ألمانيا : صحيفة تروي تفاصيل ” حادثة اختطاف قصيرة ” لحافلة قام بها سوري راغب بالذهاب إلى لاس فيغاس

حين رأى “رالف ساتلر”، سائق إحدى الحافلات في مدينة هاله (زاله)، التابعة لولاية ساكسونيا أنهالت، أحد الأشخاص يركض في الشارع، ويلوح بذراعه لإيقاف الحافلة التي يقودها، أشفق عليه .. داس على الفرامل، وانتظر صعوده معتقداً بأن الشاب بحاجة إلى مساعدة، ولم يكن يعرف بأنه قد أقدم على مساعدة شخص يريد إجباره على تغيير مسار حافلته بالقوة، للوصول إلى المكان الذي يريده.

صحيفة “ميتلدويتشه تسايتونغ” الألمانية أوردت تفاصيل ما جرى، وذكرت على لسان سائق الحافلة أنه خلال شهر تموز الماضي “صعد الرجل السوري، وقال إنه يريد الذهاب الى لاس فيغاس، اعتقدت بأنه يمزح، فأجبته ضاحكاً بأن لاس فيغاس بعيدة قليلا بالنسبة لي، لكن الرجل لم يبادلني الضحك، وقام بالصراخ بي مكرراً رغبته في الذهاب إلى لاس فيغاس”.

وأضافت الصحيفة، بحسب ما ترجم عكس السير، أن السوري البالغ من العمر 34 عاماً، كان يقصد بـ “لاس فيغاس” النادي الليلي، الذي يحمل اسم مدينة القمار في أمريكا، والكائن في حي نويشتادت، في مدينة هاله.

انطلق رالف وفقاً لرغبة الرجل السوري بدافع الخوف، وقال: “لقد كان الخاطف يقف إلى جانبي طوال الوقت، وينظر إلى الطريق ويحثني على القيادة بسرعة أكبر”، يدرك رالف بأنه في مثل هذه الحالات ينبغي على المرء، توخياً للسلامة، بألا يلعب دور البطل، لا هو، ولا حتى الركاب.

وكان يوجد في الحافلة “المختطفة” أربعة شبان، وقد كانوا هادئين، وهذا هو التصرف الصحيح، بحسب ما قال السائق لاحقاً.

وقد تجاوزت الحافلة إشارات المرور الحمراء أكثر من مرة، وعلق رالف البالغ من العمر 47 عاماً، حول ذلك بالقول: “لقد كنا محظوظين تماماً”، وتحدث رالف بعد ذلك مع الخاطف، الذي تبين فيما بعد أنه يحمل سكيناً معه، وقد اضطر رالف إلى الفرلمة في إحدى المرات، فقام الشاب السوري بضرب تابلو الحافلة غاضباً.

وقال رالف إنه لم يشعر بالذعر في ذلك المساء، حيث كان ينتظر وصول المساعدة في أية لحظة، فقد قام منذ بداية “الاختطاف” بالضغط على زر الطوارئ.

ويقول رالف إنه يعلم بأن المكتب الرئيسي، بعد الضغط على هذا الزر، يمكنه سماع ما يجري على متن الحافلة، لذلك حاول أن يذكر أسماء الشوارع في كل انعطافة بصوت عال قدر الإمكان، على أمل أن يسمعه أحد الزملاء، ويقوم بإرسال المساعدة، وهذا ما لم يحدث.

ويفترض رالف بأن زر الطوارئ كان مفصولاً، لذلك لم يسمعه أحد من المركز الرئيسي.

وانتهت هذه الرحلة المرعبة بعد عشر دقائق من بدايتها، حيث ترجل الخاطف من الحافلة وشكر السائق، وتم إبلاغ الشرطة بعد ذلك عن هذه الحادثة، ليعود رالف إلى المحطة التي بدأت منها الرحلة، وقال إنه قام بدورة واحدة بعد ذلك، لكنه كان ما يزال يفكر في ما حصل معه.

ولم يكن رالف، حتى بعد أيام من هذه الحادثة، قادراً على التركيز على حركة المرور، بل فقط على الركاب، فقد كان يتحقق من الجميع، ويتساءل حول خطورة الراكب، وما إذا كان مخموراً أو عدوانياً.

وبعد العمل، لم يعد رالف قادراً على النوم، بحسب ما قالت شريكته، وأصبح أكثر انغلاقاً منذ وقوع الحادثة، وقد اضطر أخيراً لأخذ إجازة مرضية.

وعلى الرغم من أن الطبيب كان قد نصحه بإجازة لبضعة أسابيع، عاد الرجل إلى مزاولة عمله بعد وقت قصير، وقد رأى زملاؤه بأن عودته في هذه السرعة أمر غريب.

وبعد أسبوعين من عملية الاختطاف، قررت شركة الحافلات التي يعمل فيها (أو بي اس)، التخلي عن خدماته، وذلك بعد أن كرر مراراً بأن زر الطوارئ لم يكن يعمل في ليلة الحادثة.

إضافة لذلك أنهت الشركة التي ندبت السائق لشركة النقل (أو بي اس) عقدها معه، وقد صرحت هذه الأخيرة بأن التخلي عن رالف ليس له أية علاقة بقضية الاختطاف.

وقد أحالت الشركة، وهي المتعاقدة مع وكالة المواصلات العامة في مدينة هاله “هافاغ”، الإجابة عن الاستفسار حول عطل زر الأمان في الحادثة للوكالة، وهي المسؤولة عن مهمة توفير تكنولوجيا الأمان في النقل.

وهذا ما نفته وكالة “هافاغ” مرة أخرى، مؤكدة أنها مسؤولة فقط عن المشاكل التقنية التي تؤثر على الركاب، مثل التحقق من التذاكر، أو عمل آلات قطع التذاكر.

وكانت “هافاغ” قد ذكرت بأن مركز التحكم والمراقبة قد علم بحادثة الاختطاف، ومع ذلك، لم تتم الإجابة عن التدابير التي تم اتخاذها حول تلك الحادثة.

وسوف تبدأ محاكمة الجاني السوري، في شهر كانون الثاني القادم، وسوف تتم أخذ شهادة السائق رالف ساتلر، بالإضافة إلى أنه يرغب في إبداء دفاعه ضد أصحاب عمله السابقين.

المصدر : Mitteldeutsche Zeitung[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

تعليق واحد