تركيا : حجب موقع تعارف شهير كان يعمل بستار ” ديني ” .. و استهجان من آخر يروج لـ ” الزواج من سوريات “

أغلقت الحكومة التركية موقع تعارف مشهور على الإنترنت، يعمل بشكل “ديني”، كوسيط للزواج.

وذكرت “إذاعة صوت ألمانيا“، بحسب ما ترجم عكس السير، إن موقع evlilikci.com، كان قد اشتهر في الفترة الأخيرة لأسلوبه الجديد، ففي الصفحة الرئيسية توجد آيات قرآنية من سورة النساء، وإلى الآن ما يزال المسؤول عن تأسيس الموقع غير معروف.

وبحسب الموقع، فإن الشريحة المستهدفة لخدماته هي:

– رجال لا يريدون الطلاق من زوجاتهم، لكنهم في الوقت نفسه ليس لهم علاقات معهن.

– نساء (لأسباب مختلفة)، لا يرن الزواج، وفي الوقت نفسه، لا يردن ارتكاب إثم.

– نساء يردن تفادي الوقوع في فخ الدعارة، بسبب حالتهن السيئة.

– نساء ورجال يريدون إرضاء رغباتهم الجنسية من دون أن يأثموا.

– كل من يريد الزواج.

وبعد انتشار الموقع على وسائل الإعلام، سادت حالة من الغضب في الشارع التركي، وقامت جمعيات معنية بحقوق المرأة برفع دعوى فوراً أمام الادعاء العام التركي، لانتهاك حقوق المرأة وتهميشها.

الموقع تم حجبه بأمر من وزارة الإتصالات والمعلومات التركية، لكن مواقع أخرى ما زالت موجودة، مثل: “زوجة ثانية” و “نساء سوريات”.

وبالنسبة للمنصة اﻷولى فمن شروط عضويتها أن يجيب المستخدم على عدد من اﻷسئلة الشخصية، وتحديد الحالة الشخصية، وذكر المذهب الديني، ومنذ متى يعتنق المستخدم الإسلام، وما مدى التزامه بالصلاة.

وتمتلك هذه المنصة الكثير من اﻷعضاء، من شتى أنحاء العالم، بما في ذلك من تركيا.

أما بالنسبة لموقع “نساء سوريات” فيجد المتصفح عناوين فرعية، مثل: “النساء السوريات اللّواتي يرغبن في الزواج” أو “ما يعجب النساء السوريات”.

ومن خلال النقر على هذا الخيار تظهر للمتصفح الكثير من الأحكام المسبقة حول النساء السوريات، اللّواتي اضطررن إلى الفرار إلى تركيا بسبب الحرب الدائرة في وطنهن، ويمكن للقارئ التعرف على هذه الأحكام المسبقة من الجملة التالية الموجودة تحت عنوان “ما يعجب النساء السوريات” : “السوريات مخلوقات رشيقة كنسائنا، في بلدنا زاد عدد الشبان الذين يرغبون في الزواج من امرأة سورية، وكذلك ازداد عدد الرجال المتزوجين الذين يرغبون في أن يكونوا على علاقة مع امرأة سورية، حيث أن النساء السوريات لا يهمهن عقد الزواج الرسمي، ويمكنهن العيش مع رجل بدون أن يربطهن معه عقد رسمي”.

ولا يسمح القانون التركي بتعدد الزوجات، وعند زواج التركي من سورية كزوجة ثانية، فإن الزواج يكون عرفياً ولا يترتب عليه أية حقوق يضمنها القانون.

ولعل العاملين في الموقع، أرادوا تشتيت الانتباه بأن موقعهم يستغل النساء السوريات، فذكروا هذه العبارة: “حين يقوم الرجال بالزواج من السوريات، فإنه يكون قد أحسن صنعاً، حماهن وقدم الدعم النفسي لهن بعد ما عانينه بسبب الحرب”.

وانتشرت في الموقع الكثير من الرسائل من قبيل “رجل بعمر 30 عاماً، أريد الزواج من امرأة سورية، لا يهم بأن تكون قد تزوجت سابقاً”، أو “أريد الزواج بامرأة سورية في منتصف العمر”.

وقالت غولزيرن كابلان، العاملة في مركز المرأة، في مدينة “شانلي أورفا”، إن الزواج من أكثر من امرأة ليس جديداً في تركيا، لا سيما في المناطق الريفية، وقد ازدادت هذه الظاهرة بشكل ملحوظ بعد فرار الكثير من النساء السوريات إلى تركيا.

وتتابع غولزيرن: “لقد فرت النساء بسبب الحرب، مما فتح الباب للرجال الزواج بهن ادعاء منهم بأنهم بذلك يحموهن من الوقوع في المعصية، وبعض هؤلاء الرجال يقدمون على الزواج بالنساء نظراً لأنهم لا يملكون طفلاً، أو طفلاً ذكراً”، ويكون الهدف في هذه الحالة الأخيرة هو إنجاب ابن من امرأة سورية.

وذكرت ناشطة أخرى تعمل في مدينة شانلي أورفا والمنطقة المحيطة بها، رفضت الإفصاح عن اسمها لأسباب أمنية، معايناتها حول هذه المسألة، حيث قالت إن الزواج من سورية أصبح في تلك المناطق عبارة تهديدية يطلقها الزوج على مسمع زوجته إن أبدت تذمرها من أمر ما.

الجديد في موضوع “الزوجة الثانية”، هو الجانب المالي، بحسب ما أوضحت الناشطة، وقالت: “في الماضي، كان الرجال الأغنياء، على وجه الخصوص، هم من يستطيعون الزواج من امرأة ثانية، أما اليوم فقد أصبح ذلك أكثر سهولة للرجل العادي، حيث أنه لا يكلف الكثير من المال، ويمكن لأي شخص أن يفعل ذلك في الوقت الحاضر”.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها