لعبة بوتين في سوريا
لكل مرحلة أدواتها وتكتيكاتها، وبوتين الذي تفرّغ للأزمة السورية منذ أكثر من سنتين، عبر متابعته تقويم المواقف التي تصدرها مؤسساته البحثية والأمنية ورصد مواقف الدول وتحليلها، وحتى إقامة ورش عصف ذهني، بات محترفاً بكل تفاصيلها ودقائقها ومعرفة كيف يتصرف إزاء كل نقلة وأين يضع قدمه، في الوقت الذي ينهمك الآخرون بالإنشغال بأكثر من قضية وصراع.
لم يكن عناد بوتين من فراغ بل كان عناد العارف أكثر من الجميع. مئات المصالحات التي أجرتها استخباراته في أرجاء سورية أعطته صورة واضحة عن كل شيء في البلد، ممّ يخاف الناس وماذا يطمحون، آلاف طلعات الرصد والمراقبة التي قامت بها طائراته، قدمت له صورة مفصّلة شملت حتى ينابيع المياه التي يردها مربو الماشية في البادية، ومن تلك التفاصيل صنع بوتين أسس قوته في سورية، فيما كان الآخرون يأنفون إلا الاضطلاع بالقضايا الإستراتيجية الكبيرة.
يلعب بوتين على نقاط ضعف جميع الأطراف المحليين والإقليميين والدوليين، يعرف أن اللاعبين السوريين (نظاماً ومعارضة) مستنزفون إلى أبعد الحدود، وأن ايران وجماعاتها لو كانت لديهم قوّة كافية لإنجاز مشروعهم لما جلبوا الدب الروسي الى كرمهم، وأن تركيا بعد الانقلاب وانكفاء «الناتو» أصبحت دولة هشة وضعيفة، وأن إسرائيل مكبلة بمخاوفها وحساباتها التي اصبحت أكبر رادع لها، وأن دول الخليج خفّضت سقف حماستها رؤيتها إدارات أميركية غير ملتزمة أمن الخليج، لذا صارت تطرق أبواب موسكو للبحث عن مقاربات جديدة تحفظ أمنها.
وللمفارقة، هذا ما يطلق عليه البعض، تلطفاً ومحاولة لتخفيف وقع الرضوخ للمقاربة الروسية، وجود قاعدة دعم دولي للجهود الروسية في سورية وتفويضها إخراج الحل، وفي الواقع لا يعدو الأمر استسلام جميع اللاعبين أمام القوّة الروسية الجبارة.
ومن يسمون شركاء روسيا في الحل، هم قوى جرى ترويضها وتشذيب سلوكها، وإيصالها إلى هذا المكان، فإيران لم تكن تريد مفاوضات مع أي طرف سوري يعارض النظام بل كانت ترى ان لا حلول إلا في سحق المعارضة واستسلامها، وتركيا كانت لها رؤية مختلفة تتمثل بسقوط الأسد ووضع سورية كلها تحت جناحها، لكن ما حصل ان بوتين، وبهدوء، تلاعب بمقادير المعطيات فتغيرت اتجاهات الحدث كلية.
كثيراً ما نظرت الأطراف الإقليمية والدولية الى التدخل الروسي في سورية من زاوية حسابات كمية، مرّة عبر حساب الطائرات المشاركة في الحملة الروسية، ومرّة حساب المصاريف اليومية التي تستهلكها روسيا في الحرب، وبنت رهاناتها على أن موسكو لن تنجح في السيطرة على الواقع السوري الملتهب ولن تثبت تالياً أنها قوة جديرة بالاحترام وتستحق ان تكون طرفاً دولياً مقرراً.
لكن روسيا كانت لها رؤية مختلفة، اعتمدت على هندسة شاملة للوضع السوري تشتغل فيه بكامل طاقتها لتؤسس عليه بناء صعودها الدولي الجديد. استعمل بوتين إستراتيجية التركيز الأقصى على الدور الروسي في سورية واعتبره فرصة يجب استغلالها إلى أبعد الحدود. ونتيجة ذلك راكمت روسيا في الحيز السوري تأثيراً وسيطرة ومعرفة بالواقع المحيط بالحدث السوري بكل تفاصيله، ومواقع وأوضاع اللاعبين فيه.
اليوم، ونتيجة هذا الجهد غير المنقطع والمكثّف، أصبح بوتين قادراً على الانتقال الى الخطوة الثانية بثقة واقتدار، وأما المطالب والاعتراضات من هنا وهناك للاعبين المحليين والإقليمين والدوليين، فبوتين قادر أيضاً على تفنيدها عبر تكتيكات ثلاثة باتت ملامحها واضحة في تعاطيه مع الأطراف المذكورة:
الواقعية: التي تقوم على ضرورة الاعتراف بتغير موازين القوى واستحالة تغييرها لأن ذلك يستدعي إعلان الحرب على روسيا، من مستعد لهذه المهمة؟ لذلك على جميع اللاعبين التعامل بمرونة إن أرادوا الخروج بأقل الخسائر من سورية.
مفاضلة الأولويات: حيث تصبح قضية بقاء الأسد ورحيله تفصيلاً صغيراً مقابل التحدي الذي يفرضه النفوذ الإيراني، وروسيا لا يمكن ان تضمن لأي طرف اقليمي او دولي الحد من النفوذ الإيراني ما لم تكن هناك دولة مستقرة ونظام قوي.
تأجيل الملفات الإشكالية: استطاع بوتين تحويل كل ما يتعلق ببقاء الأسد ووجود إيران ومصير المهجرين والمعتقلين ومصير مناطق خفض التصعيد، إلى قضايا إشكالية لا يفيد طرحها الأن، وما يستحق العمل والاهتمام فقط هو أجندة مواعيد المؤتمرات الروسية حول سورية لأن فيها يكمن الحل.
غير أن جزءاً من الحقيقة مغيب تماماً، أو لم يستطع الكثيرون رؤيته، وهو أن بوتين يريد التصرف بسرعة لاستغلال انتصار قواته على الأرض ووضع الآخرين أمام الأمر الواقع، أي تهميش الدور الغربي واستغلال ضعف المعارضة السورية، وأن الرجل يخفي من الخوف والقلق أكثر بكثير مما يعتقد خصومه، فهو الأدرى والأعلم بإمكانات دولته وظروفها وكيف وصلت الأمور الى هذا الحد.
هل نتوقع جولة مفاوضات ترد الروح وتقوي العزائم؟ إن لم يكن هناك تفاوض يفصّل كل بند بأبعاده وتأويلاته واحتمالاته، وإن لم تكن هناك متابعة خطوة بخطوة لتفكيك إستراتيجية بوتين العميقة، فلا شيء يعول عليه، ومن ليس لديه ترف الوقت والجهد لمتابعة ذلك فليتوج بوتين ملكاً على سورية.
غازي دحمان – الحياة[ads3]
روسيا قذرة أضعف مما يصفون
و هزيمتها لابد منها مهما . جلبت سلاح
لو أن بوتين بارادته يقاتل لكان هرب . لكن هناك دول تعطي بوتين الاموال . مقابل دخوله سوريا .
– بوتين مستحيل أن يدخل سوريا بدون أجرته . التي يأخذها من دولة غنية. عن طريق صفقات .
مقال بعين واحدة، روسية.
هل يستطيع الكاتب ان يوضح بماذا غامروا الروس، ليخافوا؟
لم يقدم أصدقاء الشعب السوري ليخيفوا الروس سوى الوعود و الكذب.
روسيا ، أرادوا لها ان تكون قوية في سوريا ليس إلا.
الروس يعرفون جيداً ان تلقي المعارضة لاسلحة دفاع جوي سيجعل من حياتهم جحيم. و جيش بشار العلوي كسيح و جبان لولا طيرانهم.
كلها خزعبلات سخيفة، و جميعهم جالسون مساءً في بيوتهم مع قنينة عرق او كونياك او كبسة او متة، من يعاني هم ٩٠٪ من السوريين فقط.
اذا ارادت امريكا في ساعة واحدة ستتحول القرداحة لكركوك ٢.
هناك نقاط حددها المقال و هي صحيحة و لكن بالمجمل، حمل الجمل الروسي بأكثر مما يستطيع حمله
محلل عسكري روسي،
امريكا تستطيع ان تحول القواعد الروسية في سوريا الى اثر بعد عين في ظرف ساعات.
من يعتقد اننا نداً لامريكا في سوريا فهو ساذج، امريكا اليوم أقوى مننا ب ٣٠ ضعف.
كلام مترجم من نوڤايا كارينا الروسية.
مقال مهم لكن نقطة جوهرية قد تكون غائبة وفيها مقتل روسيا وهي اولمبياد روسيا 2018، وقد تكون هي اكثر ما يدفع بوتين لإسكات كل الجبهات وفتح مفاوضات ومؤتمرات قد تطول وتطول الا انها ستبعد عن روسيا كابوس نا قد يستغله الغرب لتقويض استضافة كأس العالم في روسيا باعتبار أن جيشها يخوض حرباً خارجية وانها مستهدفة.
هل الكاتب روسي
كأنني أرى كاتب المقال أصبح روسيا فهو يدافع عن المجرم والقاتل بوط طين طبعا المقال كلها شخابيط بشخابيط المجرم والقاتل بوط طين يده ملطخة بالدم السوري وأصبح بنظر الكثير من السوريين مثل بشار الكيماوي الأرهابي بوط طين تورط بالدم السوري والوحل السوري وأصبح في موقف حرج يريد الهروب من سورية اليوم قبل الغد بأسرع وقت ممكن فالخسائر البشرية تزداد والأزمة الأقتصادية في بلاده تقصف ظهره والأنتخابات على الأبواب لذلك نراه مثل الكلب يلهث ويسرع بأجراء المكالمات الهاتفية مع أمريكا وقطر واسرائيل والسعودية ومصر وتركية ولو كان كما يتصور الكاتب القادر على الحل في سورية لما أتصل مع الأخرين المجرم بوط طين
لا يستطيع فعل أي شيئ الأ بعد الأتصال وأخذ الأذن من أمريكا وخير دليل على ذلك تقول روسيا أن الحل السوري سيكون في سوتشي بينما صرح ترامب وماكرون أن الحل السوري سيكون في جنييف وأخيرا لا ننسى الدور الأسرائيلي المهم والرقم الصعب في المعادلة السورية وأذا لم تعجب الحل النهائي أسرائيل فلن يستطيع المجرم الروسي فعل أي شيء وأنه سيغرق أكثر في المستنقع السوري والشهور القادمة الحاسمة ستبرهن كم هذا المجرم ضعيف ولا يستطيع فعل أي شيء الأ تدمير وقصف المشافي والمدارس والأسواق وقتل الأبرياء