الأسد في عرسال و سليماني في الجنوب !

لوهلة يبدو عنوان المقالة مثيراً للاستغراب، ولكن بعد عرض الوقائع المتصلة به يُفترض ان يتبدد عنصر الغرابة ليحل محله عنصر القلق من استمرار سياسة استباحة سيادة بلد عانى منذ عقود من هيمنة النظام السوري قبل ان يكمل النظام الايراني ما تركه حاكم دمشق من سطوة عام 2005.

شغلت بلدة عرسال على الحدود الشرقية بين لبنان وسوريا حيّزاً واسعاً من الاهتمام الداخلي والاقليمي خلال أعوام الحرب السورية التي مضى عليها حتى الان ما يقارب السبعة أعوام، نظراً الى الموقع الاستراتيجي لجرودها في المعارك التي دارت بين النظام وحلفائه الايرانيين ومن يتبعهم وفي المقدمة “حزب الله”، وبين أطراف المعارضة السورية التي ضمّت بين أطيافها تنظيمات متشددة في مقدمها “جبهة النصرة” وتنظيم “داعش”. وبعد مسار طويل شهد التدخل الروسي الحاسم تحقق النصر المبين لفريق النظام السوري وحلفائه قبل أشهر خلت. لكن ما بقي ناقصاً حتى اليوم هو عودة السيادة اللبنانية الى تلك الجرود الشاسعة، ما سمح بتدخل ميليشيا النظام التي تحمل اسم “اللجان الشعبية” والتي هي تشكيل يضم شبّيحة الاسد الذين يمارسون البطش في سوريا منذ أعوام طويلة، ومنذ أسابيع في المنطقة الحدودية اللبنانية. ووفق معلومات صحافية، أقدم رجال الاسد ليل الاربعاء الماضي على الحدود لبلدة قارة في تلك الجرود على الاعتداء بالضرب على راعيَين عرساليَّين هما الشقيقان يحيى وعلاء الفليطي، وسلبوهما تحت تهديد السلاح مئة وخمسين رأس غنم. وقبل ذلك قام رجال الاسد باختراق الاراضي اللبنانية في الجرود فاعتدوا على ستة شبان من عرسال وسلبوا ما بحوزتهم من أموال وهواتف خليوية وبنادق صيد. هذه الحوادث التي يبدو أنها صارت نهجا متكررا تشير الى ان نظام الاسد تولى ملء فراغ “النصرة” و”داعش” بما يشبه ممارسات هذين التنظيمين المتصفين بالارهاب. وفي الوقت عينه، كان وزير داخلية هذا النظام محمد الشعار يعيد بالامس فتح آخر معابر الحدود “الشرعية” الذي كان مغلقا وهو معبر جوسيه في القاع والذي يقع ما بين الهرمل في لبنان وحمص في سوريا. وهذا المعبر هو واحد من خمسة معابر على طول الحدود بين البلدين التي تمتد مئات الكيلومترات. ولكن مقابل هذه المعابر الخمسة هناك معابر غير شرعية لا تعد ولا تحصى تحت سيطرة “حزب الله” وشبيحة الاسد معا.

في الجنوب، وبعد فضيحة الزيارة غير الشرعية لزعيم ميليشيا “عصائب أهل الحق” العراقية التابعة لإيران قيس الخزعلي بثيابه العسكرية لمنطقة كفركلا الحدودية من دون أن يكون قد حصل على تأشيرة دخول الى لبنان، تتردد معلومات ان قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني الجنرال قاسم سليماني قد زار المنطقة في إطار مهمة ترتبط بنفوذ طهران على لبنان ضمن مشروع الهلال الفارسي.

باختصار، إن لبنان بلد سائب لمحور طهران – دمشق!

احمد عياش – النهار اللبنانية[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

تعليق واحد

  1. حزب الشيطان عصابةمافيا مسلحة تتقوى على الشعبين السوري واللبناني تساعدها في ذلك عصابات وشبيحة نص لسان الأثد