اليونان : لاجئون يحالفهم الحظ و يحصلون على مساكن بدلاً من المخيمات .. على أمل انتهاء ” الانتظار الكبير “
على الرغم من أن الجزر اليونانية ما تزال خيمها ممتلئة باللاجئين، لكن يبدو أن وضع المدن اليونانية، بعيداً عن الجزر، ما زال تحت السيطرة.
وقالت صحيفة “ألخمين داخبلاد” الهولندية، بحسب ما ترجم عكس السير، إن آلاف العائلات تعيش مؤقتاً في شقق بين اليونانيين، بفضل كثير من أموال الاتحاد الأوروبي.
صابر محمود، رجل سوري طويل بشارب مشذب، يجلس على كرسيه في شقته المفروشة بأرائك قماشية عليها رسمات ورود، وبعض اللوحات على الحائط، يقول: “هذا أفضل بكثير من الخيمة التي عشنا فيها قبل هذا البيت، أنا سعيد جداً وممتن”، في الوقت الذي ضحكت فيه زوجته وهزت برأسها، وقد جلس طفلان في حجرها، وقالت: “عشرة أشهر في خيمة كانت مدة طويلة جداً”.
العائلة التي لجأت من حلب، تعيش الآن في شارع ضيق في بلدة ليفاديا اليونانية، التي تبعد ساعة ونصف بالسيارة عن أثينا، وهي بلدة بين الجبال، يقطنها حوالي 30 ألف نسمة.
استطاعت العائلة الحصول على شقة مفروشة، مالكها يوناني، ويذهب الأبناء إلى المدرسة، والأب فيما ينتظر الأب والأم ما سيجلبه المستقبل لهم، أما عن بقائهم في البلدة، فذلك ليس أمراً محتملاً.
فضلاً عن عائلة محمود، يوجد أيضاً حوالي 17 ألف لاجئ في اليونان، استطاعوا أن يغادروا أحد المخيمات الإحدى والعشرين الموجودة، والانتقال إلى منازل مستأجرة.
أحياناً تكون المنازل جيدة كمنزل محمود، إلى جانب وجود كل الاحتياجات المعيشية، كالأسرّة والثلاجة وأدوات المطبخ، وبطاقة بنكية من أجل شراء الطعام بقيمة 150 يورو بالشهر للاجئ واحد، و 500 يورو للعائلة التي لديها أربعة أطفال، وهي أرقام معتمدة على المساعدات المالية الاجتماعية التي يأخذها اليونانيون أنفسهم.
وتم تخصيص 209 مليون يورو من قبل اللجنة الأوروبية من أجل المساعدة العاجلة لليونان، ومن تلك الأموال تستأجر منظمات محلية ومفوضية اللاجئين شققاً لإسكان اللاجئين فيها.
وقالت الصحيفة الهولندية، بحسب ما ترجم عكس السير، إنها حالة فريدة، إذ أنه للمرة الأولى يقوم الاتحاد الأوروبي بتقديم المساعدة الطارئة في أوروبا نفسها، حيث لا يستطيع اليونانيون تحمل أزمة اللاجئين بأنفسهم.
وفي ذروة أزمة اللجوء، كان يصل إلى جزيرة ليسبوس 4 آلاف شخص في اليوم، يكملون طريقهم خارج الجزر، ومن لم يستطع العبور إلى شمال أوروبا يبقى في اليونان.
وفي مثال سوري آخر، تسكن رنيم (حمص)، البالغة من العمر 26 عاماً، في شقة بالعاصمة أثينا مع أطفالها الثلاثة، بعد أن فارق زوجها الحياة في سوريا، وعن ذلك تقول وهي في أحد المراكز التابعة للمدارس الصغيرة، حيث يستطيع أطفال اللاجئين الحصول على مأوى أو درس إضافي: “الوضع صعب بمفردي في اليونان مع أطفالي”.
تأتي السيدة السورية كل يوم إلى تلك المدرسة، تلعب ابنتاها التوأم بسرور مع الأطفال الآخرين هناك، ما يعيطها بعض الراحة أكثر من المخيم الذي كانت تقطن فيه، وتضيف: “نشارك شقتنا مع امرأة أخرى مع طفلها، الأمور ليست جيدة بيننا”، ومجدداً دمعت عيناها، وقالت لاحقاً: “ساعدوني أرجوكم”.
رنيم لا تريد البقاء في اليونان، بل تريد الذهاب إلى أخيها في ألمانيا، وقامت بتقديم طلب لم شمل، تماماً كما فعل محمود وعائلته، حيث لديهم ولدان في ألمانيا.
وقال محمود: “سكننا هنا جيد، الجيران ودودون، لو كان الأمر ممكناً لأحضرت أبنائي من ألمانيا إلى هنا، لكن ماذا علي أن أفعل في هذه البلدة؟ أنا كهربائي، ولا يوجد عمل هنا.. لا أعرف لاجئين وجدوا عملاً هنا”.
وهناك المئات من العائلات التي تريد المتابعة إلى ألمانيا، وغالباً ما تتم الموافقة على طلب لم الشمل، لكن ذلك يستغرق أشهراً لتجهيز كل الوثائق، الأمر الذي يدفع عمال الإغاثة لتسميته “الانتظار الكبير”.
حصلت عائلة محمود على الموافقة للم الشمل في آذار، لكن أوراق السفر لم تصل بعد، وأدى ذلك لتوتر بين اليونان وألمانيا، حيث اتهمت اليونان ألمانيا بأنها تمدد الإجراءات عمداً.
وتلوح في الأفق مشكلة أخرى، فمشروع إيواء اللاجئين يقتصر فقط على اللذين ما يزالون ضمن نطاق الإجراءات، أما من يحصل على إقامة في اليونان، ويريد البقاء فيها، فيجب عليه أن يخرج خلال فترة محدد، ويعثر على منزل بنفسه.
وبحسب مفوضية شؤون اللاجئين، يوجد حوالي 46500 لاجئ في اليونان، حتى الأول من تشرين الأول، أكثر من 13500 منهم عالقون في الجزر.
وبسبب استمرار وصول مئات الأشخاص بالقوراب من تركيا، تنامى الضغط على المخيمات الممتلئة أصلاً في الجزر اليونانية، وكانت منظمات الإغاثة قد دقت ناقوس الخطر عدة مرات بسبب الظروف المزرية، التي يعيشها اللاجئون هناك.[ads3]
سوريا فيها حرب فهمناها،تركيا ماذا بها؟، اليونان ماذ بها؟ الذين في سوريا يدعون الله يوصلهم لتركيا و الذين في تركيا يدعون الله للوصول لليونان و في اليونان يدعون الله للوصول لألمانيا، منافقين يسعون للمتاجرة بمشكلة وطنهم والإستفادة منها لإقصى الحدود للحصول على منافع و مساعدات مالية أكثر، لدرجة أن السفرلألمانيا أصبح محن عند السوريين.