أبحاث جديدة تكشف حقائق خطيرة عن وسائل التواصل الاجتماعي
فيما يمكن أن يوصف بـ “وشهد شاهد من أهلها”، أكد تشاماث باليهابيتيا، نائب الرئيس السابق لشؤون تنمية أعداد المستخدمين بشركة فيسبوك، أن منصات تواصل اجتماعي، مثل فيسبوك وتويتر يمكن أن تزيد أواصر الترابط والتقارب بين الناس معا، ولكن في نفس الوقت يمكنها أن تحدث تأثيرا عكسيا.
وأعرب باليهابيتيا، خلال حديث أدلى به على هامش مناسبة أقيمت مؤخرا في كلية الدراسات العليا في جامعة ستانفورد، عن قلقه من أن منصات التواصل الاجتماعي أصبحت “أدوات تمزق النسيج الاجتماعي للمجتمعات”. وأكد باليهابيتيا أنه يشعر بذنب كبير لمشاركته في بناء شركة تعمل في هذا المجال.
وبحسب ما نقلت “قناة العربية السعودية” عن موقع “The Verge” المعني بتأثير التكنولوجيا على الإنسان، استشهد باليهابيتيا بالرسالة المزيفة على واتساب في الهند خلال مايو 2017، التي أدت إلى مقتل 7 أشخاص أبرياء في جريمة بشعة. وأشار إلى أن التكنولوجيا الجديدة أصبحت ذات آثار أكثر قوة ودقة فيما يتعلق بأسلوب التفاعل بين الأشخاص وبعضهم البعض.
ويوضح باليهابيتيا أن التفاعلات مثل “أن تروق لك” like صورة على فيسبوك أو “تفضيل” تغريدة على تويتر، ربما أصبح أكثر إشباعا على المدى القصير من أصل وأساس التواصل الحقيقي والعلاقات المجدية. ودعا باليهابيتيا مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي إلى أخذ موقف حاسم والامتناع عن الدخول على مواقع التواصل الاجتماعي.
مشكلة حقيقية
وعقبت ليزبث كيم، المرشحة لنيل درجة الدكتوراه في علم النفس الاجتماعي في ولاية بنسلفانيا، والتي تدور أبحاثها عن وسائل التواصل الاجتماعية، على تصريح باليهابيتيا، في تصريح لموقع “Futurism” قائلة: “أعتقد أنه (باليهابيتيا) يشير إلى قضية حقيقية للغاية تتعلق بالوسائط الاجتماعية والإشباع الفوري”. وأضافت: “إنني أرى رسالته كتذكير هام بالجزء الذي قد نتجاهله عمدا في كثير من الأحيان”.
وأكدت أن منصات التواصل الاجتماعية اليوم تسمح بسماع وتضخيم بل إعطاء مصداقية لأي شخص. وهذا يمكن أن يسمح بتأصيل جذور أي شيء بدءا من مشكلات تسلط بسيطة عبر الإنترنت وصولا إلى حملات تحرش على نطاق واسع.
الجماعات الإرهابية
لقد رأينا أن الجماعات الإرهابية استخدمت منصات مثل تويتر وفيسبوك ويوتيوب في محاولة لجذب مجندين جدد. وأنه تم الربط بين الاستخدام السلبي للهاتف الذكي وبين الاكتئاب والانتحار في سن المراهقة، على الرغم من أن هناك في الوقت الحالي بعض المحاولات لاستخدام الذكاء الصناعي لرصد المستخدمين الذين ربما يكونون في خطر.
مثل أي نوع من التكنولوجيا الجديدة، يأتي تأثير وسائل التواصل الاجتماعية كانعكاس لقاعدة المستخدمين. وهناك دائما قدرة للناس على إساءة استخدام الأدوات المتوفرة لهم – ولكن هناك أيضا فوائد حقيقية جدا فقط إذا استخدمت هذه الوسائل والأدوات بشكل إيجابي.
الهرم الاجتماعي
وتقول كيم: “في حين أن هناك اهتماما متزايدا من الجمهور على الجانب المظلم لوسائل التواصل الاجتماعية، فإنني أشعر بالفضول إزاء ما يحدث عندما يحاول الناس استخدام منصات التواصل الاجتماعي لتحقيق الصالح العام.
تتمتع وسائل التواصل الاجتماعي بجميع أنواع الفوائد، مثل إتاحة المعلومات المفيدة لعامة الناس، والمساعدة على بناء المجتمعات المحلية، والسماح بالتواصل بين مختلف الفئات الاجتماعية. ومع ذلك، فإن سلوك الناس العلني على وسائل التواصل الاجتماعية هو جزء واحد فقط من المعادلة – وينبغي أيضا أن تؤخذ ردود الفعل على هذا السلوك في الاعتبار.
أجرت كيم دراسة تضمنت مشاهدة المشاركين لسلسلة تعليقات معدة خصيصا للاختبار، وطلبت من كل مستخدم أن يتنافس مع الآخرين لكتابة ألطف تعليق.
وثبت أن الردود والتعليقات على الموضوع جاءت مختلفة بحسب نوع الشخص، ذكرا أو أنثى، وأن الأنثى كان تشعر بأنها غير محبوبة بدرجة أكبر وأكثر غضبا.
وأضافت كيم: “لقد رأى الأشخاص الذين قاموا بتحليل التعليقات أن المشاركة الأنثى كانت أكثر مصداقية بالمقارنة مع نظيرها الذكر.
إن هناك اختلافات واضحة بين الطريقة التي نتفاعل مع بعضنا البعض بشكل شخصي في الواقع، وأسلوب التواصل عبر الإنترنت في العالم الافتراضي وأيضا في طريقة تعامل وردود الفعل عندما يكون التفاعل مع ذكر أو أنثى.
عندما نتمكن من فصل الشخص عن حسابه في وسائل التواصل الاجتماعي، فإنه يكون أسهل له أن يقوم بإساءة معاملة الآخرين، بدءا من المضايقات الطفيفة البسيطة ووصولا إلى تجاوزات أكثر خطورة.
وتقول كيم: “من الصعب تقديم ادعاء منفرد حول تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعية على العلاقات الحالية”.
الوقت كفيل بكشف المزيد
“ولكن مع مرور الوقت، ومع إجراء المزيد من الأبحاث لدراسة هذا التأثير، أعتقد أننا سنتوصل إلى فكرة أكثر دقة حول الميزات والأنشطة المحددة، التي بنيت في منصات مثل فيسبوك والتي تسهم في حدوث هذه النتائج الإيجابية والسلبية”.
من المهم أن نتذكر أن وسائل التواصل الاجتماعية لا تزال ظاهرة جديدة نسبيا، على الرغم من أنها أصبحت جزءا كبيرا من الحياة اليومية لكثير من الناس. نحن ما زلنا نتعلم عن تأثيراتها على المجتمع ككل – ومن المهم أن نعتبر كلا من الخير والشر الذي يأتي منه.[ads3]