مقال لكاتب ” أفرو ألماني ” بعد التصريحات التحريضية الأخيرة : ” عزيزي حزب البديل من أجل ألمانيا .. جئنا هنا لنبقى “
بعد تحريض أحد أعضاء البرلمان الاتحادي، عن الحزب اليميني المتطرف “البديل من أجل ألمانيا”، في مواجهة “المزج بين الشعوب”، على حسابه على تويتر، نشر كاتب، في صحيفة “دي فيلت“، وهو ابن لوالد من ذوي البشرة السمراء وأم بيضاء، مقالاً حول هذا الموضوع، يقول فيه: يجب أن تعتادوا علينا.
وقال الكاتب في المقال الذي نشرته الصحيفة، الأربعاء (3/1)، بحسب ما ترجم عكس السير، إنه يعد بالنسبة لهذا العضو المحرض، جينز مير، “نصف زنجي”، وقد قام هذا العضو في “البوندستاغ”، عن حزب البديل من أجل ألمانيا، بتوجيه الإهانة عبر حسابه في تويتر إلى نوح بيكر، ابن أسطورة التنس الألمانية “بوريس بيكر”، وهو منسق أغان (DJ) ومصمم، يحمل الملامح الأفرو-ألمانية، ويعتبر فتى محبوباً بالنسبة للنساء.
وتابع الكاتب: “على الرغم من أنني أملك عينين زرقاوين، على النقيض من ابن بوريس بيكر، إلا أنني إذا تركت شعري ينمو لمدة أسبوعين، فسوف يظهر جانبه الأفريقي المجعد، والذي سيسقط نظارة الشعبويين، أحادية العدسة من الوجه الآري.
“لقد أنكر جينز ماير، وهو قاض سابق، كتابة الإهانة الموجهة إلى نوح بيكر، لكنه كان قد حذر في الصيف الماضي من إنتاج شعوب مختلطة، لكن يتعين عليه الآن تقبل هذا الأمر، لأننا، الشعب المختلط، جئنا إلى هذا العالم لنبقى”.
“إن والدي البيولوجي هو المسؤول عن شعري المجعد، وبشرتي الداكنة وبعض من سماتي الشكلية الأخرى، في حين أنا مدين لوالدتي الألمانية-البولندية، بلون عيني وبعض الخطوط الشقراء في لحيتي، وهذا من الممكن أن يزعج إخواني في الإنسانية أحياناً، إلى أقصى حد”.
وأضاف الكاتب: “كلما ألتقي بأناس من ذوي البشرة السمراء، أو غيرهم من الناس الأفرو-ألمانيين، غالباً ما أُحسَد على تركيبتي العرقية، لكن من ناحية أخرى، هناك أشخاص مثل (آنا)، شريكتي السابقة في السكن، لم تلاحظ أنني (لست ألمانيا خالصاً)، إلا بعد أكثر من عام من العيش معاً”.
“في دائرة معارفي، هناك العديد من الأشخاص مختلطو الأعراق مثلي، فوالدا أحد صديقاتي قادمان من اليونان وأفغانستان، وواحدة ثانية هي ابنة امرأة فلبينية ورجل بولندي، وصديقتي السابقة لديها جذور في إيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية وجامايكا، إن مزج الشعوب منحها من هذه الجذور الثلاثة جمالاً لا يوصف، وتعليماً وموهبة أيضاً، وهناك شائعة تقول إن رجلاً مختلط الأعراق، قد كان رئيساً لأمريكا”.
“وبالمناسبة، لا توجد لدى حزب البديل من أجل ألمانيا أية مشكلة عرقية، فالألمان الروس، على سبيل المثال، هم من بين ناخبي الحزب .. لقد كان الروس يعدون في العهد النازي (أنصاف بشر سلافيين)، أما اليوم، فإن الشعبويين اليمينيين يرفعون ملصقاتهم الانتخابية باللغة الروسية أيضاً، يبدو بأن نقاء العرق مضرٌ بالذاكرة”.
وختم الكاتب: “لسوء الحظ، ما تزال هناك أعداد كثيرة من الناس ممن هم على نمط تفكير جينز ماير نفسه، لكن يتوجب عليهم أن يتقبلوا كثرة أعدادنا، نحن المختلطون، والتي تزيد يوماً بعد يوم، وهذا خبر سعيد، فكلما أصبح عددنا أكثر، كلما قل عدد من يشبهون جينز ماير في هذا العالم”.[ads3]