ألمانيا : متطوعون يذللون العقبات أمام اللاجئين ذوي الاحتياجات الخاصة .. و سورية تتحدى إعاقتها و تتعلم اللغة بقدمها
مرام شابة سورية تبلغ من العمر 25 عاماً، تكتب على لوحة المفاتيح مستخدمة قدمها، لأنها تجلس على كرسي متحرك، ولا يمكنها التواصل بسبب إصابتها بالشلل الدماغي.
صحيفة “سود دويتشه” الألمانية، قالت في تقرير نشرته عن الشابة، الأحد (3/12)، بحسب ما ترجم عكس السير، إن مرام تستخدم جهاز كمبيوتر محمول، حصلت عليه من التبرعات، لكي تكون قادرة على حضور الدروس الألمانية لمدة ساعتين، حيث تدخل ببطء كل كلمة ألمانية جديدة، مستخدمة قدمها.
وذكرت الصحيفة أن مرام تعيش مع والديها ولها ستة أشقاء، تذهب إلى المدرسة ثلاث مرات في الأسبوع، وفي كل مرة يتم حملها، لأن المنزل ليس مخصصاً لذوي الاحتياجات الخاصة، ويقوم بنقلها مرافق إلى مكتب تابع لمشروع كوملن، في شارع توركنشتراسه في مدينة ميونخ، حيث يتم تقديم دورات دراسية بالألمانية، ودورات لتعلم الحاسوب للاجئين، ذوي الاحتياجات الخاصة.
وتقول مديرة المشروع ريكاردا فانك: “يحصل السوريون والناس المنحدرون من بلدان غير آمنة، على دعم أسهل وأسرع من المدينة والدولة، أما بالنسبة للأشخاص من البلدان الآمنة، فإنه من الصعب حتى استخراج بطاقة تأمين للحصول على مساعدة”.
وأضافت أن المشروع يوفر معدات مساعدة للمعاقين، مثل الكراسي المتحركة، والعكازات، ومكبرات القراءة الإلكترونية، ويتلقى دعماً مالياً من متبرعين خاصين، لأن اللاجئين لا يمكنهم إصلاح أو دفع ثمن معدات قد استعاروها، حيث تكلف العدسة المكبرة الإلكترونية 690 يورو.
وذكرت الصحيفة أن بطاقة الإعاقة لكثير من اللاجئين تشكل وصمة عار، وخاصة إذا كان العجز غير ظاهر، فعندما حصل السوري حسن، البالغ من العمر 21 عاماً، على بطاقة هويته (بطاقة معاق)، كان مستاء للغاية حول هذا الموضوع، واستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى تقبل ميزات بطاقة معاق، مثل الصعود في وسائل النقل العام بشكل مجاني.
كما يشارك الشاب السوري في دورة اللغة الألمانية، وبسبب وجود صعوبات في التعلم، حيث لا يستطيع حسن القراءة والكتابة، ولكن يتعلم عن طريق دمج الصور والكلمات باللغة الألمانية.
وذكرت الصحيفة أن تعلم اللغة الألمانية يعد أهم خطوة للاجئين ذوي الإعاقة، من أجل التعامل مع حياتهم الجديدة في ميونيخ بشكل مستقل، إلى حد كبير.
وأضافت مديرة المشروع: “نريد إيجاد سبل لضعاف البصر والمكفوفين لكي يتعلموا الألمانية بشكل مستقل”، ولذلك وافق طالب في علوم الكمبيوتر، يشارك كمتطوع في المشروع، على تطوير برنامج على جهاز الهاتف لمساعدتهم.
وقالت الصحيفة إنه إذا سمح لمرام بالحصول على سكن مخدم لذوي الاحتياجات الخاصة، فيمكنها الحصول على كرسي متحرك مع محرك كهربائي، لكي تستطيع قيادته بقدمها.
وأشارت الصحيفة إلى أن المكتب الاتحادي للهجرة، ومركز التوظيف “جوب سنتر”، يرفض حتى دفع تكلفة سيارة أجرة، أو خدمة مرافقة لمرام، ولذلك هي محظوظة، لأن متطوعين في المشروع يقومون بمرافقتها، بالإضافة إلى زميلها حسن، الذي يشد من أزرها أيضاً.[ads3]