دراسة : السلوك الإجرامي ينتج من تعطل شبكات دماغية معينة

سلطت أبحاث كثيرة الضوء في السنوات الأخيرة على قضايا مشهورة تتعلق بتغيرات في الشخصية والسلوك الإجرامي تحصل بعد وقوع إصابات في #الدماغ ، لكن ما زالت هناك تكهنات كثيرة بشأن دور الإصابات التي يتعرّض اليها الدماغ في إحداث السلوك الإجرامي.

استخدم علماء طريقة جديدة للربط بين الإصابات التي تحدث في الدماغ وشبكة التوصيل الدماغية، وطبقوا هذه الطريقة على حالات مختارة اكتسب فيها أشخاص سلوكًا إجراميًا بعد تعرّضهم إلى إصابة في الدماغ.

على الرغم من حدوث الإصابة في مناطق مختلفة من الدماغ، فإن هذه المناطق كلها تنتمي إلى شكبة واحدة فيه. وقال الدكتور ريتشارد داربي، عالم الأعصاب في جامعة فاندربيلت ورئيس فريق العلماء الذي أجرى الدراسة، إن فريقه وجد أن لهذه الشبكة دورًا في صنع القرارات الأخلاقية في الأشخاص الطبيعيين، ولعل هذا هو السبب في أن وقوع إصابات في هذه المناطق يزيد احتمالات اكتسابهم سلوكًا إجراميًا.

ووجد العلماء 17 حالة لمرضى أبدوا سلوكًا إجراميًا بعد تعرّضهم لإصابات في الدماغ، لكن لم يكن لديهم مثل هذا السلوك قط قبل وقوع الإصابات، وفق ترجمت صحيفة إيلاف عن صحيفة “اندبندنت” البريطانية، كما عززوا نتائج دراستهم بثلاث وعشرين حالة أخرى، لعل الإصابة بالدماغ سبقت السلوك الإجرامي، لكن ليس بصورة مؤكدة.

قال البروفيسور مسعود حسين، المتخصص في علم الأعصاب في جامعة أوكسفورد، إن نتائج هذه الدراسة “تسند الرأي القائل إن السلوك الإجرامي يمكن أن يظهر نتيجة تعطل شبكات معينة في الدماغ”.

ولفت البروفيسور حسين الذي لم يشارك في الدراسة إلى وجود العديد من الأسباب الأخرى في انحراف الأشخاص، لكنه أضاف أن غالبية علماء الأعصاب تعرف حالات مرضى تتغير عملية صنع القرار عندهم وأحكامهم القيمية وبوصلتهم الأخلاقية بعد إصابتهم بمرض في الدماغ.

وقال الدكتور داربي إن نتائج الدراسة التي أجراها فريقه يمكن أن تساعد العلماء ليفهموا كيف تساهم الإصابة التي يتعرّض لها الدماغ في حدوث السلوك الإجرامي، لكن لهذه النتائج تحديداتها.

ولاحظ أن للعوامل الوراثية والبيئية والاجتماعية دورًا حاسمًا، وأن حدوث إصابة في الدماغ لا يحكم على الشخص المصاب بارتكاب جرائم. أضاف أن وجود إصابة في الدماغ لا يمكن أن يقول لنا إن كان يجب تحميل شخص ما مسؤولية قانونية عن سلوكه، “وهذا في نهاية المطاف سؤال على المجتمع أن يجيب عنه”.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها