خبراء : قضاء وقت أطول خارج المنزل يحسن إبصار الأطفال
يقضي الأطفال أوقاتا لا تنتهي في استخدام الهواتف الذكية وأجهزة الألعاب والكمبيوتر وحتى الحاسوب اللوحي، ما يتسبب في الكثير من الضرر خاصة في منطقة الظهر بسبب الإنحناء، لكن بالتأكيد يكون هناك ضرر أكبر للعين والقدرة على الإبصار.
ولا يوجد الكثير من الأبحاث حتى الآن عن تأثير الشاشات على البصر، رغم مرور وقت طويل منذ أن كشفت شركة آبل عن هاتفها آى فون في عام 2007، لكن هناك قلق بين الخبراء من ارتفاع معدلات إصابة الأطفال بقصر النظر.
ويقترح الخبراء أن أفضل شيء يمكن للوالدين القيام به لمنع إصابة أطفالهم، هو تشجيعهم على قضاء المزيد من الوقت في الهواء الطلق ونورالشمس.
السائل الشوكي قد يكون سببا في مشاكل البصر لرواد الفضاء، و يشهد العالم زيادة هائلة في الإصابة بقصر النظر خلال العقود الأخيرة.
ويقول كريس هاموند، أستاذ طب العيون في كلية كينغز كوليدج لندن وجراح استشاري في مستشفى سانت توماس: “نعلم أن قصر النظر أصبح أكثر شيوعا”.
وأضاف :”لقد وصل قصر النظر إلى مستويات وبائية في شرق آسيا وسنغافورة وتايوان وكوريا الجنوبية، حيث تقترب معدلات الإصابة من 9 في المئة بين البالغين في سن 18 عاما”.
أما في أوروبا، فمن المحتمل أن تصل معدلات الإصابة في غرب أوروبا ما بين 40 في المئة و50 في المئة بين الشباب في منتصف العشرينيات من العمر. وقد ارتفعت هذه المعدلات على مدى عقود خلال القرن العشرين من حوالي 20 أو 30 في المئة.”
وترى أنجريت دالمان نور، استشاري طب العيون في مستشفى مورفيلدز للعيون في لندن، أن نقص الضوء الطبيعي ربما يكون السبب الرئيسي.
وقالت :”يبدو أن العامل الرئيسي هو عدم التعرض لأشعة الشمس المباشرة، لأن الأطفال الذين يدرسون كثيرا والذين يستخدمون بكثرة أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف الذكية أو أجهزة الكمبيوتر اللوحية لا يخرجون كثيرا من منازلهم كما أنهم أقل عرضة لأشعة الشمس، وبسبب ذلك يبدو أنهم أكثر عرضة لتطور الإصابة بقصر النظر “.
ويتفق هاموند تقريبا مع هذا الرأي، ويقول “ربما لن تكون مصادفة أنه في دول شرق آسيا، ترتبط حالا قصر النظر كلها مع جداول دراسة الرياضيات.
وأضاف :”يتم دفع هؤلاء الأطفال للحصول على تعليم مكثف جدا من سن مبكرة جدا وقضاء الكثير من الوقت في أماكن مغلقة يدرسون كل شيء ويقضون القليل من الوقت في الهواء الطلق”.
وأوضح أنه هناك قلق من أن العمل بالقرب من العين مثل اللعب على الهاتف الذكي أو الحاسوب اللوحي، ربما يتسبب في إصابتهم بقصر النظر.
جميع الأباء يدركون أنه من المستحيل إقناع أبنائهم بالتخلي عن هواتفهم المحمولة ومحاولة الحصول عليها قبالة أجهزتهم، إذا لم يكن هناك حجة مقنعة بشدة.
وتقول الدكتورة دلمان نور، وهي أم لثلاثة أطفال، إن محاولة وقف استخدام الأطفال الشاشة ربما يكون طموحا غير واقعي.
وتضيف :”يمكن القول فقط إن استخدامهم لهذه الشاشات عن قرب قد يجعل عيونهم غير مريحة، وقد يصيبهم بقصر النظر ويجب أن لا تستخدم لفترة طويلة”.
لكنها ترى أنه لا يمكن الابتعاد عن هذا لأن عليهم أيضا القيام بواجباتهم المدرسية على أجهزة اللاب توب والكمبيوتر اللوحي، ويقومون بالبحث عن معلومات أساسية على الانترنت”.
وخلصت إلى نتيجة مفادها أنه لا يمكن الحد من استخدام الشاشة خلال السنوات المقبلة، و أفضل شيء يمكن القيام به، كما يقول الخبراء، هو جعل الأطفال يلعبون خارج المنزل قدر الإمكان.
ويقول هاموند: “إن قضاء الوقت بالأماكن المفتوحة في الخارج يقي من تطور قصر النظر، وممارسة الرياضة في الهواء الطلق هي حماية للبصر”.
ويحدد المدة المثالية لهذا وهي في المتوسط ساعتان في الهواء الطلق خلال الأسبوع وعطلة نهايته.
ويستند إلى أبحاث قصر النظر التي أجريت في سيدني بأستراليا وأظهرت أن 3 في المئة فقط من الأطفال الصينيين، الذين يعيشون في سيدني، أصيبوا بقصر النظر في سن السادسة نظرا لأنهم يقضون ساعتين في الهواء الطلق يوميا، بينما ترتفع النسبة إلى 30 في المئة لدى الأطفال في نفس السن في سنغافورة.
وتنصح الدكتورة نور بأهمية النظام الغذائي في المساعدة على الحفاظ على البصر، بحسب ما اوردت هيئة الإذاعة البريطانية، وتؤكد :”نخبر دائما الآباء والأمهات عن أوميغا 3 والأحماض الدهنية الأساسية، والفيتامينات AوC و E والمواد الغذائية التي هي جيدة للجزء الخلفي من العين”.
وتقول :”نظام غذائي صحي حقا مهم، ويجب أن يتضمن تناول زيوت الأسماك والأفوكادو والخضار الأخضر والخضروات الورقية الخضراء قدر الإمكان”، كما نصحت أيضا بعمل فحص دوري للعين.
وفقا لهيئة خدمة الصحة الوطنية في بريطانيا، فإن هناك مؤشرات على إصابة الطفل بقصر النظر منها:
حاجته إلى الجلوس في الجزء الأمامي في الفصل بالمدرسة لأنه يجد صعوبة في رؤية ما يُكتب على السبورة.
الجلوس بالقرب من التلفزيون
الشكوى من الصداع أو إجهاد العين
فرك العين والعبث بها باستمرار.
من المرجح أن تستمر مستويات قصر النظر في الارتفاع، والأمل هو أن يجد الباحثون سبيلا للحد من تطوره وانتشاره.
وتقول الدكتورة نور: “ما نحتاج إلى النظر إليه، من حيث البحث والتطوير، هو طرق لتعديل تأثير هذه الأنشطة على تطور الإبصار”.
البروفيسور هاموند يضيف: “هناك قطرات العين وغيرها من العلاجات لإبطاء تقدم وتطور قصر النظر، ولكن من حيث منع قصر النظر نفسه، لا توجد أية بيانات تشير حاليا إلى نجاح قطرات العين هذه في منع قصر النظر بشكل نهائي”.
وأشار إلى أنها ستكون الخطوة المنطقية التالية للدراسات البحثية، كما هو الحال في بلدان مثل الصين، حيث 10 في المئة من الأطفال في كل فصل يصابون سنويا بقصر النظر في سن السادسة، لذلك هناك دافع قوي للقول بأننا يجب أن نمنع هذا المرض.[ads3]