نيويورك تايمز : أردوغان يوجه رسالة لروسيا بتصريحاته ضد بشار الأسد

رأت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، أن تصريح الرئيس التركي الأخير ضد بشار الأسد، يهدف إلى توسيع نفوذه في المنطقة، في ظل تراجع حدة الحرب، خاصة أنه يأتي بعد أن بدا الأسد أكثر ثقةً في الانتصار في الحرب والبقاء في سدة الحكم.

تغيّر رأي الزعيم التركي، الذي أشار خلال الشهور الأخيرة إلى أن رغبته في قبول استمرار بقاء الأسد، كان، بحسب ما نقل موقع “هافينغتون بوست” بنسخته العربية، عن الصحيفة، بمثابة تذكرة بالعداوة بين الطرفين، حيث أبدى الأسد تبجحاً واختيالاً بمكاسبه العسكرية التي حظي بها على مدار العام الماضي، من خلال المساعدات الروسية، بحسب الصحيفة الأميركية.

التصعيد التركي يهدف أيضاً إلى تذكير روسيا بأنها لا تستطع أن تقرر مستقبل سوريا بمفردها، وخاصة القضايا المتعلقة بالجماعات الكردية في سوريا، التي تُناصبها تركيا العداء، فقد ذكرت روسيا يوم الثلاثاء أنه سيتم السماح لممثلي المنطقة الكردية التي تتمتع بحكم شبه ذاتي شمال شرقي سوريا بالمشاركة في المحادثات التي تستضيفها روسيا خلال الشهر القادم، وهو أمر تعارضه تركيا.

وذكر أردوغان خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس التونسي قائد السبسي في تونس “أؤكد بوضوح أن الأسد إرهابي يمارس إرهاب الدولة. فهل يرغب الشعب السوري في أن يظل شخصٌ مثله في سدة الحكم؟”.

ونقلت وكالات الأنباء التركية عن أردوغان قوله “من المستحيل التقدم للأمام مع وجود الأسد في سوريا. لماذا؟ كيف يمكن أن نتحدث عن مستقبل سوريا في وجود رئيس قتل ما يقرب من مليون مواطن سوري؟”.

وتتابع الصحيفة التوقف عند تصريحات الرئيس التركي، وترى أنها تستهدف التفاوض وليس الشقاق مع روسيا، التي تتمتع بعلاقة طيبة مع تركيا، أحد أعضاء حلف الناتو.

وفي غضون ذلك، كانت حكومة أردوغان في أنقرة تبرم اتفاقاً قيمته 2.5 مليار دولار لشراء أنظمة الصواريخ الروسية S-400.

من المحتمل أن يكون الروس قد رحّبوا بتصريحات أردوغان الفظّة تجاه الأسد، لأنهم يريدون أن يلعبوا دوراً قيادياً في أي اتفاق سلام، ويقصد بذلك فرض المفاوضات على شخص الأسد العنيد.

وتدعم روسيا وإيران الأسد، بينما تدعم تركيا بعض جماعات المعارضة السورية، ورغم أوجه الخلاف فيما بينها، إلا أن البلدان الثلاثة تتعاون على المستوى الدبلوماسي من أجل “إنهاء الحرب”.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها