يورونيوز : قطر تتحدى مقاطعة عربية بمشروع جديد

في عمق الصحراء القطرية، يقف قطيع من الأبقار في حظيرة فسيحة ترطب هواءها مراوح وزخات من رذاذ الماء، حيث تلعب كل بقرة دورا رئيسيا في خطة لتحدي مقاطعة تجارية وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الألبان للبلد الخليجي الصغير بحلول العام القادم.

وأبلغ الرئيس التنفيذي لشركة “بلدنا” للانتاج الحيواني جون دور رويترز في مقابلة إن الأبقار من فصيلة هولستين ذات اللونين الأبيض والأسود هي أول مجموعة من قطيع قوامه 14 ألف بقرة تتوقع الشركة بناءه في الأشهر المقبلة.

وأضاف قائلا “سنجعل قطر مكتفية ذاتيا بحلول يونيو (حزيران)، ذلك هو الهدف”.

واعترف دور ،وهو رجل أيرلندي عمل في السابق لدى شركة المراعي عملاق منتجات الألبان السعودي، بأن تربية وحلب الأبقار في درجات حرارة تقترب من 50 مئوية في الصيف يمثل تحديات خاصة.

لكنه يقول إن التكنولوجيا والسيولة المالية الكبيرة لدى الملاك القطريين لبلدنا، يعوضان هذه البيئة القاسية.

وقال إنه يجرى بالفعل حلب مئات الأبقار بواسطة آلات الحلب الأوتوماتيكية في مزرعة بلدنا في أم الحوايا الواقعة على بعد نحو 50 كيلومترا شمالي الدوحة، والتي تنتج حليبا جيدا بما يكفي للتصدير. وأضاف أن أكثر من ستة آلاف بقرة إضافية من الولايات المتحدة من المنتظر أن تصل بحلول فبراير شباط.

ويبرز مسعى قطر لتأسيس صناعة لمنتجات الألبان في الصحراء كيف تستخدم الدولة الخليجية الثرية، أكبر مصدر في العالم للغاز الطبيعي المسال، المال والتكنولوجيا للتغلب على عزلتها.

وقطعت السعودية ودولة الإمارات العربية والبحرين ومصر العلاقات التجارية وروابط النقل مع قطر في يونيو حزيران متهمة إياها بدعم الإرهاب، وهو اتهام تنفيه الدوحة.

وعطلت المقاطعة خطوط الشحن لقطر عبر الخليج. كما أدت إلى إغلاق الحدود البرية القطرية مع السعودية والتي كان يتم عبرها استيراد الكثير من البضائع السريعة التلف ومن بينها نحو 400 طن من الألبان الطازجة والزبادي يوميا.

وأجبرت المقاطعة قطر على استيراد منتجات الألبان بالطائرات من تركيا وإيران. لكن دور يقول إن البلاد عازمة على تأسيس قطاع خاص بها لمنتجات الألبان، بالاعتماد إلى حد كبير على بلدنا، وهي شركة خاصة تتلقي دعما لوجيستيا وأشكالا أخرى من الدعم من الحكومة.

وقال إن الشركة، التي تربي الأغنام، كانت تدرس التحرك صوب إنتاج الألبان قبل المقاطعة، لكنها أدركت أنه سيكون من الصعب عليها أن تنافس أسعار الواردات من المراعي.

وأزالت المقاطعة المنافسة وفي الأسابيع الأولى من الأزمة الدبلوماسية جلبت الشركة بطريق الجو 3400 بقرة على متن طائرات الخطوط الجوية القطرية المملوكة للدولة.

وقال دور “كنا نحلب الأبقار هنا في 11 يوليو (تموز)، أي بعد شهر تقريبا من الحصار، وذلك بأي معيار قدر من الإنجاز”.

وتعتزم بلدنا استيراد شحنتين أخريين بحرا من الولايات المتحدة تضم كل واحدة 3300 رأس من الماشية بحلول فبراير شباط. وتخطط الشركة لاستيراد شحنة أخرى تتألف من ثلاثة آلاف بقرة لكن لم يتم تقديم طلب شراء حتى الآن.

وتقول الشركة إنه بحلول يونيو حزيران فإنها تتوقع زيادة إنتاج الألبان الطازجة والزبادي إلى 500 طن يوميا وهو ما يكفي لتلبية الطلب المحلي مع بقاء 100 طن فائض للتصدير.

ولم تفصح بلدنا عن التفاصيل المالية لمشروعها، ولم يتضح بعد ما إذا كان بإمكان قطر إنتاج كميات كبيرة من الألبان بطريقة مجدية اقتصاديا، ناهيك عن تصدير بعض الإنتاج بأسعار تنافسية.

لكن في الوقت الراهن على الأقل، يبدو أن مسعى البلاد لتقليص اعتمادها على الواردات من خلال الإنتاج المحلي يحفز الاقتصاد. وتظهر بيانات نشرت الأسبوع الماضي أن قطاع الصناعات التحويلية نما 3.2 بالمئة من مستواه قبل عام في سبتمبر أيلول. وقفز التصنيع الغذائي 23.5 في المئة. (euronews)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها