية التي يجب على المرء أن يتعامل معها أنا أقدرها، لأنها علامة على أن السياسة مسيطرة”. كما أبدى هو أيضاً تقديره لهدوء ميركل – “لديها درجة عالية من التحكم في الذات، وهو يخشى مما قد يأتي بعدها.
“أشعر بالأمان الآن، ولكن تخيل إذا ما فاز [الحزب الشعبوي المتطرف] البديل من أجل ألمانيا، على خلفية الفوضى السياسية التي لدينا الآن. ماذا سيحدث لي ولعائلتي؟ ”
وقالت سميحة بغدادي، 47 عاماً، إنها تخشى أيضاً من شحذ لهجة الخطاب المناهض للأجانب. قالت بينما كانت تدفع الدراجة إلى المنزل من العمل على طريق كارل ماركس: “إن العالم يحتاج أساساً إلى إعادة التفكير في السياسة بشكل عام. ولكن على الأقل في عهد ميركل أعتقد أن الشعب الألماني يتمتع باللطف والاحترام.
واستدركت قائلة :أخشى القوى العاملة من وراء الكواليس، وأخشى من الذي قد يحكم ألمانيا إذا تم إبعادها عن السلطة. لقد رأينا ما حدث في الولايات المتحدة، وكيف يقوم دونالد ترامب بتشكيل لغة الناس وسلوكهم. حسناً، أخشى ترامب الألماني. أو أسوأ. أعتقد أن الناس معرضون لذلك”.
المصدر : The Guardian – Huffington Post[ads3]