دير شبيغل : جرابلس تحت الحكم التركي .. أهالي المدينة يفضلونه على الأسد و داعش

سلطت وسائل إعلام ألمانية، الضوء على حياة السوريين في مدينة جرابلس، بعد أن قام الجيش التركي، جنباً إلى جنب مع الجيش السوري الحر، بتحريرها من داعش، في آب 2016.

وقالت مجلة “دير شبيغل” الألمانية، الإثنين (25/12)، بحسب ما ترجم عكس السير، إن رامي فارود، اختبأ لمدة ثلاث سنوات ونصف، وعمل في مواقع البناء في اسطنبول، حينما كانت داعش تسيطر على مسقط رأسه جرابلس.

وأضافت أن الشاب، مثل الكثير من السوريين، فر عبر الحدود إلى تركيا، وعاش في اسطنبول، لكن عندما حرر الجيش التركي مع الجيش الحر المدينة من داعش، سأل نفسه: “هل سأبقى في اسطنبول؟ أو أعود إلى جرابلس؟”، وأضاف: “كان حنيني في نهاية المطاف أكبر من خوفي”.

وفي يوم مشمس من شهر كانون الأول، مر رامي، وهو شاب ملتح وسط مدينته، وهناك في المدينة تدور الدبابات في الشوارع، بينما يقوم جنود الجيش السوري الحر بدوريات نقاط التفتيش، والأطفال يجلسون أمام المنازل، بينما يمتلأ الهواء برائحة البلاستيك المحترق.

وذكرت المجلة أن جرابلس قبل الحرب، كان تضم حوالي 12 ألف شخص يعيشون فيها، وفي الأشهر الأخيرة، تضاعف عدد السكان ثلاثة أضعاف، حيث تعتبر واحدة من الأماكن القليلة الآمنة نسبياً.

ونظراً لارتفاع الإيجارات، فإن الغذاء والأدوية شحيحة، بحسب المجلة التي أضافت أن رامي يعمل كخباز، ودخله بالكاد يكفي للبقاء على قيد الحياة، وعلى الرغم من ذلك، لا يشعر بالندم، بعد عودته إلى سوريا.

وقالت المجلة إن الناس في جرابلس يعتمدو، إلى حد كبير، على المساعدات المقدمة من تركيا، وعلى الرغم من أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن انتهاء العملية العسكرية (درع الفرات)، إلا أن الجيش التركي ما زال يسيطر على المنطقة المحيطة بجرابلس.

وأضافت أن يسار أكسانيار، نائب حاكم مقاطعة غازي عنتاب التركية الحدودية، يقوم بتسيير العمل المدني لتركيا في المدينة، وفي كانون الأول، دعت الحكومة التركية الصحفيين إلى جرابلس، وأشاد أكسانيار بجهود حكومته في المدينة، وقال إنها تمول المدارس ومستشفى في جرابلس، كما قام الجنود ورجال الشرطة الأتراك بتدريب زملائهم السوريين.

وقالت المجلة إن أكسنيار يسعى لتصوير تركيا كمساعد بناء وليس كقوة احتلال، مقتبساً عبارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: “ليس لدينا رغبة في احتلال هذه الأرض، ولكننا نريد من أصحابها الشرعيين العودة إليها”.

وأضافت الصحيفة أنه بالنسبة للعديد من الناس في جرابلس، ما يزال وجود الأتراك وكأنه حكم أجنبي، وتأتي الكهرباء والمياه في المنطقة من تركيا.

في المستشفى توجد صورة أردوغان معلقة على الجدار، في المدرسة يتعلم الأطفال التركية، ونشيد الحزب التركي الحاكم، حزب العدالة والتنمية.

وقال عبد الرؤوف (مدرس لغة إنكليزية): “الجميع يعلم أن الأتراك هم المسؤولون عن جرابلس”، وأضافت المجلة أن عبد رؤوف فقد عمله عندما شارك في مظاهرات ضد الديكتاتور بشار الأسد في بداية الثورة، وخلال حكم داعش، كان يعمل سائق سيارة أجرة.

ومنذ تحرير المدينة، عاد رؤوف إلى وظيفته القديمة، ويتلقى راتباً يبلغ حوالي 150 يورو شهرياً، من الدولة التركية، كما يتم تعليم جزء من المنهاج الدراسي، الموضوع من قبل وزارة التربية والتعليم التركية.

وقال عبد الرؤوف: “أردوغان يحول جرابلس إلى مدينة تركية”، ومع ذلك، فإن أبناء المدينة يفضلونه كحاكم، بدلاً من داعش والأسد.

وبالنسبة لتركيا، فإن الانتشار في أماكن مثل جرابلس، هو فرصة للحفاظ على نفوذها في البلد المجاور.

وقالت المجلة إن أردوغان أخطأ في سوريا في بداية الحرب، حيث كان يعتقد أن الأسد يمكن الإطاحة به، واستبداله بشخص من جماعة الإخوان المسلمين، وهو يقاتل الآن ليخرج من نظام ما بعد الحرب في سوريا.

وأضافت أن أردوغان يريد نقل “نموذج جرابلس” إلى مناطق أخرى على الحدود التركية السورية مثل محافظة إدلب، التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام.

وقد اتفقت تركيا مع روسيا وإيران، وهما الحليفان الأهم لنظام الأسد، على طرد مقاتلي هيئة تحرير الشام من إدلب، وخلق ما يسمى مناطق تخفيف التصعيد، ويرى أردوغان أيضاً أنها وسيلة لوقف التقدم الكردي في المنطقة.

وختمت المجلة أنه من المشكوك فيه ما إذا كان التحالف، بين الأسد وروسيا وإيران، سوف يتسامح بوجود دائم لتركيا في سوريا، ويبدو ذلك واضحاً عندما يهرب يسار أكسنيار من الأسئلة حول إستراتيجية حكومته طويلة الأجل لجرابلس قائلاً: “أولاً وقبل كل شيء، علينا إعادة بناء المدينة”.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

One Comment

  1. يبدوا أن الشركات الألمانية وضعت عيونها على عقود إعادة بناء جرابلس و بذات الوقت الحكومة ستتخلص من بعض اللاجئين الثقيلين و تعيدهم إلى جرابلس.