” العمل أو الأطفال ” .. ألمانيا : تراجع معدلات الإنجاب يشكل معضلة كبيرة للدولة مستقبلاً

تعد مشكلة تراجع معدلات الولادة في الألمانيات معضلة كبيرة على المدى البعيد لمستقبل الدولة، حيث تضطر الأم العاملة لدفع ضرائب باهظة.

صحيفة “زود دويتشه تسايتونغ” الألمانية، قالت الأحد، بحسب ما ترجم عكس السير، إنه لا يوجد مكان على وجه الأرض تدفع فيه الأم العاملة ضرائب كما في ألمانيا.

وأَضافت أن ما يشاع أصبح اليوم مدعوماً بالأرقام، والتي تثبت أن الأمهات الأكاديميات يتجهن للعمل أكثر من إنجاب الأطفال، حيث أثبتت الدراسات أن دخول الجامعة يخفض احتمال إنجاب أطفال مستقبلاً بنسبة 25%، خوفاً من عدم التنسيق بين العمل الذين اجتهدوا للدراسة والحصول عليه، وبين الأطفال.

واحتجت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل منذ عشر سنوات على انخفاض نسبة الولادة أو انعدامها بين النساء المتعلمات، وقالت في ذلك الوقت: “حالة لن تستطيع تحملها دولة متقدمة بشكل كبير”، كما شجعت ميركل على الإنجاب بزيادة راتب الأطفال وتخفيض الحمل الضريبي على العائلات.

وأشارت الصحيفة إلى أن انخفاض معدلات الولادة تشكل خطراً محدقاً على ألمانيا، خصوصاً في مجالي الصحة والتقاعد، حيث أن المتوسط العمري يرتفع، والجيل القادم هو من سيتحمل أعباء التأمين الصحي، والتقاعدي للجيل الحالي فيما يعرف بعقد الأجيال.

ويضطر النساء للتخلي عن الإنجاب لأمور تتعلق بالآباء أيضاً، حيث أفادت إحصائيات أن 90% من الرجال يرون أن مستقبلهم المهني أهم من مستقبل زوجاتهم، حيث يعمل معظم الآباء بدوام كامل، فيما تتجه المرأة للعمل بدوام جزئي، ما يؤدي للمشكلة الثانية، وهي أن الشركات تصعب الأمور على النساء للعودة للدوام الكامل، بعد عملهم لفترة بدوام جزئي.

وبالإضافة إلى ذلك، تشكل السياسة عقبة أخرى لعدم وجود تشجيع جذاب وحوافز للإنجاب، كما تقتطع الدولة من المرأة العاملة بألمانيا جزءاً ضخماً من الراتب، حيث أن العمل يصبح غير مجد، فيما اعتبرت الصحيفة أن هذا الأمر غير موجود في أي دولة أخرى، ولذلك تنتشر مقولة “العمل أو الأطفال” في ألمانيا.

وختمت الصحيفة بالقول إن هذا الموضوع يلعب دوراً كبيراً في تشكيل الحكومة الجديدة، والتي يجب أن تكفل حق العودة إلى العمل بدوام كامل للمرأة، إضافة لرفع المعونات والحوافز للعائلة.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها