هل يأتي دور الجولان بعد القدس إذا لم تُتخذ قرارات استثنائية جريئة؟

السؤال الذي لا يزال ينتظر الجواب هو: ماذا سيفعل الفلسطينيون والعرب اذا خسروا نهائياً قضية القدس وكان ذلك بداية خسارة القضية الفلسطينية برمتها بعد فشل اللجوء الى مجلس الأمن والى الجمعية العمومية للأمم المتحدة، ولم تنفع التظاهرات والاعتصامات والانتفاضات ولا حتى اطلاق صواريخ معدودة على إسرائيل؟ هل يقبلون بأن تكون القدس عاصمة لاسرائيل ثمناً لقيام دولة فلسطينية اذا كانت أميركا تضمر ذلك؟ هل يقبلون بسلام الاستسلام أم يقررون اللجوء الى القوة لاستعادة ما أُخذ بالقوة ولم يعد للمفاوضات مع اسرائيل جدوى، أم أن إحياء صندوق القدس قد يكون كافياً لإنقاذها، أو تتخذ قرارات مهمة واستثنائية وجريئة في قمة عربية أو قمة اسلامية فلا تكرر إصدار بيانات الاستنكار والتنديد بالقرار الأميركي الذي جعل القدس عاصمة لاسرائيل، أو تطرح القمة حلاً للتفاوض خلال فترة زمنية قصيرة تقبل به اسرائيل أو ترفضه وبعدها يكون لكل حادث حديث، لأن قطع العلاقات مع أميركا واسرائيل ومع كل دولة تعترف بالقدس عاصمة لاسرائيل كما يقترح البعض قد لا يكون له تأثير فعلي بل معنوي فقط؟

الواقع أن عين اسرائيل على القدس كانت منذ أن قامت دولتها فراحت تعمل على تهويدها بدافع الأمن القومي تارة والرابط الديني طوراً، وتهميش دور المسلمين والمسيحيين فيها. وقد رفضت تنفيذ القرار 242 بتفسيره على أنه يدعو الى الانسحاب من أراض عربية وفلسطينية وليس من كل الاراضي المحتلة لتبقي القدس عاصمة لها، حتى أنها لم توافق على المبادرة العربية التي صدرت عن قمة بيروت عام 2002 لأنها تدعو الى انسحاب كامل في مقابل “تطبيع” كامل، لأن اسرائيل لا تريد للفلسطينيين أكثر من إدارة ذاتية، وهو ما كان رئيس الوزراء مناحيم بيغن اقترحه في لقاء كمب ديفيد.

ثمة من يقول إن انقسام الفلسطينيين واندلاع الحروب بين العرب جعلا الرئيس الأميركي دونالد ترامب يرى الفرصة سانحة لاعلان القدس عاصمة لاسرائيل، ولا يعير اهتماماً للقول إن قراره هذا هو هدية الى المتطرفين والارهابيين، ويغذّي بالتالي العنف ويشعل حروباً دينية تتمنى اسرائيل إشعالها لتبرر قيام دولتها اليهودية، لقد وضعت قضية القدس العرب والفلسطينيين أمام مسؤولياتهم الوطنية والتاريخية إن لم يكن أمام حائط مسدود لا يُخرق إلا بالاتفاق على آلية تكون بديلاً من العودة الى مفاوضات فقدت جدواها، وكذلك اللجوء الى مجلس الأمن والأمم المتحدة. فهل يلجأون الى روسيا والاتحاد الأوروبي والصين بديلاً من أميركا علّهم يدخلون بذلك القضية الفلسطينية في سباق على النفوذ في المنطقة وللتأكيد أن لا سلام في المنطقة إلا بحل عادل للقضية.

يقول ديبلوماسي عربي إن المطلوب قبل أي أمر آخر وحدة موقف عربي وفلسطيني حول حلّ يبدأ باعتراف دولي بدولة لفلسطين علَّه يشكل ورقة ضغط تجعل اسرائيل تقبل بحل الدولتين، اذ لا يعقل أن تتضامن غالبية دول العالم مع قضية القدس ولا يتضامن العرب والفلسطينيون حول قضيتهم ليستطيعوا عندئذ مواجهة مجلس الأمن والأمم المتحدة بما واجههما به رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات بقوله من على منبر الأمم المتحدة: “لا تسقطوا غصن الزيتون من يدي”، وهو قول إذا تكرر اليوم فإنه يحتاج الى اعلان الحرب على اسرائيل شرط أن يكون كل العرب والفلسطينيين مستعدين لها مهما بلغت التضحيات، لا أن تظل الحروب والثورات والانقلابات تتم تحت لافتة “تحرير القدس واستعادة حقوق الشعب الفلسطيني”، ولا تكون موجهة مباشرة الى اسرائيل، أو القول بالعودة الى قضية فلسطين بعد القضاء على “داعش” وتكون اسرائيل قد صفّت القضية الفلسطينية بإفشال كل التسويات بدءاً بالقدس وتنفيذ اجراءات ضمّها والضفة الغربية الى دولة اسرائيل، وقد يأتي بعد ذلك دور الجولان السوري اذا ظلّت الحروب تدور خارج القضية الفلسطينية، ولا ينفع تكرار القول إن الاستيطان يدمر السلام ويقضي على حل الدولتين، وان مستقبل السلام وأمن اسرائيل يصبحان في خطر.

اميل خوري / النهار اللبنانية
الصورة البارزة في المقالة : إسرائيليون يستجمون في المياه الحارة في مرتفعات الجولان المحتل[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫3 تعليقات

  1. ولك ياعمي اسرائيل أحن على شعوبها من هؤلاء الجزّارين القتلة ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, كل الانظمة العربية ظالمة بحق شعوبها
    والانسان ليس لديه قيمة عندهم حتى أصبحت الشعوب العربية تفضل اسرائيل عليهم مع الاسف

  2. قال يعني اللي صار مو بتآمر من العرب وبموافقتهون… الجولان وغيرو على الطريق وطول ما هالانذال حاكميننا رح نشوف العجايب لسا