هولندا : فتى سوري يفوز بجائزة السلام الدولية للأطفال تكريماً لإنجازاته التعليمية الفريدة ( فيديو )

حصل الفتى السوري محمد الجندي، البالغ من العمر 16 عاماً، على جائزة السلام الدولية للأطفال، في مدينة لاهاي الهولندية، يوم الإثنين.

وقالت صحيفة “ألخمين داخبلاد” الهولندية، الإثنين (4/12)، بحسب ما ترجم عكس السير، إن مئات الأطفال اللاجئين، يحصلون على التعليم، بفضل محمد.

الفتى السوري، ذو الشعر الأسود المجعد، والحواجبين السميكين، لجأ مع أبويه وأخته إلى لبنان، بعدما أصبحت سوريا خطرة جداً عليه، حيث شارك أبواه بنشاط في الثورة، وتم سجن أمه مرتين، وتعرضت للتهديد بالقتل من قبل نظام الأسد.

العائلة التي غادرت سوريا، وصلت على مدينة عالية اللبنانية بعد سفر طويل، وبسبب عدم وجود فرص للعمل، سافر أبوه إلى اليونان ثم السويد حيث طلب اللجوء هناك، وبقيت بقية العائلة في لبنان.

في مخيم اللاجئين، لم يتمكن محمد من الذهاب إلى المدرسة، حاله كحال آلاف الأطفال الآخرين، حيث قرر الشاب السوري فتح مدرسة بنفسه داخل إحدى الخيم.

ساعد محمد الأطفال على التعامل مع صدمات ما بعد الحرب التي يعانون منها، عبر اللعب والتصوير الفوتوغرافي، ودروس اللغة الإنكليزية، والرياضيات.

وقال محمد: “هناك في لبنان، أيقنت مدى أهمية المدرسة للأطفال”، وأضاف: “إنه أفضل مكان لإنشاء الصداقات، لتعبر عن نفسك وتناقش ما يشغلك، أردت أن أقدم لنفسي وللأطفال في المخيم ما فقدناه بسبب الحرب”.

بعد فترة، تم تبديل الخيمة بمنزل فارغن يتسع لـ 200 طفل مصاب بصدمات نفسية، وقال محمد: “بعض الأطفال طوال أشهر، بالكاد نطقوا بكلمة، أخبَروا قصتهم عبر الصور الفوتوغرافية، ودروس التصوير التي أعطيتها، عبر الصور التي صنعوها بأنفسهم، حصلنا من خلالها على الانطباع لطريقة نظرتهم للحياة، بمن يثقون وبمن لا يثقون”.

وإلى الآن، يوجد حوالي 530 ألف طفل سوري لا يذهب إلى المدرسة، في مخيمات اللاجئين التركية والأردنية واللبنانية، وتحذر منظمات حقوق الطفل، من أن أولئك الأطفال، يمكن أن يعانوا من مشاكل نفسية ولغوية، أو أن يتم إجبارهم على العمل، أو زواج القصر.

وقال محمد: “لم اتخذ القرار الصحيح دائماً، لم أكوّن صداقات، لأني كنت خائفاً من أن أخسرهم عاجلاً أم آجلاً، تعلمت أن المستقبل غير آمن، عشت يومي، استخدمت الوقت من أجل تحسين نفسي، والقيام بشيء جيد للناس من حولي”.

في السويد، سيدأ محمد قريباً بدراسة الحقوق مع والده، أمه وأخته ما تزالان في اليونان، تنتظران لم الشمل، فيما يأمل محمد بعودة الجميع بسرعة إلى بلدهم.

وقال محمد: “أجمل الذكريات في سوريا عندما كنا نلعب كرة القدم في الشوارع الصغيرة، كنا دائما في الخارج، أتمنى أن يعود أبناء بلدي جميعهم في يوم واحد إلى سوريا، لأننا أيضاً غير مقبولين دائماً خارج سوريا، آمل أن يحقق السوريون لاحقاً ما يريدون في حياتهم، وأن يكونوا ما يريدون”.

* الصورة: محمد الجندي من سوريا، أسس مدرسة للأطفال في مخيم اللاجئين، واستلم جائزة السلام الدولية للأطفال لعام 2017 من ملالا يوسفزاي، الحاصلة على جائزة نوبل للسلام.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

One Comment