إعادة برمجة خلايا الجسم .. تقنية حديثة تنبئ بثورة في مجال الطب

طور علماء رقاقة إلكترونية قد تساعد على شفاء الإصابات وخلق نسيج عصبي جديد، حيث بإمكان الرقاقة إعادة برمجة خلايا معينة في الجسم لتقوم بوظيفة خلايا أخرى.

ومن المتوقع أن يُحدث هذا النوع الجديد من العمليات في المستقبل نقلة نوعية كبيرة في مجال الطب فيما يخص علاج بعض الأمراض مثل الباركنسون والزهايمر، وفق ما أشار إليه موقع “هايل براكسيس” الألماني نقلا عن المجلة العلمية “ناتشر نانوتيكنولوجي”.وأشار موقع جامعة “أوهايو” الأمريكية، التي أصدرت الدراسة أن باحثين لديها، نجحوا بمساعدة شريحة إلكترونية في إعادة برمجة خلايا الجسم إلى أنواع أخرى من الخلايا، إذ يمكن استعمال هذه الرقاقة مستقبلا من أجل علاج الإصابات وبعض الأمراض.

وقال المشرف على الدراسة، تشاندان سين في تعليقه على نتائج الدراسة إن هذا الأمر يصعب تخيله، بيد أنه قابل للتحقق وتبلغ نسبة نجاحه حوالي 98 في المائة، وأضاف نفس المتحدث، بحسب ما نقل عنه موقع جامعة أوهايو، أنه بالاعتماد على هذا النوع من التكنولوجيا “نستطيع تحويل خلايا الجلد إلى أي عضو (في الجسم)”.

وأردف نفس المتحدث أنه بمعية الخبراء المشاركين في الدراسة لم يتوقعوا عمل هذه التقنية بكيفية جيدة وأن هذه النتائج هي فقط في البداية، وسيأتي ما هو أكثر في المستقبل القريب.

ما المقصود بإعادة برمجة الخلايا؟

وأوضحت الدراسة أن الخبراء أرادوا تحويل خلايا الجسم إلى أنواع أخرى من الخلايا، حتى يتمكنوا من استبدال النسيج المتضرر، وهو ما يطلق على اسم هذه العملية “بـإعادة برمجة الخلايا”. ونجح الخبراء في إعادة برمجة خلايا جلد فئران حية إلى أنسجة عصبية، وكان من الممكن أيضا تحفيز الخلايا الجلدية على التحول إلى خلايا وعائية. كما تمكن الخبراء أيضا من علاج عضلات تعرضت للتلف.

نجاح التجربة على الفئران

واعتمدت النتائج على تجربة أجريت على فئران حية، إذ تم وضع شريحة إلكترونية على جلد الفئران من الخارج مبللة بمحلول خاص، وكذلك بالاعتماد على نبض إلكتروني قصير جعل جدران خلايا الجلد قابلة للاختراق. ولاحظ الخبراء بعد وقت قصير حدوث فتحات صغيرة جدا في جدران الخلايا، لينجح بعد ذلك ما يسمى “بعوامل إعادة البرمجة” من الدخول إلى الخلايا.

مزايا التقنية الجديدة

وقال المشرف على الدراسة، تشاندان سين، إنه لاحظ بالفعل تغييرات بعد سبعة أيام من القيام بالتجربة، فقد نمت أوعية جديدة في أرجل الفئران، بعدما كانت في السابق توقف دوران الدم. وأضاف أن استخدامات هذه التكنولوجيا الجديدة متنوعة جدا، ولا يقتصر الأمر فقط على استعمالها على الجلد، حيث يمكن استعمالها أيضا مع أنسجة أخرى داخل وخارج الجسم، وهو ما يعني كذلك إمكانية التعامل مع الضرر الذي قد يصيب أعضاء الجسم الداخلية.

مواصلة البحث ضرورية

وفي نفس السياق، أفادت الدراسة أن هذا الاستخدام الجديد للتكنولوجيا بحاجة للمزيد من التجربة حتى يمكن تطبيقه أيضا على البشر، ودون أن يعرض حياة المرضى إلى الخطر، موضحة أن استخدام الخلايا العصبية الجديدة، قد يتيح في المستقبل إمكانية التعامل مع بعض الأمراض، على غرار الباركنسون والزهايمر. فيما يتوقع تجريب هذه التكنولوجيا الجديدة على البشر في السنة القادمة. ( Deutsche Welle )[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها